هل الشباب الذين اجتهدوا في الذهاب للجهاد بغير راية ولا إذن الحاكم ثم قتلوا يكونوا شهداء ؟ حفظ
السائل : نحن نعلم بأن الجهاد وبخاصة إذا كان الجهاد لنشر الدعوة وتبليغ الرسالة لا بد له من راية، ولا بد للمسلمين حتى ينضووا تحت هذه الراية من أن يدعو صاحب هذه الراية وهو الإمام أو الحاكم أن يدعو الأمة إلى الجهاد في سبيل الله ، لكننا وكما نرى أن بلاد المسلمين على ما هي عليه من تفرق واختلاف وتشتت والرايات كثيرة ، فحتى يلتئم شمل المسلمين على راية واحدة هذا يحتاج إلى زمن طويل وربما لا يكون مثل أو في الجيل الحاضر أو في الأجيال الحاضرة أو الآتية القريبة ربما يحتاج إلى زمن طويل ، فكثير من الشباب المسلم المتوقد حماسة الملتهب يعني شوقا لأن يرى دينه منصورا مرفوع الراية يستعجلون الأمر ويذهبون إلى يقومون بعمليات فردية محضة لا يخضعون فيها أو ربما يفرون حتى من الأنظمة والحكام الذين يحكمون تلك الديار خشية أن يقعوا في محضور فيآخذوا عليه.
فالذي أقول أن يقوم جماعة من الشباب مثلا بدخول أرض للكفار أو أرض المسلمين احتلت من الكفار من غير إذن الحاكم وليس تحت راية واحدة وهم مخلصون متوجهون إلى الله وغايتهم أن يقاتلوا في سبيل الله فقتلوا ، فهل يكونون شهداء بهذه النية أم لا؟
الشيخ : أقول بالنسبة لهؤلاء عملهم غير مشروع بلا شك لأنه أعمال فردية لا تسمن ولا تغني من جوع .
أما هل يكونون شهداء ؟ فقد يكون نفس الجواب السابق هو الجواب هنا مع ضميمة بسيطة وهي : أنهم إن كانوا عن علم وعن تفكير انطلقوا في عملهم هذا الفردي ليجاهدوا الكفار فممكن إذا كان انطلاقهم عن علم ولو كان اجتهادهم خطئا يمكن أن يعتبروا شهداء، ولكن الذي أعلمه أن كثيرا من هؤلاء الشباب الذين ينطلقون مندفعين بحماس شديد جدا لا يدرسون المسألة على ضوء الأحكام الشرعية وإنما هم يستسلمون لعواطفهم الجانحة والعواطف كما تعلمون جميعا إذا لم تكن مقيدة بأحكام الشريعة كان شرها أكثر من خيرها فلا نرى ذلك إلا بهذا الشرط وهو أن يكون مقرونا بالعلم والاجتهاد.
الطالب : أنا في الحقيقة سئلت أيظا هذا اليوم جأني بعض الإخوة وسألوني يمكن هذا السؤال فأجبت مثل هذا الجواب أ قريبا منه وذكرت لهؤلاء الإخوان صورة من أو أثر من الآثار المترتبة على مثل هذه العمليات الفردية أن بعض الشباب المتحمسين الذين يسيرون وراء قيادات لا نريد أن نتحدث عن مشروعيتها وعد مشروعيتها عن علمها أو جهلها هذا أمر لا نريده الآن ولكن أقول مثل هؤلاء يقاتلون أو يدخلون فربما يحمل أحدهم خنجرا أو ربما لغما أو ربما مسدسا أو بندقة فيهجم على سيارة أو على جماعة أو على فرد واحد فيقتله أو ربما يقتل اثنان أو ثلاثة ، الأثر السريع لهذه العملية التي يسمونها بالعمليات الأثر السريع هو أن تقوم بعض الطائرات بقصف المخيمات والتجمعات السكانية التي ليس عند أهلها شيء يدافعون به عن أنفسهم وإن كان فإن هذه الوسائل الدفاعية لا يستطع أو لاتقدر على مقاومة هذه الطائرات اتي تفتك بالعشرات إن لم يكون بالمئات من الأبرياء الذين يسكنون هذه المخيمات
تفضل
السائل : هل ينطبق هذا على مصالح العدو في دول خارج بلاد المسلمين
الطالب : هو كذلك طيب شيخنا ايجيب يعني
الشيخ : ينطبق ولا ينطبق يعني حالتان
إذا كانت العمليات هذه ضد الكفار المحاربين بإذن من الدولة التي تقع فيها هذه الحوادث فهذا من الواجب
أما إذا لم يكن بإذن من الدولة فهذا الذي أردت بقولي لا ينطبق
فيجوز لا يجوز إذا كانت الدولة التي فيها تلك المصالح الأجنبية فالمحاربة للشعب العراقي الدولة هنا تأذن بهذه العمليات فهذا واجب
أما إذا كانت لا تأذن فسيكون شر هذه العمليات كما أشار الأستاذ آنفا بالنسبة للعمليات الفدائية هذه سيكون عاقبتها ضررها أكثر من نفعها
خلاصة القول أنه لا يجوز لكل فرد من أفراد المسلمين أن يأمر نفسه أن يجعل نفسه أميرا فيتصرف كما يشاء ولا أقول كما يهوى ، لأن من وراء ذلك مفاسد كثيرة تترى الله أعلم بعاقبة أمرها
نعم
الطالب : لعلي من باب التوضيح فقط شيخنا للأخ الكريم
نضرب مثال حتى تكون الصورة واضحة
مثلا في اليونان أو في تركيا وهي طبعا عتبر الآن يعبرون الحكومة أو الدولة التركية يعتبرونها بأنها تقف مع إمريكا مثلا في القتال ، فا لاندري من الذي يقوم أولا بمثل هذه العمليات هذه واحدة
لأن كثيرا من الذين يقومون بالعمليات لا يقومون انتصار للعراق وإنما هناك بعض الأمور التي يمكن أن تستغل في مثل هذا الظرف لكي يقوم هؤلاء بنسف مثلا مكتب أو حافلة أو قتل شخص أو الإعتداء على سفارة أو نحو ذلك ، فهذا ربما لا يكون له صلة بالموضوع الذي نتحدث عنه الآن هذه واحدة
م أيضا ربما نستوضح من شيخنا ، عندما قال بإذن من تلك الدولة ، أنا طبعا من البديه جدا أنه هذه الدولة التي تقع فيها مثل هذه الحادثة لا يمكن أن تأذن بمثل هذا العمل حتى ولو كانت هذه الدولة تناصر العراق مثلا فا هذه الصورة أتصور شيخنا أنها بعيدة الوقوع أو مستحلية الوقوع
الشيخ : آه لكان على كل حال هذا هو الجواب الفقهي
الطالب : إي نعم