ما هو الرد على شبهة ذكرها عبد الملك سعدي في شرحه على كتاب العقيدة الواسطية أن كلام الله نفسي وليس حقيقة ؟ حفظ
السائل : مرة أخرى في الحقيقة الشبهة مستقات من كتاب الدكتور عبد الملك سعدي إذا تعرفوه
الشيخ : عبد الملك السعدي
السائل : إي نعم
الشيخ : ما أعرفه أي كتاب
السائل : كتاب شرح العقيدة الواسطية، يذكر فيه عن الكلام النفسي وهاي الشبهة بين بعض الأشاعرة يقول: كلام الله النفسي ويحتجون بالتلكس يعني إنسان على آلة تشبه الطابعة يكتب وفي بلد آخر تستقبل هذه الإتصالات فيقولون كلام الله كهذا الكلام!
الشيخ : الله أكبر!!
السائل : فماذا تجيبون على هذه الشبهة ؟
الشيخ : الجواب معلوم والحمد لله من قبل أهل السنة، الكلام النفسي لا يقال لغة إذا أنا زورت في ذهني موضوعا أو مقالة أو فكرة أو ما شابه ذلك لا يقال بأن فلانا قال كذا ... بأن الله قال كذا وخاطب فلانا بكذا وكذا بأنه حديث نفسي ، هؤلاء يحكمون عقولهم على نصوص كلام ربهم تبارك وتعالى ، ومن هنا جاء ضلال الفرق التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلى آخر الحديث.
فالكلام هو كلام نفسي وكلام لفظي، الكلام النفسي لا يسمع أما الكلام اللفظي فهو الذي من طبيعته يسمع سواء كان هذا الكلام صادرا من العبد أو كان صادرا من الرب.
فهؤلاء الأشاعرة خلطوا بين الحقيقتين بالنسبة لله عز وجل وآمنوا بالحقيقتين بالنسبة لخلق الله عز وجل فهم يؤمنون بأن في الإنسان كلامين، كلاما نفسيا وكلاما لفظيا وينزهون الله عز وجل عن الكلام اللفظي زعموا ، لأن ذلك يستلزم كما يعبرون هم بحلول الحوادث في ذات الله تبارك وتعالى.
وهذا في الحقيقة عبارة عن قلبهم للحقائق لإبطال الحقائق الشرعية . فأنا أقول ربنا عز وجل حينما خاطب موسى عليه السلام أولئك يؤولون كلام الله لموسى بالكلام النفسي. ومع أنهم يكابرون في تأويل قوله عز وجل (( وكلم الله موسى تكليما )) حيث أكد بهذا المصدر أن هذا الكلام ليس كلاما نفسيا وإنما هو كلام لفظي، فتكلفوا في تأويل الآية - وعليكم السلام ورحمة الله - وقالوا بأن الكلام إنما كان من الشجرة ولم يكن الكلام صادرا من خالق الشجرة، حينئذ هذا هو التعطيل الذي قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلمة رائعة له تكتب كما كانوا يقولون قديما: " بماء الذهب ": " المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما ".
حقيقة أن هؤلاء المعطلة يعبدون وهما لا حقيقة له حينما يؤولون الصفات الإلهية ومنها الكلام الإلهي (( كلم الله موسى تكليما )) تأوله بالكلام النفسي ، بماذا يؤولون قوله تعالى لموسى في أول سورة طه : (( فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري )) قال تعالى لموسى: ((فاستمع لما يوحى )) استمع لما في نفسي!! هذا تعطيل مجسد مجسم ليس بعده تعطيل
ولذلك فالقول بالكلام النفسي فقط، أنا لا أنكر الكلام النفسي لأن الكلام النفسي كما يقول أهل السنة هو كالعلم الإلهي ، العلم الإلهي يعني يعلم كل ما سيقع ، فيمكن أن ربنا عز جل يتحدث بشيء في نفسه لا ننكره أما أن نقول الكلام الإلهي هو نفسي وهو غير لفظي هذ هو الكفر بالكتاب والسنة والسنة الصريحة التي تشبه كلام الله ك إيش الحديث في الصحيح ( الحديد على الصخر ) أوما شابه ذلك ، ثابت الحديث في صحيح البخاري أي له صوت يعني حينما تسمعه الملائكة
الطالب : ( مثل صلصلة الجرس )
الشيخ : أحسنتم.نعم. فهذا يؤكد الآية السابقة (( فاستمع لما يوحى )) فالكلام الإلهي هو كلام مسموع ومن عجب هؤلاء المعطلة أنني كنت قرأت قديما حاشية على شرح الباجوري لعقيدة الأشاعرة هذه إيش اسمها نعم
الطالب : الجوهرة
الشيخ : * الجوهرة * الباجوري له شرح جاء أحد الشيوخ الأزهريين فوضع على الشرح حاشية وهو الشيخ المعروف بمحيي الدين عبد الحميد فلما جاء إلى الكلام الإلهي نصب نفسه للرد على المعتزلة الذين يقولون بأن كلام الله مخلوق. والحقيقة أن الأشاعرة والمعتزلة والماتريدية هم جميعا يقولون بأن كلام الله مخلوق لكن الفرق هو بما يسمى هنا " الدوبلة "
الطالب : التحايل
الشيخ : بالتحايل.
المعتزلة من حسناتهم وهم لا شك أننا لا نكفرهم أيضا نضللهم من حسناتهم أنهم يصرحون ولا يلتوون في كلامهم فهم يصرحون يقولون كلام الله مخلوق ، الأشاعرة والماتريدية يجادلونهم، يقولون كيف تقولون كلام الله مخلوق وكلام الله صفة من صفاته؟ هم يعنون بأنه صفة من صفاته الكلام النفسي، فرأيت هذا الشيخ الأزهري يرد على المعتزلة قولهم بأن كلام الله مخلوق يقول: ما الذي يمنعكم أن تقولوا أن الله عز وجل: (( كلم الله موسى تكليما )) بكلام نفسي وهو أشبه بالكلام العلمي عفوا بالعلم الإلهي ثم ذكر هذه الآية أن الله عز وجل خاطب موسى في بهذه الآية ففهم موسى شف الآن التعطيل ففهم موسى الكلام النفسي كمعجزة لموسى بينما الآية تقول: (( فاستمع لما يوحى )) لا يقول أن الله أسمع موسى كلامه بقدرته وإنما يقول أفهمه الكلام النفسي.
هذا كله نابع من تشبيه الخالق بالمخلوق ولذلك قلت الجواب الجذري عن كل هذه الإشكالات وهذه الشبهات الرجوع إلى الآية الكريمة: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) كلام الله حقيقة وهو مسموع بصراحة الكتاب والسنة ، لكن لا يلزم ذلك أن يكون له شفتين وأن يكون له لاهات وأن يكون له لسان مما نحن بحاجة إليه حتى يتكلم الإنسان (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
هذا ما عندي جوابا أيضا عن هذا السؤال.
السائل : جزاك الله خيرا