الأسباب الكونية والشرعية وارتباطها بالمسببات حفظ
الشيخ : إذاً من كان يريد السعادة فليسع إليها من كان يريد طول العمر فليسع إليه من كان يريد سعة الرزق فليسع إليه ذلك لأن الله عز وجل بحكمته ربط المسببات بأسبابها وهنا شيء لا بد من التذكير به ولفت النظر إليه وهو أن هذه الأسباب الذي نحن نتكلم عنها كلاما عاما حينما نقول أن الله عز وجل ربط المسببات بأسبابها يجب أن نتذكر بأن هذه الأسباب بعضها مفعولها قطعي وبعضها معلّق بمشيئة الله وألخص هذا ثم أفصل
يقيناً من آمن وعمل صالحا فهو سعيد لأن الله لا يخلف المعياد ، كذلك من كفر وعمل صالحا فهو شقي، ولكن ليس كذلك مثلا في بعض الأسباب الأخرى والتي نصّ الله عز وجل فيها أنها ليست من قبيل الأسباب التي تثمر المسبب يقيناً وما كنا في صدده مما يتعلق بالرزق ( من أحب أن ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه ) ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد )) انظروا هنا قيدان اثنان (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء )) لا ما يشاء هو و (( لمن نريد )) الله لمن يريد الله لا لكل من يريد (( من أراد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء )) أي من أخذ بالأسباب الكونية الطبيعية وأرجو الانتباه من أخذ بالأسباب الكونية والطبيعية وليس الأسباب الشرعية التي منها صلة الرحم وحسن الخلق والجوار ونحو ذلك من أخذ بالأسباب الكونية الطبيعية التي يشترك بالأخذ بها المؤمن والكافر المؤمن الصالح والطالح وهنا يرد الآية المذكورة (( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد )) وعلى العكس من ذلك (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً )) هؤلاء الذين يسعون الآخرة سعيهم مشكور ومحفوظ وهو واصل إلى ما ابتغاه من اتخاذه للأسباب التي رآها أما من اتخذ الأسباب الكونية الطبيعية فقد وقد قد وقد لكن ليس كذلك في مثل ما ذكرنا آنفاً من الحديثين الصحيحين ( من أحب أن يُنسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه ) كل من يصل رحمه فهو واصل إلى ما يبتغيه مما ذكره الرسول عليه السلام في هذا الحديث كذلك ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار ) هذه أسباب شرعية مسبباتها لا تتخلف هذا ما أردت التذكير
الطالب : ... في أعلام الآخرة عادي
الشيخ : إيه نعم
الطالب : بقيت مسألة يا شيخ
طالب آخر : إطالة العمر في ذاك الحديث للبركة للبركة يقال لهم أيضاً البركة هي من الأمور المقدرة
الشيخ : المقدرة نعم
الطالب : المسألة الثالثة
الشيخ : ولذلك ما استفادوا شيء من هذا التأويل
يقيناً من آمن وعمل صالحا فهو سعيد لأن الله لا يخلف المعياد ، كذلك من كفر وعمل صالحا فهو شقي، ولكن ليس كذلك مثلا في بعض الأسباب الأخرى والتي نصّ الله عز وجل فيها أنها ليست من قبيل الأسباب التي تثمر المسبب يقيناً وما كنا في صدده مما يتعلق بالرزق ( من أحب أن ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه ) ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد )) انظروا هنا قيدان اثنان (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء )) لا ما يشاء هو و (( لمن نريد )) الله لمن يريد الله لا لكل من يريد (( من أراد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء )) أي من أخذ بالأسباب الكونية الطبيعية وأرجو الانتباه من أخذ بالأسباب الكونية والطبيعية وليس الأسباب الشرعية التي منها صلة الرحم وحسن الخلق والجوار ونحو ذلك من أخذ بالأسباب الكونية الطبيعية التي يشترك بالأخذ بها المؤمن والكافر المؤمن الصالح والطالح وهنا يرد الآية المذكورة (( عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد )) وعلى العكس من ذلك (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً )) هؤلاء الذين يسعون الآخرة سعيهم مشكور ومحفوظ وهو واصل إلى ما ابتغاه من اتخاذه للأسباب التي رآها أما من اتخذ الأسباب الكونية الطبيعية فقد وقد قد وقد لكن ليس كذلك في مثل ما ذكرنا آنفاً من الحديثين الصحيحين ( من أحب أن يُنسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه ) كل من يصل رحمه فهو واصل إلى ما يبتغيه مما ذكره الرسول عليه السلام في هذا الحديث كذلك ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار ) هذه أسباب شرعية مسبباتها لا تتخلف هذا ما أردت التذكير
الطالب : ... في أعلام الآخرة عادي
الشيخ : إيه نعم
الطالب : بقيت مسألة يا شيخ
طالب آخر : إطالة العمر في ذاك الحديث للبركة للبركة يقال لهم أيضاً البركة هي من الأمور المقدرة
الشيخ : المقدرة نعم
الطالب : المسألة الثالثة
الشيخ : ولذلك ما استفادوا شيء من هذا التأويل