رد الشيخ الألباني على القسيس الماروني في اعتراضه على المسلمين أنهم لا يجيزون ترجمة القرآن ؟ حفظ
الشيخ : قالوا وأيضا تتشددون في ترجمة القرآن وتقولون لا يجوز فذكرت له الفرق بين الترجمة اللفظية والترجمة المعنوية وقلت نحن نحرّم الترجمة اللفظية ونوجب الترجمة المعنوية وعلى هذا جرى علماء المسلمين لأن الإسلام والحمدلله انتشر إلى بلاد الأعاجم الذين لا يعرفون اللغة العربية ولا يفقهون القرآن الكريم إذا ما تلي عليهم وعلى هذا جرى عمل المسلمين أما الترجمة اللفظية هذه نحرّمها لأن فتح بابها يؤدي إلى تغيير معاني القرآن الكريم وذكرت له سبب هذه الألفاظ التي هي من ألفاظ التضاد ومنها مثلاً (( يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )) ففسّر القرء بالحيض وفسّر أيضاً بالطهر فماذا تفعل أنت وجئت له باللفظة العجيبة الغريبة بالنسبة لسماع الأجنبي قلت له كيف تفسّر قوله تبارك وتعالى: (( والليل إذا عسعس )) أهلاً مرحباً، بشرنا كيف وضعك
الطالب : ماشي
الشيخ : إن شاء الله إلى أحسن، يالله ، لا إله إلا الله ، كيف حالكم؟
الطالب : الله يبارك فيك
الشيخ : صوتك كأنه تعبان
الطالب : والله رجع إليّ مرة أخرى الحمدلله
الشيخ : على كل حال المؤمن مبتلى فما عليك إلا أنك تكون كالمنشار على الطالع وعلى النازل تأخذ أجر إن شاء الله في صحتك ومرضك
الطالب : اللهم آمين
الشيخ : وكما تذكر قوله عليه السلام : ( عجب أمر المؤمن كله )
الطالب : إي والله
الشيخ : والحمدلله نسأل الله أن يرضينا بقضائه ويصبرنا على بلائه
الطالب : إي والله
الشيخ : فذكرت له هذه الآية قلت له: كيف تفسّر هذولي المارونيين يحسنون اللغة الفرنسية كيف تفسّر باللغة الفرنسية (( والليل إذا عسعس )) فبُهت قال ما معنى عسعس قلت هنا الشاهد عسعس في اللغة العربية لها معنيان متعاكسان أقبل أدبر ففكّر قليلاً قال أنا أفكّر هو خبيث يعني عنده اطلاع بعض الشيء قال أنظر السياق والسباق فأختار أحد المعنيين من هذا اللفظ الذي يعطي المعنيين المتضادين آخذ المعنى الذي هو ألصق وأنسب بالسياق والسباق
قلت: هذه هي المشكلة قد يأتي مترجم آخر فيختار عكس ما اخترت أنت وهذا موضع اجتهاد فيصبح عندنا قرآنان بلفظين محدودي الدلالة متعاكسين فلم يسعه إلا أن يُسلِّم بهذا الاعتراض أو هذا النقيض
قال إذاً أنا أجمع بين المعنيين فأقول (( والليل إذا عسعس )) إذا أقبل أو أدبر قلنا " مكانك راوح " المشكلة عادت أو قال (( والليل إذا عسعس )) أقبل وأدبر قلت أيضاً يأتي شخص آخر ويعاكسك في هذا لذلك فترجمة القرآن ترجمة لفظية مستحيلة وإذا فُتح بابها تسّرت التحريف إلى القرآن وأصاب القرآن ما أصاب التوراة والإنجيل
غرضي من هذا المثال أن الحديث النبوي ليس هو أسمى وأعلى من القرآن الكريم فإذا جاز تفسير القرآن الكريم تفسيراً معنوياً فبالأولى أن يجوز تفسير الحديث بالمعنى سواء كان هذا المعنى بعد ذلك باللغة العربية لعامة الناس أو لطلبة العلم أو لمن هم أعلى من ذلك أو كان باللغة الأعجمية إذن إذا عرفت هذا القيد يطيح الإشكال ويزول إن شاء الله ولعله واضح؟
الطالب : واضح
الشيخ : غيره إيش عندك