ما هو الرد على الشبهة التي وردت في الحديث ( وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ) قال لي شخص: التردد يدل على الشك والشك يدل على عدم العلم فكيف يتردد رب العالمين؟ حفظ
السائل : سؤال يا سماحة الشيخ يعذروني الإخوان ...
أنا إمام وخطيب في البصرة فتعرضت لبعض الأسئلة من ضمن هذه الأسئلة الحديث الذي رواه عن الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم: يقول الله تعالى: ( من عادى لي وليا ) إلى آخر الحديث ( وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ) قال لي شخص: التردد يدل على الشك والشك يدل على عدم العلم فكيف يتردد رب العالمين؟
الشيخ : هذا السؤال بارك الله فيك نابع من قياس الخالق على المخلوق ومثل هذا السؤال ليس جديدا في موضوع الصفات ، هو يقيس رب العالمين على العباد فيقول ما ذكرته آنفا، لكن الله عز وجل صفاته كلها لا تشبه صفات العباد.
آيات الصفات وأحاديث الصفات لا يجوز أن تساق مساق صفات العباد نحن ندرك بالتجربة أن البشر لا يستطيع في لحظة واحدة أن يفهم على شخصين يكلمانه وأنه هو يستطيع أن يجيبهما في آن واحد هذا أمر مستحيل، لكن رب العالمين هذا أمر بالنسبة إليه لا فرق بين الصغير والكبير، خلق السماوات والأرض هو أهون عنده من خلق الذبابة لا فرق عنده إطلاقا، فهذا القياس نابع من هذه الضلالة الكبرى وهو قياس الخالق على المخلوق.
منه تأتي شبهة السؤال عن النزول الإلهي المخبر به في الحديث المتواتر: ( ينزل الله تبارك وتعال كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول ) إلخ الحديث. يتساءلون الآن بعدما عرف الناس بأن الأرض كروية وأن كل لحظة في ليل كل لحظة في نهار كل لحظة في طلوع شمس كل لحظة في غروب إلخ. كيف إذًا ينزل الله في كل ليلة والليالي متعددة.
هذا سؤال نابع من نفس الضلالة الأولى وهو قياس الخالق على المخلوق، كيف يستطيع الله عز وجل يعني يشبه الأسئلة كلها كيف يستطيع الله عز وجل أن يسمع دعوات الداعين؟! وأن يحقق طلبات الطالبين ورغبات الراغبين وهم بالألوف والملايين بل الملايين؟! يا جماعة اتقوا الله هذه الأسئلة كلها نابعة من قياس الخالق على المخلوق، ونحن بصفتنا مسلمين نؤمن بكتاب الله ومنه قوله عز وجل : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
إذًا هذا الإنسان ينصح بأن يستحضر في ذهنه أنه ليس كمثله شيء، حينذاك سيكون تردد الله عز وجل ليس يعنيه الشك والجهل كما هو شأن الإنسان الجاهل وإنما هي صفة تليق بعظمته تبارك وتعالى وجلاله فهذا التردد ليس ترددا علميا وإنما تردد إجابة لرغبة المؤمن فهل يعامله بهذه المعاملة أم لا؟ لكنه في النهاية تبارك وتعالى سينفذ إرادته التي لا يتردد فيها إذا ما عزم ربنا عز وجل على تنفيذ إرادته.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلمة طيبة في الحقيقة جوابا عن هذا السؤال الآن لا يحضرني بدقة كاملة لكن الجواب يدور حول هذه القاعدة التي لفت النظر إليها وهي في الحقيقة تكون كافية لكل مسلم لأنه إن أخذ جواب هذا التردد فما يأخذ جواب النزول الإلهي وإن أخذ جواب النزول الإلهي فما يأخذ جواب مثلا علو الله على عرشه إلا بقاعدة (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
هذا ما عندي.
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : وإياك
الطالب : ذكرتم في الصحيحة
الشيخ : نعم
الطالب : يعني تعليقا على هذا الحديث كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وممكن الأخ يرجع له ويرجع لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الشيخ : أنت تذكر رقم الحديث
الطالب : والله شيخنا الآن بالضبط لا أذكر أظنه شيخنا في المجلد الرابع
الشيخ : المجلد الرابع
الطالب : إي نعم