تناقشت مع أحد الطلاب في الكلية وهو ينكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سحر ويستدل بقوله تعالى : (( ولا يفلح الساحر حيث أتى )) وقال عن الحديث الوارد في ذلك بأنه حديث آحاد ظني فكيف أرد عليه ؟ حفظ
السائل : شيخ بالنسبة الموضوع خارج عن موضوع عن الحجاب والنقاب ، أحد قلي الشباب في الكلية عندنا يعني تناقشت معه بالنسبة لمسألة سحر النبي عليه الصلاة والسلام
الشيخ : بالنسبة لإيش ؟
السائل : لحادثة السحر للنبي ، فهو أنكر الحادثة باعتبار أنها مذكور في القرآن الكريم أنه لا يفلح الساحر حيث أتى وجاب بعض الأدلة القرآنية طبعاً واستند إلى أن الحديث الذي ورد فيه حديث آحاد
الشيخ : ما شاء الله
السائل : فاعتبر أنه ظني
الشيخ : الله يهديه ، طيب يا أخي ولا تؤاخذني إذا قلت لك هل هذا الرجل عالم ؟ ستقول لا ، لأنك قلت طالب
السائل : نعم
الشيخ : طيب لماذا نلتفت إلى كل ناعق ؟ كل ما واحد طرق في مخه في راسه شبهة وطرحها على الناس نقعد نحن ... بها ، ارميها أرضاً هذه الشبهة ، فأن مثلاً حقك أن تعلم الحديث الذي ضعفه هو وزعم أنه حديث آحاد حقك أن تعلم هل هو حديث ضعيف أم هو حديث صحيح ، مش عنده ولا عند الدكاترة الي ابتليتم به وهم لا يعلمون شيئاً من علم العزيز وإنما عند أهل العلم بالحديث الذين ورثنا عنهم علم الحديث وقواعد علم الحديث ومصطلح الحديث وأسانيد الحديث ومتون الحديث ، فإن كان عندك علم سابقاً بأن هذا الحديث عند أهل الحديث صحيح فاضرب بكلام هذا الطالب عرض الحائط وذكره بنص قوله تعالى : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ولا شك أن هذا الطالب ليس من علماء الحديث بداهة فإذن واجبه بنص القرآن الكريم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فأنت الآن إذا سألت هذا الحديث صحيح أم لا ؟ هذا واجبك لتتحرى الصواب والحق ، أما والله فلان قال كذا وفلان قال كذا ، ما يهمك أقوال كثيرة فهل تعلم أنت أن هذا الحديث صحيح أم لا ؟ إذن لماذا تطرح مثل هذه الشبهة ومن هذا الطالب ، الظاهر أن هذه الشبهة عملت عملها
السائل : لا بس شيخ يعني في فئة كثيرة من الناس تنكر حديث الآحاد
الشيخ : لا أنت لا توسع الآن الموضوع ، خلينا هلأ بحديث السحر ، أنت بارك الله فيك ذكرت في كلامك أنه استدل ببعض الآيات ثم عطفت إلى الحديث فزعم أنه حديث آحاد ، هذا في اعتقادي أنه يصدق فيه القول المعروف عند العلماء يقولون في مثله : " يعرف بما لا يعرف " أول ذلك هذا حديث آحاد ، طيب وإن كان حديث آحاد ، يا ترى هو بصلي ولا ما بصلي الله أعلم نحسن الظن به بصلي كويس ؟
الطالب : نعم
الشيخ : أكثر صلاته قائمة على حديث آحاد فماذا يفعل يرد هذه الأحاديث التي زعم أنها أحاديث آحاد لكن هو يهرف بما لا يعرف ، هذا أولاً ، ثانياً : هناك من يستعمل هذه الكلمة أو من استعملها قديماً فعلاً فجعلوا الأحاديث قسمين ، أحاديث تواتر وأحاديث آحاد ، ثم فرع بعضهم من هذا التقسيم فرعاً فقهياً فقالوا : حديث الآحاد يجب الأخذ به في الأحكام ولا يجب بل لا يجوز الأخذ به في العقائد ، وأظنك تفرق وتدري ماذا يعنون بالعقائد وماذا يعنون بالأحكام ؟ يعنون بالعقائد الأمور الغيبية التي لا تدخل في طور الواقع والعمل ، والأحكام ما يتعلق بالمعاملات ، فالآن التاريخ ، التاريخ بعامة ثم سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بخاصة تدخل في القسم الأول أي فيما يتعلق في العقائد والأمور الغيبية أم في القسم الآخر ما يتعلق بواقع الإنسان ومعاملاته وأحكامه في أي قسم تراه ؟
