حكم من انتسب إلى حزب البعث حفظ
الشيخ : المهم نرجع أخي إلى قضية أخرى تتعلق بهذا الموضوع أنا قسمت أن البعثي أو الشيوعي قد يكون كافراً كفرا عتقاديا وقد يكون كفراً عملياً طيب الآن أنت من الناحية الشرعية معي في هذا التقسيم ؟
الطالب : نعم
الشيخ : هي كلمة نعم ضعيفة
الطالب : كيف أقول نعم
الشيخ : الحمد لله يعني طالعها بقوة شلون كنت عم تقول إنه البعثيين هذولي بالمئة كذا طيب الآن هذه النسبة التي قدرتها سواء افترضنا صوابك فيها أو خطأك
الطالب : نعم
الشيخ : هل تستطيع أن تحكم كم نسبة البعثيين في هؤلاء البعثيين عقيدة وكم نسبتهم عملاً وليس عقيدة أظن لي الحق أن أقول لا أعلم
الطالب : لا أعلم
الشيخ : فإذن ما الذي تستفيده أنت من قولك إنه بالمئة تسعة وتسعين بعثيين ما دام كلمة بالمئة تسعة وتسعين بعثيين لا يساوي أن تقول كما يعني كلمة إذا رأيتم البعثي يصلي فاقتله اسمح لي ما دام لا تستطيع أن تقول إنه هؤلاء بالمئة تسعة وتسعين الذين سلمنا معك جدلا إنهم بعثيون لكنك لا تستطيع أن تقول إنهم بعثيون كفار مرتدين عن دينهم ماشي إلى هنا؟ إذن المناقشة السابقة التي ما وصلنا إلى رأي متفق كهذا الرأي استغنينا عنه بهذا الرأي المتفق عليه حينئذٍ سنقول الجيش العراقي هو مرتد عن دينه؟ فكر جيداً قبل ما تطلق الكلمة التي تدين الله بها هاه
الطالب : نريد الجواب منك
الشيخ : كيف؟
الطالب : الشيخ ابن باز أفتى بأنهم مرتدين الآن نحن جئنا
الشيخ : أنا عارف ما لك الآن بالشيخ ابن باز نحن قلنا كلمتنا بالنسبة لقوله " إذا رأيتم البعثي يصلي فاقتله " بيّنا لك وجهة نظره لكن الآن أنا أفصل لك تفصيلاً دقيقا ما أعتقد أنه يتاح لك أن تسمع مثل هذا التفصيل ولو معاكساً له ولو معاكساً له هاه حتى ما أظلم الناس ولو معاكساً له لن تجد أحد المشايخ من هؤلاء الذين يقولون لا هم كفار لا هم ليسوا بكفار يطلقون الكلمة دون أن يتابعوا الموضوع بالتفكير العلمي الدقيق حتى يصلوا إلى أن يقولوا على بصيرة هؤلاء كفار أو ليسوا بكفار هم ينظرون إلى الأمر الظاهر وهذا خطأ خطأ خاصة فيما يتعلق بالتكفير هناك مقولة في بعض المذاهب كالمذهب الحنفي خاصة إذا كان هناك مئة فتوى من مئة عالم إنه زيد من الناس لما قال أو فعل كفر
- عطيني عمو كاسة ماء -
إذا كان في مئة قول لتكفير إنسان مسلم واحد فقط بيقول لا هذا لا يكفر تترك الأقوال التسعة والتسعين ويؤخذ بقول الذي قال لا يكفر لماذا
الطالب : المذهب الحنفي ...
