شروط الخروج على الحكام ، وما على المسلمين من إقامته من التصفية والتربية حفظ
الشيخ : والسبب في ذلك يعود إلى أن الخروج بالسلاح وبالقوة يتطلب أمرين اثنين طالما غفل عنهما كثير من إخواننا المسلمين المتحمسين للخروج على الحاكمين بغير ما أنزل الله:
الأمر الأول: أن يكون هناك طائفة كبيرة من المسلمين تناصحوا في الله واجتمعوا على كلمة الله ومعنى ذلك اجتمعوا على فهم الإسلام فهما صحيحا كما ندعوا إليه دائما وأبدا على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح.
هؤلاء إذا اجتمعوا أولا على هذه الكلمة ثم ... وتمكنوا من تحقيق قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) يومئذ يأتي وقت الخروج بعد إقامة الحجة
أما الآن " فمن رأى العبرة بغيره فليعتبر " فقد قام كثير من بعض الجماعات الإسلامية بثورات أنا أعتقد أنها كانت سابقة لأوانها ولذلك لم يقطفوا ثمارها بل جنوا الحنظل المر من ورائها لبهذا نحن نقول في تفسير الآية السابقة: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط لخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) هذه الآية تخاطب من؟
أصالة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبا فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تنزل هذه الآية في العهد المكي وإنما نزلت في العهد المدني أي بعد أن تكونت هذه العصابة هذه الطائفة المؤمنة ورباها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عينه عقيدة وسلوكا وهم القوم الذين يهتدى بهم فإذا وجدت هذه الطائفة واجتمعت على كلمة الله عز وجل وتربوا على هذا الأساس من الإسلام الصحيح المصفى ذلك مما يؤهلهم أن يخاطبوا بالآية السابقة : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ))
الآن هذه الآية بلا شك يوجه أو توجه إلى عامة المسلمين ترى، من هم هؤلاء المسلمين؟ آلذين يأكلون الربا؟ آلذين يستحلون المحرمات؟ آآ إلى إلخ.
لا ، بداهة هؤلاء هم الذين استجابوا لدعوة الله عز وجل كما أمر الله في كتابه ورسوله في سنته.
نحن نعلم أن هناك أفرادا من المسلمين منبثين في كثير من بلاد الإسلام ولكنهم ما تمكنوا بعد ليتآلفوا وليتعارفوا وليتعاونوا على هذا النهج الذي لا بد منه ويطبق عليه المثل السائر " أول الغيث قطر ثم ينهمر"
أما الآن الخروج بمثل هذه الثورات على هؤلاء الحكام الذين أعدوا العدة من كل ناحية لمجابهة أي حركة إسلامية ومن ورائهم الدول الكافرة التي تغذيهم بكل قوة ومساعدة.
ولذلك فا هنا يأتي مثل قوله تعالى: (( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ))
فنحن حينما نفكر بإقامة الدولة المسلمة إقامة الدولة المسلمة ليست نزهة وإنما هو أمر نستطيع أن نقول هو أعظم شيء بالنسبة للمجتمع الإسلامي بعد الشهادتين لأن هذه الشهادة لا يمكن نشرها ودعوة الناس إليها كما أمر الله عز وجل إلا بأن يكون الحاكم والحكم الذي يحكم به هو إسلاميا.
إذا نحن ننصح جميع الشباب المسلم الذي يدين الله تبارك وتعالى بدعوة الكتاب والسنة أن يبدأ خطوة خطوة أول ذلك ما أنا أعبر عنه دائما وأبدا وبهذا أنهي الجواب عن هذا السؤال
فأقول: لا بد " من التصفية والتربية " لا بد من التصفية والتربية، فأنتم تعلمون أنه لا يوجد الآن أرض إسلامية يعيش فيها مسلمون صفوا إسلامهم من كل ما دخل فيه هذا أولا.
ثم إن وجد ولا بد أن يوجد هذا من ناحية تصفية لكن التربية ستأخذ زمنا لا بد منه لأن العلم والفكر وتطويره أمر سهل أما تطوير عادات الناس وأخلاقهم فهذا يحتاج إلى زمن كما لا يخفاكم ، لهذا نحن ننصح كل داعية مسلم يريد حقيقة إقامة الحكم الإسلامي على وجه الأرض أن يعنوا بالتصفية والتربية.
هذا ما عندي أيضا جوابا عن ذلك السؤال