نصيحة من طالب في حضرة الشيخ للشباب في استغلال وقتهم وحرصهم على العلم الشرعي الصحيح حفظ
الطالب : نقول يا إخوان مثل هذه الجلسات المباركات لا تكون على كثرة إنما تكون على ندرة وبخاصة أن يجتمع مثل هذا النفر من الشباب ، والشباب كما يعبر عنهم بعض الكتاب أو الحكماء العصريين " يقولون إنهم عصب الحياة " ولا شك أن هذه الكلمة صادقة إلى حدٍ كبير في وصف الشباب ، والشباب دائما وأبدا رغم أنهم على ما وصف لكن أيضا في الشباب الحماسة وقوة الإندفاع وشدة الإنطلاق وعدم اللتروي في كثير من الأحيان والإنسياق وراء العاطفة وعندم الوقوف مع أحكام العقل الصحيحة فضلا عن أن يكون هناك وقوف أو تمكن لأحكام الشرع لذلك أقول
أولا جزا الله عنا خيشنا خير بما أفاض علينا مما آتاه الله من علم وحكمة
وأقول ثانيا إنا معاشر الشيوخ ولست أعني بالشيوخ الرؤساء وكبار العلماء وإنما أعني ... الذي أوصيكم به ثلاثا
أولا أن تقبلوا على العلم الإقبال الذي يحصنكم من الجهل الذي يشيعو في دنيا الناس والجهل هو عنوان التخلف وكلما ابتعد الإنسان عن العلم اقترب من الشيطان وابتعد عن الرحمان وكلما اقترب من العلم كان أقرب إلى الرحمن وأبعد عن الشيطان هذه الأولى
أما الثانية فأن تتواد في الله عز وجل ولا يحمل بعضكم أو لا يحمل بعضكم على بعض ضغنا في صدره أو حقد في نفسه أو سعرة من غضب ربما يقدم على أذى أخيه بها وما أحسن أن ينال الإنسان ليله الطويل سليم الصدر معافا من الأوبأة أو الأدواء التي تنتشر في دنيا الناس في التنافس على الدنيا والإقبال عليها والإدبار عن الآخرة هذه الثانية
أما الثالثة فأن تستحضروا دائما أنكم في مثل هذا السن أقرب ما تكونون إلى تلقي الأمور تلقيا دقيقا واعيا لا يفلت منكم شيء منها فعليكم أن تستغلوا شبابكم وقدراتكم النفسية والعقلية في استيعاب كثير من المسائل والأحوال المسائل العلمية والأحوال الإجتماعية التي يكتب لكم بها أن تكونوا إن شاء الله من الحكماء في الدنيا لأن العلم يولد الحكمة ومعرفة الأحوال تقدر الإنسان على فهم التاريخ ودنيا الناس فبذلك يكون حكيما بعلمه ومعرفته أحوال البشر
هذه ثلاثة مسائل أو ثلاث مسائل أحببت أن أوصي نفسي وأنا كما قلت لكم قد ركبت تلك السفينة التي تمشي الآن إلى المجهول ولا ندري أيكون بيننا وبينكم لقاء أم لايكون ، فوصيتي إلكم هذه
وأختتم جلستنا هذه المباركة بقوله صلى الله عليه وسلم عندما أوصى أحد أصحابه قال ( اتقي الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )
وصلى الله وسلم وبارك على نينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه النبيين