ما حكم من يعمل في موقع مختلط ويكون آثم ؟ حفظ
السائل : سيدي جزاكم الله خيرا
الشيخ : وإياك
السائل : الشق الثانية من السؤال ، هل الرجل الذي يعمل في هذا الموقع المختلط، آثم ؟
الشيخ : إي نعم ، ... لكن نحن نستحضر أن إثم الوقوع في الحرام ليس كإثم الوقوع في الوسيلة التي قد تؤدي إلى الحرام، هذه حقيقة، لا بد أن نفرق بين هذا وهذا.
أما الإثم فهو يشمل الجميع، لأنه ( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) وكما قلنا نحن آنفا يعني الذي يخالط هذا المجتمع أو يكون في دائرة فيها النساء وخاصة النساء المتبرجات ، ليس من الممكن إلا أن يتعرض لمعصية. هذا مستحيل لأنه طبيعة الإنسان.
وإلى هذه الطبيعة أشار الرسول عليه السلام بعبارة هو الجبر لنفسه، ولكن ليس هو الجبر الذي يعنيه الجبريون ، قال عليه الصلاة والسلام: ( كتب على ابن دم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ) يعني أن يكون الإنسان غير معصوم هذا مفروض عليه فرض مهما حاولت أن تتطهر وأن تكون بعيدا عن المخالفة لأحكام الشرع أو لبعضها على الأقل لن تستطيع إلى ذلك سبيلا لأنك خلقت بشرا ولم تخلق ملكا (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) لا ( كتب على ابن دم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ) .
لكن انظر بأه التفصيل قد يدركه الوسيلة وقد تدركه الغاية وهذا هو التفصيل في أحاديث: ( فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش _أي اللمس أي المصافحة_ والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) ، هنا ما في فرض ما في جبر، الفرج لابد منه؟ لا ، أما المقدمات فلا بد منها ، ما يقول إنسان صالح أو طالح يقول إنه عينه محفوظة مائة بالمائة، كذاب يكذبه هذا الحديث أذنه لا يسمع نغمة النساء وصوتهن المرقق والمصطنع كما تسمعون اليوم في بعض الإذاعات ، كذب، وعلى ذلك أنه لا يحب لمس النساء يحاول بكل وسيلة أن يلمس ولو من باب الحيلة أنه يا أخي إذا ما صافحنا بقولوا عنا " شو ها الشدة يا رسول الله " على التعبير السوري وشو هذه الغلابة وهذا سوء ظن بالنساء ومن الفلسفة التي تعرفونها، لذلك لا بد أن يقع الإنسان في تلك
أنا والله أقول وقد كدت أن أبلغ الثمانين من العمر وما أخالط النساء لكن يحضر بعض النساء أحيانا في عندنا درس تجويد مع زوجتي ويحضروا إلخ أخشى على نفسي وأنا في الثمانين فماذا يقول الإنسان عن الشباب الذين عايشين بين جدران أربعة وبجانبه واحدة من أجمل ما خلق الله. إي والله.
الطالب : مش جميلة بس شيخنا أبدا خالصة
الشيخ : خالصة ، الله أكبر
الطالب : مجتمع إسلامي العمل عمل للرجل الرجل هو الذي يخرج وتبقى هذه الآية يختلط ... بماله مجتمعات فالرجل هو ما عاد له خيرة
الآن هناك ندرة أن يكون مجتمع أو لا يكون حتى على القاصي فتأتي المرأة بهذا الشكل متبرجة وتخرج ... بل حتى لو فتحت بقالة سترتها بعمل خاص ستأتيك هذه المواقع ...
الآن حتى في الدوائر والمؤسسات اللي غالبية موظفيها رجع بتلاقي واحد أردني مثلا في مركز ... التفريق
الشيخ : مثل الفسحة
الطالب : لا لا نوع من الفريق يعني بمعنى أنه هذا الأمر مفروض على هذا الرجل مفروض بل حتى في دكان الخاصة مفروض عليه ستأتي إمرأة وتشتري حاجياتها هو أصبح من باب سد الذريعة يستطيع أنه هو يمنع هذا الأمر ... ولا هو من باب ...
