هل يجوز سلام النساء على الرجال في الطرقات وبالعكس.؟ وتنبيه الشيخ على قاعدة ( كل نصٍ عام تضمن أجزاء لم يجر عمل السلف على أحدها لم تجز العمل به ) حفظ
السائل : سؤال عن إفشاء السلام ، هل إفشاء السلام مقيد للرجال فقط أم على الرجال والنساء على
عمومه ؟
الشيخ : أظن أنك تعني بسؤالك أن يسلم الرجال على النساء .
السائل : نعم والعكس .
الشيخ : وأن يسلم النساء بعضهم على الرجال ، ولا تعني في سؤالك بالطبع أن يسلم النساء بعضهن على بعض، فتعني في جملة ما تعني أن الشاب المسلم إذا مر بشابة مسلمة يقول لها السلام عليكم، ويكون خيرهما من الاثنين الذي يبدأ الآخر بالسلام ، فإذا هي لقيت شابا فتبادره بالسلام، قبل الشاب ويصير في مسابقة ... هذا من مضمون السؤال بالطبع فأقول لا بد قبل أن أقول يجوز أولا يجوز، أن أذكر بقاعدة هامة جدا ليتمكن بها طالب العلم، من التفقه في الدين، هذه القاعدة هي أنّ النصوص العامة التي جاءت في السنة فينبغي تطبيقها على النحو الذي طبقت أو طبق ذلك الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي أن نأخذ من الحديث معنى جديدا لم يجر عليه عمل السلف الأول، أنا أضرب لكم مثلا من عادتي أن أذكره لبعض أخواني في مثل هذه المناسبة ، كل المصلين الذين أنعم الله عليهم ، بأن يؤدوا فرائضهم في مساجد المسلمين حينما يأتون المسجد يدخل الواحد منهم، ويصلي السنة القبلية وحده وتجد المسجد فيه العشرات من المسلمين واحد هنا وواحد هنا واحد يركع وواحد ينهض إلى آخره أعني يصلون فرادى لا يصلون جماعة ، فلو أن واحدا من هؤلاء قال للجماعة تعالوا نصلي جماعة أحسن من أن نصلي متفرقين ، تعالوا لنصلي جماعة وقد قال عليه السلام ( يد الله على الجماعة ) حديث صحيح ، بل قال ما هو أصرح من ذلك بمثل هذه المناسبة وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ) وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين وهكذا ، كلما كثر العدد كثر الأجر، فلو أن قائلا استدل على ما أراده الرسول عليه السلام ، الجواب لا فهذه القاعدة يدخل تحتها مئات المسائل وهي كل نص يتضمن أجزاء كثيرة بعض هذه الأجزاء التي تؤخذ من عموم النص لم يجر عمل السلف عليه ، فلا يجوز العمل به، وهو الابتداع في الدين وبسبب غفلة جماهير المسلمين في القرون المتأخرة عن هذه القاعدة الهامة أحدثوا في الدين من البدع ما أضاعوا بها كثيرا من السنن مصداقا لقول بعض السلف ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة، أي شخص منكم سواء كان مقتنعا بعموم قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )، فالبدعة تنقسم إلى أقسام خمسة سواء كان أي واحد الآن من الحاضرين يقول بأن الحديث على عمومه أو من العام المخصوص ، فقد يأتي بأي بدعة يراها هو بدعة أنا آتيه بحجة من دليل عام ،كل بدعة موجودة اليوم الا ما ندر لها دليل عام فلماذا ننكر هذه البدع ، لأن السلف لم يعملوا بتلك البدع ، ومعنى ذلك أن السلف لم يفهموا أن هذه الجزئيات التي نفهم أنها تدخل في النص العام ، ما فهم السلف أنها تدخل في النص العام لذلك لم يعملوا بهذا الجزء ،مثاله صلاة السنن مع الجماعة، مثاله سلام الشباب على الشابات ... فما دام أنه لم يجر العمل بذلك فلا يجوز أن نعمل نحن به، لذلك قال العلماء لا يجوز السلام على المرأة الشابة وإنما إذا كانت امرأة مسنة عجوز وأحلى أن تكون عجوزا شمطاء ، فحينئذ يسلم عليها لماذا لأن امتناع السلف عن إلقاء السلام على النساء عموما وفيهن الشابات هو من باب سد الذريعة ، ومثل ما قال شاعر مصر قديمة
" نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء "
فمن باب سد الذريعة قطع الشارع الحكيم دابر الافتتان، فما سمح بإلقاء السلام من الشاب على الشابة وبالعكس ، لعلي أجبتك على سؤالك .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا أبا لطفي .
السائل : رجل من المسلمين يطرق الباب على بيت من المسلمين ، فتطرق الباب فتسأل الزوجة من في الباب ، فيقول لها السلام عليكم أنا فلان، فهل هذا مشروع أيضا ؟
الشيخ : هذا مشروع لأن هذا ما فيه فتنة .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .