تكلم عن التعصب المذهبي وآثاره السيئة حفظ
الشيخ : بل إن بعضهم من الأئمة المشهورين من الشافعية نجد اليوم في عالم المطبوعات رسالة تحت عنوان المذهب الحق ويعني به مذهب الإمام الشافعي ويأتي هناك بما شاء من الأدلة تأييدا لما إليه ذهب من المذهب ، ولا بأس أن يبدي الإنسان يعني رأيه ويدعمه متجردا عن التعصب والهوى ، ولكن الإنسان حينما يقرأ هذا الكتاب يجد أن الكتاب مجرد عن التجرد عن الهوى
فإنه يذكر فيه القصة الآتية ، يذكر أن رجلا من أمراء الشيعة في القاهرة أراد أن يتسنن يدخل في مذهب أهل السنة والجماعة فاحتف به كل من علماء المذهبين المشهورين من المذاهب، كالحنفية والشافعية وكل منهم يحاول أن يجر الأمير إلى مذهبه فيقولون له لا بد لك أن تتمذهب بمذهب بعدما هداك الله للسنة
وهذا تماما كما وقع في اليابان في العصر الحاضر فلعلكم تعلمون جميعا أن الإسلام اليوم ينتشر بين مختلف الشعوب في هذه الأرض ولو أنه بببطء ومن هذه الشعوب اليابان فقد دخل قسم كبير منهم في الإسلام منذ عشرات السنين وكان هناك بلا شك من كل الفئات الإسلامية من الشافعية والحنفية ... فهناك الهنود ويغلب عليهم التحنف وهناك الجاويون ويغلب عليهم التشفع فكان هؤلاء وهؤلاء يحيطون بالذين يسلمون من اليابانيين ويقولون لازم تصير حنفي لأن المذهب الحنفي مذهب الإمام الأعظم والشوافع الجاويون مثلا يقولون لا بد أن تتمذهب بمذهب الإمام الشافعي لأن محمد بن إدريس الشافعي المطلبي عربي وهكذا ، وكل يدعي وصلا بليلى وكان ذلك سببا لجعل اليابانيين يكادون يرتدون عن دينهم الجديد الإسلام لما وجدوا من التعارض والتضارب بين المسلمين أنفسهم
ولكن وجد هناك من كان الله عز وجل أنعم عليه من الخلاص من المذهبية عصر المذهب الضيق إلى ساحة المذهب السلفي الواسع فراح وكتب سؤالا إلى أحد العلماء الأفاضل في مكة من الذين هاجروا قديما من روسيا لسبب الثورة الحمراء .
كان السؤال عرض لمشكلة هؤلاء اليابانيين الذين أسلموا وأنهم قيل لهم لا بد أن تتمذهبوا فهؤلاء الأحناف يقولون بالمذهب الحنفي وهؤلاء الشوافع يقولون بالمذهب الشافعي فهل يجب على المسلم أن يتمذهب بمذهب واحد فكان من ذلك أن ألف رسالة جزاه الله خيرا وأرسلها إليهم وهي معروفة بعنوان أساسي * هداية السلطان إلى بلاد الجابان * وهو الشيخ المعصومي وهي التي طبعنها نحن في دمشق منذ بضع سنين تحت عنوان طبعا الطبعة الثانية تحت عنوان * هل يلزم المسلم أن يتمذهب بمذهب معين *