الشيخ : إيه نعم لأن تكفير المسلم أمر خطير جداً بسم الله والذي يجعلنا نميل إلى هذا القول هو السنة الحديث الصحيح الذي تعرفونه كلكم إن شاء الله حينما وقعت المعركة ( والتقى مسلم بمشرك وصار ذاك المشرك تحت ضربة سيف المسلم قال : لا إله إلا الله ، فما بالاه وقتله ولما بلغ خبره الرسول عليه السلام غضب فأرسل وراءه هذا المسلم وقال: لم قتلته وقد قال لا إله إلا الله ؟ قال يا رسول الله ما قلها إلا خوفا من القتل أو تقية قال: هلا شققت عن قلبه ) والآن نحن لو درسنا هذه الظاهرة مشرك يقاتل مسلماً في معركة قتال ولما شعر بأن السيف سينزل عليه قال " لا إله إلا الله " ماذا نحكم نحكم بنفس حكم ذاك الرجل المسلم الصحابي أي ما قالها إلا تقية من القتل هذا هو الظاهر لكن هناك ظاهر ثاني وهي كلمة الحق كلمة التوحيد قال " لا إله إلا الله " إذن هنا ظاهران تعارضا ظاهر لفظي وظاهر تصوري ، ظاهر لفظي من هذا المشرك الكافر قالها صراحة " لا إله إلا الله " ظاهر تصوري المسلم تصور أنه ما قال ذلك إلا خوفا من القتل فغلّب الشارع الحكيم الظاهر من المشرك على ما تصوّر المسلم نعم
الطالب : على ظن المسلم
الشيخ : فالآن رجل يصلي أقوى أم قول هذا المشرك وتحت ضربة السيف لا إله إلا الله أيهما أقوى في الدلالة على إسلامه؟
الطالب : يصلي
الشيخ : هل من شك في هذا؟
الطالب : الله أكبر
الشيخ : لا شك
الطالب : الله يهديك يا ابن باز
الشيخ : ولذلك فالقول بأن " اقتله ما دام هو بعثي " بيترتب عليه مخالفتان شرعيتان: المخالفة الأولى: أنه عمّم الكفر على كل بعثي وقد ذكرنا آنفا يا أخي إنه في جماعة يتبنون البعث رزقاً كالذي يتبنى بيع الخمر والبنك وكل المعاملات المخالفة للشريعة سبيلاً للرزق ونحن لا نقول هذا تبريراً لهذه السبل وتسويغاً لها نحن نقول هذه سبل محرمة لكن لا نبالغ فنقول أن ما دام هؤلاء يتخذون الطرق المحرمة للوصول إلى الرزق فهؤلاء كفار مرتدون عن دينهم إذن صرنا خوارج نكفّر المسلمين بالمعاصي وبالذنوب دون أن نعرف أنهم استحلوها قلباً وقالباً أم استحلوها قالبا وليس قلبا فلا بد من هذا التفصيل هذا الخطأ الأول
الخطأ الثاني: أنه أهمل هذا الحديث اللي هو ( هلا شققت عن قلبه ) أنت تراه يصلي ما يدريك إنه هذا بعثي أولا هذا يمكن أن يكون من الأقلية اللي أنت يعني صغّرت العدد يعني بالمئة واحد هذا ممكن إذن هذا الإمكان بيدفع بيرفع عنه اتهامه بالكفر وبالردة فما بالك إنه إذا كان داخل بالمئة تسعة وتسعين بعثي ولكن قلنا إنهم ليسوا كلهم سواء منهم من يتبنى عقيدة ويقاتل عن عقيدته كما يقاتل المسلمون عن عقيدتهم ومنهم من يدخل المعركة فيولي الأدبار ليه؟ لأنه ما عم يقاتل في سبيل عقيدة وإنما في سبيل رزق كهؤلاء الجنود تبع كابل هذا الشيوعي فإذن هذا التجاهل لأحكام الشرعي بيؤدي إلى أن نقع في مذهب الخوارج فإذن لابد من أن نراعي هذه التفاصيل فنحن نقول نظام البعث العراقي كفر ونظام البعث السوري كفر لكننا لا نستطيع أن نحكم على كل بعثي بأنه كافر مرتد عن دينه إلا إذا ظهر ولو على فلتات لسانه ما يرجّح أنه بعثي عقيدة ، أما إذا ظهر منه ما هو أقوى من فلتات اللسان كأن يقول مثلا الإسلام لا يصلح للعمل به في هذا الزمان فهذا خرج من الدين خروج الشعرة من العجين والعكس بالعكس تماما إذا ظهر من هذا البعثي أو ذاك شيء عملي يدلك إنه رجل عقيدته صحيحة يصلي ويصوم كيف تقتله يا أخي مجرد أن تعلم وعلماً هيك سطحي علماً سطحيا إنه مسجّل في قوائم هالفرق وهالسرايا كما قلت باصطلاح الجيش إنه هذا بعثي طيب بعثي ليس كل بعثي كافر فإذن لا يجوز أن يقال كل بعثي يُقتل لأنه إنما يقتل الكافر وإلا من وصل إلى الحاكم المسلم وحاكمه وتبين له أنه يستحق القتل حينئذٍ يقتله الحاكم المسلم لأنه قد يقتل من ليس كافرا تعلمون هذه الحقيقة أما مجرد تشوف إنسان عم يصلي اقتله لأنه مسجل في قائمة البعثيين هذا خطأ مبين أنا في اعتقادي إذا عرفنا هذه التفاصيل نعود الآن
الشيخ : أنا قلتها في فتنة الخليج ولا أزال أدين الله بما قلت صدام لا يمثّل حزب البعث هي يمكن تجي ثقيلة عليكم معليش خليك صريح معي مثل ما أنا صريح معك
الطالب : ماشي ماشي
الشيخ : آه ولئن سلمنا جدلا بأن صداماً يمثل حزب البعث حقيقةً .
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته