أمثلة على ضوابط التكفير حفظ
الشيخ : فأنا أضرب لكم مثلا على هذا:
من يشرب الخمرة وهو يعلم - وأقول هذه الكلمة مكررا لها - وهو يعلم قول الله عز وجل الصريح في القرآن الكريم في تحريم الخمر فهذا لا شك في كفره لماذا قلت: وهو يعلم؟
كلكم يعلم معي بأن الخمرة حرمت على التدرُّج وأن طائفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماتوا وهم يشربون الخمر ولكن لم يكن قد بلغهم التحريم النهائي للخمر فأشكل ذلك على بعض الصحابة فأنزل الله عز وجل آية في القرآن الكريم - لا أستحضرها الآن - معناها ودلالتها أن أولئك الذين شربوا الخمرة ولم يكن الحكم الأخير قد وصلهم فلا مؤاخذة عليهم ولا ضير عليهم في شربها .
هذا الحكم يتكرر في كل زمان وفي كل مكان فأنتم تسمعون الآن وهذه من البشائر في انتشار الإسلام وبدأ ظهور التطبيق أو تحقق آية القرآن: (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون )) نسمع ما بين آونة وأخرى بأن كثيرا من الأعاجم من كفار أوروبا وأمريكا ومجاهيل أفريقيا وغير ذلك من البلاد يسلمون بالمئات - وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أهلا مرحبا - وبدأت أن أعلم أن هؤلاء المسلمين حديثا لا يمداهم ولا يمكنهم أن يحيطوا علما بما حرم الله عز وجل بل لا يمكنهم أن يعرفوا العقيدة الإسلامية الصحيحة لأول أن شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فلا بد لأمثالهم أن يمضي عليهم زمن يتعرفوا على العقيدة الإسلامية أولا ويحيطوا علما بالأحكام الشرعية ثانيا وهذا أيضا مع شرط آخر وهو مع الأسف لا يكاد يتحقق في كثير من البلاد الإسلامية أصالة فضلا عن البلاد الأخرى التي يؤمن فيها أولئك الكفار وهو أن يوجدوا في مجتمع إسلامي تسود فيه العقيدة والأحكام الشرعية حتى يتمكنوا من معرفة ما يجب عليهم معرفته من العقيدة أو من الأحكام الشرعية وهذا خاصة في تلك البلاد التي أشرنا إليها ليس من السهل أن يتحقق ما أشرت إليه آنفا.
فإذا رأينا مثلا رجلا أفرنسيا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وبدأ يصلي لكنه يشرب الخمر ، لا يجوز نحن أن نحكم بضلاله فضلا عن أن نحكم بكفره لأنه يستحل الخمرة بعمله لا يجوز أن نحكم عليه بالضلال فضلا عن الكفر إلا بعد أن نقيم الحجة عليه ونقول له هذا الإسلام الذي أنت آمنت به وتبنيت شعاره لا إله إلا الله محمد رسول الله فهذه الشهادة تستلزم تحريم كذا وكذا.
حينئذ إذا ما أصر على الاستحلال قلبيا قمنا بتكفيره ، أما عمليا؟ فلا .
فيجب إذا علينا أن نعرف بوضوح تام جدا الفرق بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي ويجب التباطؤ وعدم التسرع بإصدار أحكام التكفير على عامة الناس دون أي تفصيل.
هذا ما عندي جوابا عن ذاك السؤال.