هل قول الصحابي أو فعله حجة بذاته ؟ حفظ
الشيخ : وهنا تأتي مسألة قول الصحابي أو فعله هل هو حجة بذاته أم لا ؟
الخلاف في هذا معروف ، في ذلك فيما أفهم أنه إذا كان لا مجال للرأي فيه والاجتهاد ، وأنه يكون مما لا يعرف إلا بطريق الإيقاف من الرسول -عليه الصلاة والسلام- للصحابي ، فحين ذاك يكون لهذا الحديث الموقوف حكم الرفع ، - سليمان - مثاله مثلاً مما لا نشك أنه مثلٌ صالحٌ لهذا الذي نقوله ألا وهو : حديث موقوف في حكم المرفوع ، المثال الصالح لهذا : حديث ابن عباس الذي قال : ( بأن القرآن نزل جملة واحدة إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزل أَنجمًا حسب الحوادث ) ، هذا موقوف لم يرد مرفوعا أبدًا ، وصح إسناد الموقوف ، فما حكمه ؟ نقول : هذا حكمه الرفع ، ذلك لأنه يتحدث عن أمر غيبي ، لا يمكن للعقل أن يخوض أو أن يجول فيه ، أو يقول : نزل القرآن جملة واحدة ، فيحدد الموضع تحديدًا دقيقاً ، فيقول : إلى بيت العزة ، ما يدريه بأن هناك بيتاً يُسمى ببيت العزة ؟! هذا أمر غيبي ، لا بد أنه تلقاه من الرسول -عليه السلام- ثم يقول : في السماء : سماء الدنيا ، لا يقول الثانية ، ولا يطلق ، وإنما يقيد ، ثم ثالثًا يقول : نزل بعد ذلك أنجما حسب الحوادث ، " هذا موقوف في حكم المرفوع " ، والأحاديث الموقوفة التي تساق هذا المساق قليلةٌ جدًا ، لكن ضابطها هو هذا ، لكن من تمام ضبط هذا الضابط : أن لا يكون الحديث الموقوف الذي يتحدث فيه عن أمر غيبي لا مجال للعقل فيه ، أن لا يحتمل أن يكون مِن الإسرائيليات ، وإذا تحدث الصحابي مثلاً عن أمرٍ غيبي يتعلق ببدء الخلق مثلاً : خلق الملائكة خلق الجن خلق بني آدم ، خلق السماوات والأرض ، إلى آخره ، هذا ممكن أن يكون من الإسرائيليات ، تلقاه هذا الصحابي أو ذاك عن بعض الذين أسلموا من أهل الكتاب ، فإذا ما طرأ مثل هذا الاحتمال على مثل ذلك الحديث الموقوف الذي ما فيه لا يقال بالرأي ، سقط الاستدلال به ، ولم يجز أن ينسب إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- .
السائل : بالمناسبة الشيخ أضاف إلى العبادلة اثنين جدد في ابن لهيعة : إسحاق بن عيسى ، ويحيى بن إسحاق الصُّلَيحي ؟
سائل آخر : نذكر أن الشيخ أبو إسحاق الحويني ذكر في *الإحسان ، ذكر ما يقرب من عشرة ، وكأنه أفرد هذا الرجل بكتاب .
الشيخ : -أكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ، وأفطر عندكم الصائمون- .
السائل : أكرمكم الله ، حديث الثقفي مطلقًا ، الإمام أحمد بن صالح ؟
الشيخ : ما أستحضر .
السائل : نعم .
الشيخ : أو لا أعلم .