السائل : ... في القسم الأول
الشيخ : فيم إذا قيل أن الرسول عليه السلام جرح أو ضرب أو شج أو كسرت رباعيته ، هل له علاقة بعلم الغيب ؟
السائل : لا
الشيخ : طيب ما الفرق بين هذه النماذج التي طرحتها بين يديك آنفاً وبين أنه سحر ومرض من السحر إيش علاقته هذا بأمور الغيب ؟
السائل : ما له علاقة
الشيخ : فإذن كيف ... وقلت أنه يدخل في القسم الأول ؟
أن حديث السحر ليس له علاقة بالعقائد ؟ صح ؟
السائل : نعم
الشيخ : لكن أنا أرجو ما تقول صح وأنت غير مطمئن فاطرح أمامك كما يقولون عندنا بالشام بساط أحمدي ألقي ما عندك تماماً لحتى نطيح بالشبهة من أصلها وجورها ، ماشي ؟
السائل : شيخ لو افترضنا شخص أنكر السحر
الشيخ : أنا سألتك سؤال ما جاوبتني
السائل : لا الحمد لله مطمئن
الشيخ : كويس إي لكن كأني شعرت أنكم راح تفتح لنا مسألة جديدة وهذا خير لي لكن من الخير أي الأخير أن نكمل البحث الأول
السائل : إن شاء الله
الشيخ : وأوصيك إذن إنك تحفظ سؤالك هذا الذي هممت بطلبه
فأقول أولاً حديث السحر ليس له علاقة بالعقيدة وإنما هو له علاقة بحياة الرسول وسيرته ، ضربت له أمثلة واقعية في السيرة وما حدا بيقول أن أنا ما أصدق أن الرسول مثلاً وهو في مكة وهو ساجد بين يدي الله عز وجل جاء أحد المشركين وأهانه ووضع على ظهره ما وضع ؟ الكرش ، الكرش الي ... القاذورات هذه ، هذه منتهى الإهانة لسيد البشر عليه السلام والله أنا عاطفياً ما أقبل هذه الرواية ، هذه رواية آحاد وانتهى الأمر ، هذا مو علم هذا جهل ، هذا انصياع وراء العواطف التي لا حدود لها التي ترمي صاحبها في المهالك وهو لا يدري ولا يشعر ، فالمهم : ما هو حديث الرسول عليه السلام الذي فيه أنه سحر ، أولاً الحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم ، فمن هذا الطالب للعلم الذي يتجرأ على البخاري وهو جاهل ، جاهل بعلم مصطلح الحديث ، جاهل بمراتب رواة الحديث الثقة والضبط ونحو ذلك جاهر جاهل إلى آخره أن هذا الحديث من رواه هل هو غريب يعني فرد هل هو مستفيض هل هو متواتر من أين لهذا المسكين أن يعرف هذه التفاصيل كلها وهو بحسبه أن يحفظ الدروس التي يلقنها في الجامعة في الأخير بعد بضع سنين يأخذ معه الشهادة ويتوظف وظيفة ... وكفى الله المؤمنين القتال
الخلاصة : هذا الحديث رواه الشيخان في صحيحيهما وبإسناد ، فأي شخص يتقدم إلى رد الحديث إما أن يطعن في السيدة عائشة أو ما دونها ولا سبيل إلى مطعن في أحد هؤلاء الرواة لأنهم يعني كلهم ثقاة ومعروفون عند أهل العلم ، أما أهل الجهل فلا يلتفت إليهم ، ثم لم تتفرد السيدة عائشة برواية هذا الحديث ، فقد جاء الحديث عن بعض الصحابة في ظني لأني الآن بعيد العهد في ظني أن هذا الصحابي هو أبو سعيد الخدري أما حينما أقول جاء الحديث عن غير عائشة فهذا يقيناً لأن أنا خرجت الحديث بعض المناسبات في بعض كتبي فإذن الحديث ليس آحاداً بالمعنى اللغوي يعني رواه فرد لكن هو آحاد بالمعنى الاصطلاحي ، لأن كل حديث ليس متواتراً عند أهل العلم بالعحديث فهو آحاد بمعنى، وهذا مهم جداً معرفته