كثير من المسلمين وقع في أمور شركية وهم يجهلون حكمها فهل يعذر هؤلاء بالجهل أم أنهم يكفرون ؟ حفظ
السائل : الحمد لله السؤال هذه الشركيات التي انتشرت في كثير من المسلمين انتشرت فيهم وهم يجهلون حكمها هل يعذرون بجهلهم أم أنهم يحكم عليهم بالكفر والشرك بمجرد أن يدعون ولياً أو يتبركون بولي أو غير ذلك أفيدونا جزاكم الله خيراً ؟
الشيخ : الذي أعتقده بأنه لا يجوز تكفير رجل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بسبب أنه وقع في شيء من الكفر حتى ولو كان كفراً اعتقادياً لأن من الأصول الشرعية ما هو معروف عند العلماء أن الله عز وجل لا يؤاخذ أحداً إلا بعد أن تقوم الحجة عليه كما في آية : (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) وكما يدل على ذلك كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، والمسلمون اليوم يعيشون في غربة وبعد عن الإسلام الذي جاء في القرآن والسنة الرسول عليه السلام كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : إن الله لا يقبل العلم ( لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) فهؤلاء الناس الذي يقعون في مثل هذا الشرك صحيح أنهم يعيشون في جو إسلامي ، ولكنهم يعيشون في جو بعيد عن الإسلام فهماً صحيحاً ، ولذلك لا نستطيع أن نقول والواقع أكبر شاهد على أن هؤلاء قد أقيمت الحجة عليهم ذلك لأن المفروض أن الذين يقيمون الحجة عليهم هم أهل العلم ومع الأسف الشديد إن الأغلبية الغالبة من أهل العلم اليوم في أكثر البلاد الإسلامية لا يرون في هذه الشركيات والكفريات حرج ، بل إن بعضهم يزينون لهم ذلك بأسماء يصدق عليهم قول الله تبارك وتعالى : (( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان )) فتارة يسمون هذا الشرك توسلاً وتارة يسمونه تبركاً وإذا صرحوا بأن هذا شرك لكن نيته طيبة ، فمن أين لعامة المسلمين أن تقام الحجة عليهم وأهل الحجة فرضاً هم الذين يزينون سوء عملهم لذلك ما أرى يشار إلى تكفير هؤلاء وإن كانوا في الكفر وقعوا فعلاً ، نحن لا نقول حينما ينادون البدعوي ، وعبد القادر وغير ذلك بأنهم يوحدون الله توحيد عبادة لا هذا شرك واضح تماماً ولكن عدا من كان رزق من الله عز وجل علماً صحيحاً ومعرفةً صحيحة بالتوحيد أن يبلغ هؤلاء حجة الله عز وجل بأن هذا هو الكفر وكفر وشرك أكبر ، ثم يدعهم وشأنهم مع ربهم فهو الذي سيحاسبهم ، إذا كان الله عز وجل يقول لنبي صلى الله عليه وسلم : (( إن عليك إلا البلاغ لست عليهم بمصيطر )) هذا من جهة ومن جهة أخرى لسنا نعيش مع الأسف الشديد في زمن تقام فيه الحدود الشرعية والأحكام الإسلامية فما يسعنا سوى أن نبلغ ، وإلا لو كان هناك حكم إسلامي لجاء بهؤلاء الذي يشركون مع الله عز وجل وينادون غير الله أنذروا وقيل لهم أمسكوا عن هذا الكفر وعن هذا الشرك والضلال فإن عدتم فما أمامكم إلا السيف ، لا يوجد اليوم مثلاً مثل هذا الحكم نافذ ، فلذلك فليس لنا إلا التبليغ ، (( إن عليك إلا البلاغ )) هذا اعتقادي .
الطالب : جزاكم الله خيراً