ذكر أضرار الإختلاط وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من سد الذريعة لها حفظ
الشيخ : ولا شك أن الاختلاط له آثاره السيئة ويكفي المسلم الذي لم يدرس الإسلام دراسة فقهية ويأخذ منها بعض النصوص الشرعية التي تعالج بعض الفروع المتعلقة بمثل هذا الاختلاط حينما حال الشارع الحكيم بينها وبين أن تكون حقيقة واقعة.
يكفيه أقول: أن يعرف تجربة الكفار لهذا الاختلاط الذي صار وبالا على المجتمع الأوروببي وأصبح كثيرا من علمائهم وعقلائهم إن كان فيهم عقلاء يشكون من عاقبة هذا الاختلاط. - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -
فالإسلام جاء بإسعاد البشرية كما تعلمون جميعا بطرق ووسائل وأحكام شرعية بعضها معقولة المعنى وبعضها ليست معقولة المعنى عند كثيرين أو أكثر الناس وبعضها معقول عند بعض الناس وهم العلماء وهم الذين يفقهون هذه القاعدة " باب سد الذريعة ".
المهم الآن أن أذكر ببعض الفروع التي أشرت إليها آنفا فيما جاء في السنة التي من تفقه فيها لم يكن بحاجة إلى أن يستعين بالقاعدة لأن القاعدة منها نشأت من هذه الفروع وأمثالها فكلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) .
هذه الخيرية أو هذه المفاضلة المتعاكسة تفضيل الصف الأول والذي يليه من صفوف الرجال على الصف الأخير والذي يليه، وعلى العكس من ذلك تماما صفوف النساء ، يعلم أنه هذا فقط من باب سد الذريعة وبخاصة أنه هذا الاحتياط وهذا التحفظ هو في خير بقاع الأرض وهو المسجد كما جاء في الحديث الصحيح: ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق ) .
فإذا نظر المسلم إلى هذا التنظيم في خير البقاع فصل النساء عن الرجال وبالغ في الفصل حيث جعل شر صفوف الرجال ما كان قريبا للصف الأول من النساء وخير صفوف النساء ما كان بعيدا عن الصف الأخير من صف الرجال.
الطالب : البالغة أن تصلي في بيتها خير لها
الشيخ : هذا تنظيم في خير البقاع وهي المساجد
ثم من جملة تمام هذا التنظيم جاء في صحيح البخاري: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة مكث يسيرا ) قال الراوي : فكنا نرى أن مكثه هذا إنما كان لينصرف النساء قبل الرجال.
أي ما يصير فيه إيش اختلاط في الطريق نساء ورجال. يخرج النساء بيتقدم الرجال بعد ذلك يخرج الرجال. - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -
فإذا كان عليه الصلاة والسلام هذا التنظيم الذي جاء به في أولا: خير البقاع ، ثم في عبادة الله عز وجل ، ومع ذلك كان يقع بعض المحاذير وسأذكر لكم مثالا على ذلك.
فماذا يقول المسلم حينما تكون امرأة في غرفة كهذه الغرفة أكبر أو أصغر ليس مهم وهناك موظف وهناك موظفة، لا شك أنه هنا الفساد أقرب بكثير من فساد قرب الصف الأخير من الصف الأول من النساء أو العكس قرب صف النساء الأول من الصف الأخير من الرجال، هنا الخطر يتمثل أنه يمكن أن يقع أكثر وأكثر من ذلك المكان، هذا أمر لا شك ولا ريب فيه.