ذم الحياء الذي يمنع صاحبه من التفقه في دين الله . حفظ
الشيخ : عائشة رضي الله تعالى عنها
على نساء الأنصار في قولها : ( رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين ) فأولى بالرجال ألا يمنعهم الحياء أن يتفقهوا في الدين، لماذا يستحي الإنسان أن يسأل الشيخ وبخاصة أنني لم أفهم من السؤال أنه سؤال خاص وإنما هو سؤال عام لو كان السؤال سؤالاً خاصاً أولاً للشخص وفيما يتعلق بالأمور الداخلية أو النسائية ثانياً فهنا يأتي أثر السيدة عائشة المذكور آنفاً ( رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياؤهن أن يتفقهن في الدين ) أي : لم يمنعهن حياؤهن هذا الحياء الذي فُطرن عليه أو لعل الأصح والأدق أن نقول الذي كن فطرن عليه لأن اليوم اختلف الجو فمع ذلك مع هذا الحياء ما كان يمنعهن الحياء أن يسألن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عما يخصهن من الأمور الباطنة التي يخجل كما ترون الآن الرجال أن يسألوا مثل تلك الأسئلة، أما نساء الأنصار فكن يجمعن في ذات نفوسهن بين الحياء الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام : ( الحياء من الإيمان ) وفي الحديث الآخر : ( الحياء خير كله ) ومع ذلك فما كان ليمعنهن مثل هذا الحياء أن يسألوا أو أن يسألن عما يتعلق بأمور دينهن ولو كان مما لا يطيب لهن عادة أن يفصحن به وأمام الرجال فأولى وأولى ألا يخجل أي سائل أن يسأل الشيخ سؤالاً ما ولو كان من قبيل ما يستحي النساء عادة ليس الرجال أن يفصحوا بالسؤال عنه هذا أولا .
وثانياً : قد يمكن أن يخجل بعض السائلين أن يتوجهوا بشيء من أسئلتهم أمام بعض الشيوخ الذين لهم مواقف خاصة بالنسبة لتلامذتهم أو مريديهم كما يقولون وحينئذٍ نحن نعتبر مثل هذا الحياء وصمة عار لنا ، لأن هذا المشار إليه والمجهول لديكم ولدينا جميعا والحمد لله فهو يغمز من قناتنا ويريد أن يسوينا مع سائر الشيوخ ولا ينبغي هذا، طيب غيره .
السائل : جزاكم الله خيرا