توضيح الشيخ للفرق البين بين من ينتسب لجماعة ما وبين من ينتسب لمذهب من مذاهب الأئمة ، ثم بيان أن الانتساب لمنهج الصالح هو الحق لأنه انتساب للعصمة ، بخلاف الانتساب لمذهب معين . حفظ
الشيخ : الذي يقول : أنا حنفي لا شك أنه ينتسب إلى إمام من أئمة المسلمين ، لكنه لا ينتسب إلى العصمة ، لأن هذا الإمام ليس نبيًا معصومًا ، وعلى ذلك فقس حتى تصل إلى من ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين ، أو حزب التحرير ، فهذه أدنى نسبة ، وشتان بين من ينتسب إلى إمام مِن أئمة السلف.
فهذا الذي قال تلك الكلمة ، ولعله تاب منها كما قلنا ، يظن أن هذه النسب كلها متساوية ، فنقول : هذه غفلة شديدة جدا عن الفرق بين نسبة وأخرى .
نحن ذكرنا أنَّ هناك فرقاً كبيراً بين من يتنتسب إلى إمام مِن أئمة المسلمين وبين مَن ينتسب إلى جماعة ينتسبون إلى شخص لا يقرن مع إمام من أئمة المسلمين ، مثل هذا التفاوت بين النسبتين وأكثر من ذلك : التفاوت بين مَن ينتسب إلى إمام من هؤلاء الأئمة الأربعة ، وبين من ينتسب إلى السلف الصالح ، ذلك لأننا كما قلنا آنفاً : من ينتسب إلى الإمام أبي حنيفة مثلاً ، نعم انتسب إلى إمام ، لكنه لم ينتسب إلى العصمة ، أما مَن انتسب إلى السلف الصالح ، فقد انتسب إلى العصمة ، ذلك لأن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ، وقبل ذلك قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم : (( ومن يشاقق الرسولَ من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّهِ ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، ليسوا سواءا هذه النسبة كتلك النسبة ؟! لا ، لو أن رجلاً قال : أنا لا أنتسب إلى الإمام فلان ما يكفر ، ولو كفراً لفظياً ، لكن الذي يقول : أنا لا أنتسب إلى السلف الصالح ، هو يكفر ولو كفراً لفظياً ، ذلك لأنه تبرأ ممن قال الله عز وجل فيمن يخالفهم : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، لذلك نحن في الوقت الذي نسعد ونفرح بأناس سواء عندكم أو عندنا ، أو في غير هذه البلاد كلها ، حينما يدعون .