ضلال أهل الكلام في استعمال المجاز لتعطيل صفات الله تعالى حفظ
الشيخ : قلت أن هذه النقطة خلافية لفظية لكن مع الأسف فيما بعد صارت نقطة خلافية جوهرية جداً لأن علماء الكلام وبخاصة منهم المعتزلة توصلوا بهذا الاصطلاح إلى تعطيل كثير من آيات الصفات وأحاديث الصفات باسم المجاز
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام
توصلوا بهذا إلى تعطيل كثير من النصوص الشرعية خاصة ما كان منها متعلقاً بالأمور الغيبية وبصورة أخص ما كان منها متعلقاً بالصفات الإلهية فربنا عز وجل أثبت لنفسه في القرآن وفي السنة الصحيحة كثيراً من الصفات فهو مثلاً يقول : (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) هذا يوم القيامة فهنا الذين يقولون بالمجاز ويتوسعون فيه يقولون لا يصح أن نفسر جاء ربك أي الله ، لا بد من تقدير مضاف محذوف ، فيقال لهم لماذا هذا التقدير ؟ أنتم وضعتم قاعدة أنه لا يجوز الخروج عن الحقيقة إلى المجاز إلى إذا تعذرت الحقيقة وهنا مجيء ربنا عز وجل
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تفضلوا ... لجوا
فربنا عز وجل وصف نفسه في هذه الآية بصفة المجيء فقال أهل المجاز أن هذه الصفة لا حقيقة لها وإنما هي مجاز فعودوا من قبل أهل السنة لماذا تركتم الحقيقة وهي ممكنة؟ أي ربنا لما وصف نفسه بصفة المجيء هي صفة من الصفات الفعلية كغيرها من الصفات الفعلية أو الذاتية مثلاً آية التنزيه والإثبات (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) لا يجوز أن نتأول قوله : السميع البصير باسم مجاز ، وهذا ما قاله قسم من علماء الكلام ألا وهم المعتزلة ففسروا السميع البصير بالعلم وصف هؤلاء بأنهم معطلة أي عطلوا نصوص الكتاب عن دلالاتها الظاهرة ، لماذا يقولون (( والسميع البصير )) أي العلم ؟ الله وصف نفسه في أكثر من آية بأنه بكل شيء عليم ... هنا وصف نفسه بصفتين أخريين وهو أنه سميع بصير فإذا تؤولت هاتان الصفتان بصفة العلم كأن الله عز وجل لم يصف نفسه بأنه سميع بصير لماذا ساروا إلى هذا ؟ لأنهم قالوا الإنسان يوصف بأنه سميع ويوصف بأنه بصير فإذا قلنا بأن الله سميع وبصير بنكون شبهنا ربنا عز وجل بالإنسان السميع البصير ، في القرآن الكريم تذكرون (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر )) بعدين شو بقول ؟ (( فجعلناه سميعاً بصيرا )) فلهذا قالوا وزعموا بأنه لا نقول نحن بأن الله سميع بصير ، سبحان الله لو أن إنساناً اخترع من عند نفسه ونسب هاتين الصفتين إلى الله لقلنا له : نحن لا نقول بقولك لأن الله عز وجل لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ، فها هو ربنا وصف نفسه بهاتين الصفتين فكيف تتجرؤون وتقولون نحن لا نصف ربنا بأنه سميع بصير