بيان أن الألفاظ قوالب للمعاني في باب العقيدة حفظ
الشيخ : ولعل من الضروري جداً أن أذكر بأن الألفاظ هي قوالب للمعاني أي الألفاظ وسيلة للدلالة على معنى ، فإذا نحن أبطلنا المعنى الذي جاء به اللفظ ما استفدنا شيئاً مطلقاً من إيماننا باللفظ ما دام أننا كفرنا بمعناه ، لو أن مسلماً قال أشهد أن لا إله إلا الله وفسر لا إله إلا الله أي لا رب إلا الله أتدرون أن هذا يكون كفراً أنا أدري أن كثيراً من الناس لا يدرون ، لا إله إلا الله إذا فسرت بمعنى لا رب هذا ليس توحيداً منجياً صاحبه من الخلود في النار وإنما لا إله معناها لا معبود بحق إلا الله لأن الأرباب كثيرون جداً في أرض الدنيا هذه كما قال ذلك المؤمن الناصح لقومه (( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) ما قال أم الرب الواحد القهار ، لأن الرب هو المالك والمالك يختلف فأنت مالك الدار وذاك مالك العقار وإلى آخره، لكن الإله هو الإله الحق فقط ، هو العبود بحق ، فلا إله إلا الله معناها لا معبود وليس معناها لا رب ، فإذا فسر هذه الكلمة الطيبة بالمعنى القاصر أو الناقص لا يفيده شهادته إطلاقاً شيئاً يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم