ما حكم الصلاة في مسجد أو ثوب فيه زخارف على صورة الصليب ؟ حفظ
الشيخ : الشاهد !
السائل : بالنسبة للصلاة في الصلبان يا شيخ !
الشيخ : أنا ابتدعت بدعة للقضاء على الصلبان التي ابتلي بها المسلمون حتى في حساباتهم ، فهذا الصليب هكذا لا بد من وصل رأسين بخط فوق تحت يمين يسار ، المهم ، للقضاء على صورة صليب بأبسط شيء ، وإذا كان ممكن القضاء عليه بالكلية هذا بلا شك هذا يكون أفضل .
أما أن الصليب يشترط أن يكون ذيله أطول من جناحيه مثلا ، هذا جمود عجيب جدا ، وفي ظني أن المقصود من وراء ذلك تشكيك المخالفات التي بدأت تنتشر ، ليس فقط في ثيابنا نحن ، بل وفي مساجدنا.
السائل : حتى في الكعبة في التوسعة الجديدة في أشكال صلبان كثيرة جدًا !
الشيخ : إي شو بدريك يكونوا نصارى هؤلاء الذين بنوا هذه الأمور .
السائل : يا شيخ مشايخ قالوا : هذا ليس صليب .
سائل آخر : هل هو حديث يا شيخ : ( قَضَبَه ) ؟
الشيخ : نعم، ( كان إذا رأى صليبا قضَبَهُ ) .
السائل : لو شرحتها يا شيخ !
الشيخ : قضبه يعني : محاه بطريقة أو بأخرى ، بالنقش يعني لأنه في الثوب.
السائل : هل يجوز الصلاة في كنيسة؟
الشيخ : هذا سؤال مثل هذاك السؤال وشتتنا عن الجواب.
الصلاة صحيحة مع الكراهة في مسجد فيه صليب ، أو صلبان ، في ثوب فيه صليب أو صلبان ، مكروهة لكنها ليست باطلة لعدم وجود الدليل المبطل لهذه الصلاة ، ويجب أن نفرق بين كون الشيء باطل وكون الشيء صحيح لكنه إما أن يكون مكروها كراهة تنزيهية ، أو مكروها كراهة تحريمية لكن الصلاة تكون صحيحة على كل حال ، فجوابه هذا.
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
الشيخ : الصلاة صحيحة .
السائل : يعتبر صلبان هذا الذي نلقاه في المساجد ، الزخرفة الموجودة الآن .
الشيخ : والله نحن بنشوف ، نحن بنشوف هنا صلبان مثل يعني إشارة الزائد أو الضرب ، بنشوف ، أما هالي عم تشير إليها ما هي بخاطرتي الآن ، تفضل !
السائل : ممكن تصلوا عندنا في المسجد ، ولعل الله عز وجل ينفع بكم ، طبعا الإخوان يعني أهل القرية الحمد لله طيبين ، نحسبهم كذلك ، فالسنة موجودة والحمد لله يعني !
الشيخ : الحمد لله .
السائل : قدر المستطاع يعني ما في عندنا مخالفات ، فلو جئتم يستفيدوا منكم حتى بالرأي .
الشيخ : نسأل الله أن يوفقنا لذلك .
بريد أن ألفت النظر : أولًا : الصلاة صحيحة مع الكراهة ، لكن أريد أن ألفت النظر أن المسلم يجب أن يكون واقعيا ، وأن لا يكون متنطعا متشددا ، وإنما في حدود : (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها )) .
وهناك كلمة يذكرها علماء الأصول لها وجهة نظر إلى حد ما ، لكن كثير من المعاصرين يطبقونها تطبيقًا أوسع من دلالتها وهي التي تقول : " الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان " ، هذا الإطلاق خطأ ، وإنما الأحكام التي تتغير هي الأحكام الاجتهادية مثل ما قلنا عن عمر إلخ ، لهم مناسبات قالوها فتأتي مناسبة أخرى فتنفيها ، أما الحكم الثابت بنص الكتاب والسنة فها يستحيل أن يتغير أبدًا بتغير الزمان والمكان ، هذا أمر دائمًا نقرره ، ولكن أنا أقول شيئًا وهذا عليه نصوص لا يستطيع أحد أن يماري فيها وأن ويجادل : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) ، لا شك ولا ريب عند أحد من كبار العلماء أو صغارهم ، من كبار طلاب العلم أو صغارهم : أن الأمر في هذا الزمان يختلف عن الزمان الأول ، بمعنى : أن زمن أول كان أي إنسان رأى منكرا يبطش ويغير ولا أحد يقول له ما صنعت ؟ أو يأتي شرطيا مثلا فيحبسه ويأخذه ، اختلفت الأمور الآن ، لذلك قال عليه السلام : ( فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) : الأحكام لا تتغير بل تبقى ، لكن طاقات وقدرات الناس هي التي يمكن أن تتغير وأن تتبدل ، وهذا التغير والتبدل يمكن أن يكون سببه ناتج من داخل المكلف ، ويمكن يكون سببه ناتج من الظرف الذي يعيش فيه ، وأظن هذا كلام واضح لا يحتاج إلى بيان أو شرح طويل.