الشيخ : لا يستويان مثلا يا أبا يحيى ، شتان بين امرأة تأتي عند البقال أو عند اللحام أو افرضه ما شيئت من الأعمال الأخرى ، فتأتي لتشتري شيئا في دقائق معدودات ثم تذهب ثم لا تكاد هي تذهب إلا وجاءته أخرى وقد تجتمع عنده اثنتان وثلاثة ويجتمع عنده رجال و إلخ.
المحظور الذي دندن الرسول عليه السلام حوله في الحديث السابق: ( والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه ) هل تظن أنه يتحقق في مثل هذه الصورة كما هو الشأن في هذه الغرف المغلقة ؟! شتان ما بين الأمرين
وأنا راح أساعدك امشان الأخير ما ساعدك راح أساعدك جبتلك بما وقع في عهد الرسول عليه السلام _العهد الأكبر والأنور_ حتى أنت تقيس بأ شو ايصير فيما نحن ، فأنت الآن ضربت مثالا أنه هذا شيء مفروض علينا حتى بالنسبة للبقالين وما شابه ذلك !
المثال هو رجل ( جاء إلى الرسول عليه السلام يقول: جاءت عندي امرأة تريد أن تشتري مني تمرا فقلت لها : هنا في المخدع تمر أجود فدخلت قال: فما تركت شيئا يفعله الرجل مع زوجته إلا فعلته معها إلا أنني لم أجامعها ، قال : هل صليت معنا. قال: نعم، فأنزل الله عز وجل (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) ) فهذا يقع لكن إذا هذا وقع وفي مثل ذاك المجتمع وفي مثل ذاك المكان اللي مطروق. ألا يتصور أنه يقع في مثل هذا المكان غير المطروق أكثر وأكثر إذًا لا يستويان مثلا أبدا لا يستطيع الإنسان أن يمنع كل شيء لأنه لا يستطيع أن يمنع كل شيء، يعني هلا نحن ما نستطيع أن نقول : ما بإمكاننا نخرج من الدار ، فإذًا بدنا نخرج من الدار لكن لا بد أيضا ما انشوف هذه الشوفات المنكرة، لكن من يقول أنه هذا الذي نراه في الطريق هو كما لو رأيته في داري الواسعة من يقول أنني إذا رأيتها في داري الواسعة كما لو رأيتها في غرفتي المحصورة ولو أن الباب مفتوح ومن الذي يقول أن الأمر كذلك فيما لو كان الباب مغلقا.
هذه أمثلة متعددة الصور تماما فلا نقيس على الأقل الصورة الأخيرة أي في الغرفة المغلق بابها على النظرات التي تقع من بعضنا على المشاهد القريب ، شتان ما بين هذا وهذا.
لذلك الواجب على المسلم أن يصونوا عن أن يقع باختياره في الأسباب التي قد تورطه وقد تودي بحياته العفيفة أي نعم.
ففي فرق بين الأمرين الفرق ظاهر جدا جدا. والحقيقة أن العلاج هو أن يعود المسلمون إلى دينهم وأن يلتزم كل من الجنسين الوظيفة التي فطره الله عز وجل عليها ، فوظيفة الرجل أن يخرج لمصالحه خارج الدار ووظيفة المرأة أن تقضي مصالح الدار وهي في عقر الدار كما قال رب الأنام في القرآن: (( وقرن في بيوتكن )).
فالأمر كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " أن الأصل في النساء عدم الشخوص والأصل في الرجال هو البروز ".
فلا يجوز الإنسان الآن أن نسوي بين الرجال والنساء كما يخرج الرجل لقضاء مصالحه فكذلك المرأة تخرج لمصالخها
خروج المرأة لقضاء مصالحها أمر عارض أما خروج الرجل لقضاء المصالح مصالح الدار هو أمر لازم لازم لا بد منه.