من أمثلة شرك الألوهية: الحلف بغير الله. حفظ
الشيخ : من هنا جاءت أحاديث كثيرة كما تعلمون ينهى الرسول عليه الصلاة والسلام المسلم فيها من أن يحلف بغير الله عز وجل وصرّح في قسم كبير منها فقال: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) أي نوع هذا الشرك ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) أي نوع هذا الشرك الذي لا يعرف هذه التفاصيل التي نحن في صدد بيانها لا يعرف حقيقة معنى هذا الحديث وأمثاله ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) أي أشرك في عبادة الله عز وجل ذلك لأن الحلف من حيث هو حلف إنما هو تعظيم للمحلوف به هذا عُرف سائد لدى البشرية جميعاً فكل أمة لها محلوفها وهذا المحلوف يكون معظّماً لديها فالمسلم أعظم من يحلف به هو الله تبارك وتعالى ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ( لا تحلفوا بأبائكم من كان منكم حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) ( من كان منكم حالفا فليحلف بالله ) لماذا لأن الحلف بالله عبادة لأنك تذكر ربك بمناسبة الكلام وقصدك تأكيد هذا الكلام فتحلف بربك الذي لا تعبد سواه لذلك نجد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان أول شخص حقق معنى العبودية بأتم وجوهها على وجه الأرض كان يحلف بالله في تضاعيف كلامه دون أن يحلّف ودون أن يُلجأ إلى الحلف بالله عز وجل فكان يقول: ( والذي نفس محمد بيده ) في أحاديث كثيرة يبتدئها بمثل هذا ( والذي نفس محمد بيده ) ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ) إلى آخر الحديث فكان الرسول عليه السلام يحلف بالله لأن هذا الحلف من تعظيم الله عز وجل، فإذا أعرض الحالف عن الحلف بالله إلى الحلف بغيره فمعنى ذلك أنه عظّم المحلوف به من دون الله كما يعظّم الله تبارك وتعالى حينما يحلف فكأنه عبد أي عظّم غير الله عز وجل حينما حلف بهذا الغير من أجل ذلك جاء الحديث الآخر ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) أي أشرك هذا المحلوف مع الله في تعظيمه إياه وهذا لا ينبغي للمسلم أن يقع فيه فهذا نوع من أنواع الشرك الذي له علاقة بشرك العبودية فأنت أيها المسلم يجب أن تتعبد الله بالحلف به صادقاً ولا تظنن كما يظن العامة أن الحلف بالله صادقاً لا يجوز وقد يتوهم بعضهم بأن هذا هو معنى قول الله عز وجل (( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم )) لا ليس هذا معنى الآية معنى الآية يُفسرّها تمامها أن تبروا وتقسطوا ، لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتقسطوا أي لا يجعل أحدكم نعم
الطالب : (( وتتقوا )) معذرة
الشيخ : كيف (( أن تبروا وتتقوا )) طيب أحسنت هذه الآية تعني لا تجعلوا حلفكم بالله عز وجل عُرضة أي حاجزاً ومانعاً لكم من أن تبروا أن تعملوا الأعمال أعمال البر والخير وتتقوا الله عز وجل في طاعته كما أمركم به وهذه الآية لها مناسبة نزول تؤكد هذا المعنى فالحلف بالله عز وجل صادقاً عبادة ولكن يجب أن تحلف مُعظّما له تبارك وتعالى فإذا أعرضت عن هذا الحلف إلى الحلف بغير الله فقد وقعت في المحذور الذي حذّرك منه الرسول صراحة في قوله ( من حلف بغير الله فقد أشرك )