ماذا يفعل المبتلى بالنظر إلى النساء انصحونا جزاكم الله خيرا ؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرًا ، يقول : ماذا يفعل المبتلى بالنظر إلى النساء انصحونا جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : الجواب في هذا ينبغي أن نستنبطه من بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، وكل منهما يلتقي مع قوله -عليه الصلاة والسلام- : ( المجاهد مَن جاهد نفسه لله ، المجاهد من جاهد هواه ) ، في رواية أخرى : ( لله تبارك وتعالى ) ، أما الحديثان اللذان يشملهما جهاد النفس : أولهما قوله -صلى الله عليه وسلم- : ( يا علي النظرة الأولى لك ، والثانية عليك ) ، والحديث الآخر ، وهو في الواقع أسلوب تربوي نبوي قلَّ من يهتم به لمعالجة شهوة النفس التي تظهر بتأكيد البصر ، والجس واللمس ونحو ذلك ، مما يعتبر مِن مقدمات الزنا فقد قال -عليه الصلاة والسلام ، والحديث في اعتقادي معروف لديكم جميعًا ، ولكني أرجو الانتباه إلى ما سيلقى عليكم مِن البيان- ، ذاك الحديث هو قوله عليه الصلاة والسلام_ :
-لو اتبعتم إخواننا هؤلاء ، واستننتم بسنتهم ، لأن الانضمام في المجلس هو من آداب المجالس الشرعية- .
السائل : هل بقي كلام في السؤال السابق حفظك الله ؟!
وصل بنا حديثنا السابق ، جواب عن سؤال السائل عن معالجة من ابتلي بالنظر إلى ما لا يحل له من النساء ، فوصل بي حديثي إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- : ( يا معشر الشباب ، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ، والشاهد من هذا الحديث الصحيح إنما هو قوله -عليه الصلاة والسلام- : ( فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ، فإنه مما لا شك فيه أنه لا يستوي الأعزب غير المتزوج مع المتزوج من حيث أن الأول لا يجد سبيلاً مشروعاً ليُخرج شهوته من صدره ، خلافاً للزوج أو الرجل المتزوج ، فقد جاءت الإشارة في الحديث الصحيح ومعناه : ( أنه إذا وقع بصر أحدنا على امرأة فأعجبته ، فليأت زوجته ، فإن الذي معها مثل الذي معها ) ، هذا علاج الشهوة بالنسبة للرجل المتزوج .
أما الأعزب الذي لا زوجة له ، حديثنا السابق : ( فإنه له وجاء ) وهو من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- يصف العلاج للشباب الذي لا يجد الباءة ، القدرة المالية على الزواج ، فإلى أن يتيسر له ذلك يأمره -عليه الصلاة والسلام- بالصيام ، ومعنى ذلك أنه مَن كان مبتلىً بتوجيه النظر إلى النساء ، فعليه أن يُكثر مِن الصوم بشهادة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الصادقة : بأن الصوم له وجاء .
والوجاء في اللغة هو : بالنسبة للحيوان الذي تدق خصيتاه ، والذي يَحمل صاحبه على ذلك ، هو أن يسمِّنه ، فتذهب قوة شهوته إلى قوة بدنه ، فيكتنز بدنه باللحم والشحم ، ولذلك يدقون خصيتيه فلا يعود بعد ذلك ينزو على أنثاه ، لأنه قد دُقت خصيتاه ، وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- صيام الصائم مِن حيث أن هذا الصيام يقضي على شهوته كدق خصيتي الحيوان ، هذا هو العلاج لكبح جِماح النفس بالنسبة للشباب المتحرِّق والذي غلبته الشبق والشهوة الجنسية ، علاجه إنما هو الصوم .