تخريج أثر الحسن البصري : "كانوا يرجون في كل ليلة كفارة لما مضى من الذنوب " . حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مسلمون )) .
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا )) .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا، يصلِحْ لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اللهَ ورسولهَ فقد فاز فوزًا عظيمًا )) :
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار:
أما بعد : أما التالي فهو حسن ، وهو قوله : " وعنه -يعني الحسن- : قال : كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما مضى من الذنوب ، رواه ابن أبي الدنيا ورواته ثقات " .
هذا الحديث ليس فيه التصريح برفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأنه أولًا : من رواية الحسن وهو : الحسن البصري ، والحسن البصري قد عرفنا من دروسنا السابقة أنه رجل من أفاضل وكبار علماء التابعين وزهادهم وشجعانهم، قد جمع كثيرا من الخصال التي قلَّما أن تتوفر في أفراد من الرجال ، إلا أنه من الناحية الحديثية فيه ما يمنع العالم بالحديث من الاحتجاج بحديثه في بعض الأحيان ، وذلك حينما يروي الحديث عن الصحابي ، بل وعمن دونه أيضا من التابعين بصيغة : عن ، أو بصيغة : قال ، أو بأي صيغة أخرى لا يصرح فيها بسماعه للحديث من ذلك الصحابي أو غيره ، إذا لم يصرح بالسماع لا يُحتج بحديثه مع جلالته وفضله ، ذلك لأنه محشور عند العارفين بعلم الحديث ومصطلحه في زمرة المدلسين .