توضيح المراد بالتدليس عند المحدثين مع بيان منزلته وحكمه . حفظ
الشيخ : وذكرنا لكم مراراً وتكراراً أنَّ التدليس وإن كان مذمومًا في اللغة ، لأن التدليس يساوي الكذب ، لكن في اصطلاح علماء الحديث : التدليس لا يلازمه الكذب دائما وأبدا ، لأنه يقصد به : " أن يرويَ الراوي الحديثَ عن رجل عاصره لكنه لم يلقه ، مع ذلك يروي الحديث عنه ، أو لقيه ولكنه يروي حديثا عنه لم يسمعه منه ، إلا أنه حينما يرويه عنه لا يرويه بصيغة مصرحةٍ بالسماع ، لأنه لو فعل ذلك لحشر في زمرة الكذابين " ، لا يقول : سمعت فلانا وهو لم يسمع منه ، ولو كان قد سمع منه بعض الأحاديث ، ولكن في حديث معين يرويه عنه بدون صيغة السماع ، فهذا يسمى مدلسا ، أما إذا لم يسمع منه وصرح بالسماع فيكون كذابا ، فهذا التدليس من دقائق علم الحديث ، وأكثر الناس اليوم باعتبار أو بنظرة علم الحديث مدلسون ، وطبعًا لا نعني أنهم كذابون.
والنكتة في ذلك : أن إنسانًا ما ، أنا لو قلت مثلًا : قال الشيخ محمد عبده ، أو قال السيد رشيد رضا ، أو قال الشيخ حسن البنا كذا وكذا ، أكون مدلسًا ، مع أنني عاصرتهم جميعًا ، واحد في آخر حياته ، وواحد في منتصف حياته إلخ ، لأني معاصر لهم فإذا قلت : قال فلان ، أُوهم السامع أنني تلقيته منه مباشرة ، لكن لو قلت : سمعت من فلان وأنا لم أسمع ، أحشر في زمرة الكذابين لا سمح الله ، فالآن إذا تفكرتم في هذه النقطة كم وكم من الأخبار يرويها أحدنا في كل يوم بدون واسطة ، مثلا أحدكم يقول : قال الشيخ ناصر كذا في كثير من المسائل ، وهو لم يسمعه من الشيخ ناصر ، وإنما سمعه ممن سمعه من الشيخ ناصر ، وربما ممن ممن ممن إلخ ، فهؤلاء كلهم يدخلون في زمرة المدلسين في اصطلاح المحدثين . وترون أنه ليس في هذا ذم ، لكن في هذا تحذير من الاعتماد على مثل هذه الرواية التي لا يصرح فيها الراوي بالسماع مباشرة من الشخص الذي يروي عنه ، لذلك وصل حِرص وغيرة علماء الحديث في نقل الحديث عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى هذه الدقة المتناهية ، الحسن البصري من كبار علماء التابعين ، إذا قال عن سمرة بن جندب مثلا وهو صحابي مشهور أو قال : قال سمرة ، لا يحتج بحديثه ، وهو سمع منه ولقيه ، فلا يحتج بحديثه إلا إذا قال سمعت سمرة ، وقد حدث ببعض الأحاديث فعلا قال فيها : سمعت سمرة بن جندب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر حديث العقيقة .
والنكتة في ذلك : أن إنسانًا ما ، أنا لو قلت مثلًا : قال الشيخ محمد عبده ، أو قال السيد رشيد رضا ، أو قال الشيخ حسن البنا كذا وكذا ، أكون مدلسًا ، مع أنني عاصرتهم جميعًا ، واحد في آخر حياته ، وواحد في منتصف حياته إلخ ، لأني معاصر لهم فإذا قلت : قال فلان ، أُوهم السامع أنني تلقيته منه مباشرة ، لكن لو قلت : سمعت من فلان وأنا لم أسمع ، أحشر في زمرة الكذابين لا سمح الله ، فالآن إذا تفكرتم في هذه النقطة كم وكم من الأخبار يرويها أحدنا في كل يوم بدون واسطة ، مثلا أحدكم يقول : قال الشيخ ناصر كذا في كثير من المسائل ، وهو لم يسمعه من الشيخ ناصر ، وإنما سمعه ممن سمعه من الشيخ ناصر ، وربما ممن ممن ممن إلخ ، فهؤلاء كلهم يدخلون في زمرة المدلسين في اصطلاح المحدثين . وترون أنه ليس في هذا ذم ، لكن في هذا تحذير من الاعتماد على مثل هذه الرواية التي لا يصرح فيها الراوي بالسماع مباشرة من الشخص الذي يروي عنه ، لذلك وصل حِرص وغيرة علماء الحديث في نقل الحديث عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى هذه الدقة المتناهية ، الحسن البصري من كبار علماء التابعين ، إذا قال عن سمرة بن جندب مثلا وهو صحابي مشهور أو قال : قال سمرة ، لا يحتج بحديثه ، وهو سمع منه ولقيه ، فلا يحتج بحديثه إلا إذا قال سمعت سمرة ، وقد حدث ببعض الأحاديث فعلا قال فيها : سمعت سمرة بن جندب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذكر حديث العقيقة .