من يموت في القتال الذي حصل الآن بين المسلمين في فتنة الخليج يكون شهيدا ؟ حفظ
السائل : هل كل من الفريقين الذين يتقاتلون في العراق في فتنة الخليج الأولى شهداء؟
الشيخ : قصة الرجل المقاتل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( هو من أهل النار )
الشيخ : كان يقاتل قتالا شديدا حتى عجب الصحابة من شدة قتاله، فسارعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقولوا له: فلان يقاتل كذا وكذا، فكان جواب عليه السلام: ( هو في النار ) فهكذا القصة فيها شيء من الطول ، وخلاصتها : ثلاث مرات الصحابة يعودون إلى الرسول متعجين من شدة قتاله واستبساله وجواب الرسول لا يتغير: ( هو في النار ) .
وأخيرا رجل من أصحابه عزم على أن يكون لهذا المقاتل ولا أقول الآن مجاهد أن يكون صاحبه ليراقبه فكان عاقبة هذا المقاتل أن الجراحات كثرت عليه ولم يصبر عليها ، فوضع رأس السيف على بطنه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره ومات، فسارع الرجل الذي كان مصاحبا له إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له: ( يا رسول الله، فلان الذي قلت فيه كذا وكذا فعل كذ وكذا، فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر صدق الله ورسوله، إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) ، إذًا صدق قول ابن لهيعة فيما رواه: " رب قتيل بين صفين الله أعلم بنيته "، ولذلك نحن لا نستطيع أن نقول لو رفعت راية الجهاد في سبيل الله وفي مقاتلة أعداء الله أن كل من وقع قتيلا فهو شهيد.
نحن نتمنى ذلك ونعامله معاملة الشهداء لا نصلي عليه ولا نغسله ولا نكفنه وندفنه في ثيابه ودمائه، هذا حكمه الدنيوي، أما في الآخرة فالله يعلم بنيته ، هذا لو كان هناك مجتمعا إسلاميا وجهاد إسلامي فكيف بنا اليوم وكثير من الناس لا يصلون ومع ذلك يقولون بأنهم يريدون أن يجاهدوا .
إذا عرفنا هذه الحقيقة فنحن لا نقول: إن في الصف الذين يقاتلون الكفار من مات فهو شهيد أو ليس بشهيد، كذلك من مات من المسلمين وهو يقاتل مع الكفار المسلمين أولى وأولى أن لا نقول إنه شهيد.
ولكننا نقول: المسلمون الذين يقاتلون مع الكفار اليوم العراقيين فهؤلاء مخطئون أشد الخطأ ثم الله أعلم بنياتهم، قد يكونوا مغرورين، قد يكون بعضهم مجتهدا اجتهادا خاطئا، أما الطرف الآخر الذي يدافع الآن عن بلاده المسلمة فهؤلاء على حق كذلك نقول فالله أعلم بنياتهم .
ولذلك فلا ينبغي أن نتعمق بمثل هذا السؤال : هل كل من الفريقين شهداء ؟ نحن نقول الفريق الذي الحق معه إذا كان يقصد الجهاد في سبيل الله فهو شهيد، أما إن كان لا يقصد ذلك فهو قتيل وليس بشهيد.