قلت أن السحر يحدث تأثيرا كما في قصة موسى ولكن أليس قوله تعالى : (( سحروا أعين الناس واسترهبوهم ... )) يدل على أن السحر ليس له تأثير وإنما كان فقط على أعين الناس ؟ حفظ
السائل : بالنسبة لما قلت أن السحر يحدث تأثير قال لي في قصة موسى أن السحرة (( وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم )) فالآية نصت أنهم سحروا فقط أعين الناس يعني السحر كان خارج ما له تأثير هذا هو قوله يعني
الشيخ : إي والذي قلناه بنص القرآن
السائل : نعم الحمد لله يعني
الشيخ : شو بدي بقى ، شو بدي بجهل الجاهل ما دام أنت علمت من نص القرآن الكريم أن موسى تأثر بسحر السحرة (( فأوجس في نفسه خيفة موسى )) ، الله ثبته لولا تثبيت الله له كان تغيرت القصة تماماً (( فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى )) ونصره الله على فرعون وعلى السحرة وهدى الله بموسى السحرة وآمنوا كما قالوا (( آمنا برب هارون وموسى ))
من هنا نتوصل إلى آية في القرآن : (( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت )) إيش (( وما يعلمان ))
الطالب : (( وما يعلمان من أحد ))
الشيخ : (( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون )) بين
الطالب : به بين المرء وزوجه
الشيخ : المرء وزوجه ، تشكل هذه الآية على بعض الناس إنو كيف ربنا بنزل ملكين يعلموا الناس السحر ثم بقول : وما يتعلمون منهما إلا ما يفرقون به بين المرء وزوجه، إذن هو ربنا أنزل الملكين مشان يعلموا الناس السحر ويستعملوه وسيلة للتفريق بين الزوجين ؟ لا
يقول علماء التفسير : الحكمة من إنزال الملكين ومن تعليمهم الناس السحر أن ذلك الزمان ويقال وهذا ليس فيه صحيح وإنما هو من الإسرائليات التي لا يجب تصديقها ولا يجوز تكذيبها أن هذا في زمن يونس عليه السلام كان السحر أداة للسيطرة على الجماهير كما هو شأن الآن بعض الساسة في كثير من البلاد العربية من استعمال بعض الوسائل لتجميع قلوب الناس حولهم بالحق أو بالباطل فكانوا يستغلون بعض السحرة كفرعون ما نذهب بعيداً لكي إيش ؟ يسيطر على الشعب ، فالله عز وجل أنزل الملكين ليتعلم الناس السحر فبتعلمهم السحر يفرقون بين السحر الذي هو توهيم وتدليس كما قلت أنت في بعض آية (( سحروا أعين الناس واسترهبوهم )) إلى آخره ، إي فالملكان نزلا يعلمان الناس السحر منشان يفرقوا بين السحر بعد ما عرفوا كيف يكون السحر وبين المعجزة كمعجزة موسى عليه السلام التي هي من الله لأنو كما قيل " عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الشر من الخير وقع فيه " من
الطالب : من الناس
الشيخ : لا من الخير لتمييز الخير من الشر
الطالب : ومن لا يعرف الشر من الخير
الشيخ : الشر من الخير وقع فيه ، كلها صح هذا شعر إذا أخطأنا فيه ما نؤاخذ فيه أيوا
الشاهد : لكن الناس الذين علموا السحر استعملوا السحر بمقصاد شخصية فأخذوا يفرقون بين المرء وزوجه ، فالسحرة الآن سحرهم أفادهم لماذا ؟ لأن لما شافوا العصا تلقف ما يأفكون قالوا هذا فوق السحر تبعنا ، هذا من الله وليس من مثل تدجيلنا نحن لذلك قالوا (( آمنا برب هارون وموسى )) فإذن هذه الآية أيضاً ليس له متمسك فيها إطلاقاً
الطالب : إذن بعض المفسرين ... (( وما أنزل ))
الشيخ : نافية يعني
الطالب : ما نافية كما يقول القرطبي يرجح القرطبي
الشيخ : كيف ... مع قوله : (( ويتعلمون منهما ما يفرقون )) هذا إثبات ، هذا إثبات ، هذا يا استاذ فرار من الأوهام لأن هلأ أنا ليش تعرضت لهذه المسألة ؟ أنه يكبر على الناس ويعظم عليهم أن الله ينزل ملكين يعلم الناس السحر والسحر باطل لكن إذا عرفت الحكمة من الإنزال وهو ما ذكرناه آنفاً ، راح ذلك الإشكال ، إي نعم فيتعلمون منهما ما يفرقون (( يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه )) طيب عندك شيء غيره ولا ؟
الطالب : بارك الله فيك
الشيخ : جزاك الله خير .