كيف التوفيق بين حديث صاحب السبتيتين ونهيه عن لبسهما في المقبرة وبين حديث : ( إذا انصرف الناس من دفن الميت فإنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون ) ؟ حفظ
الشيخ : وهنا لا بد من التذكير بشبهةٍ في كثير ما تَعرِض لبعض الناس إلقاؤها حينما يسمعون هذا الحديث الأخير : ( يا صاحب السَّبتِيَتَين اخلع نعليك ) ، يقولون ، ولعل الأصح أن نقول نحنُ : يزعمون بأن هذا الحديث يعارضه ما هو أصحُّ منه ، وهذا صحيح ، أي : أنه أصح ولكن لا تعارض ، ما هو هذا الحديث الأصح الذي يزعم بعضهم أنه يعارض ذاك الحديث الصحيح ؟
هو حديث أنس بن مالك في صحيح البخاري ، الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( إذا انصرف الناس من دفن الميت ، فإنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون ) ، إذن هذا الحديث فيه بيان أنَّ الناس حينما يدفنون أمواتهم ، ويأتون المقابر في نعالهم ، بدليل أنهم حينما ينصرفون : إن ذاك الميت الذي دفنوه آنفاً يسمع قرع نعالهم ، وهم عنه مدبرون .
وجوابنا على هذا الزعم أن هذا الحديث لا شك كما قلنا آنفًا : إنه صحيح بل أصح مِن حديث السَّبتيتين ، ولكن لا تعارض يبنهما إطلاقاً .