شرح حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) . حفظ
الشيخ : فهناك حديث أخرجه البخاري ومسلم في * صحيحيهما * عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ) ليس المقصود بهذا الحديث لا يقوم له هذا القيام المعتاد اليوم لأن هذه أيضا مخالفة أخرى للشريعة لكن ليس بحثي في هذا النوع من المخالفة إنما بحثي الآن أن رجلا يجلس في مكان فيدخل داخل قد يكون عالماً قد يكون صالحاً قد يكون حاكماً عادلاً وهو يستحق كل إكرام وكل تعظيم لكن ليس كل إكرام وكل تعظيم يُشرع تحقيقه في الإسلام إنما ما كان إكراماً جائزاً إسلاماً فهذا الذي يستحب لكل مسلم أن يُكرِم به غيره كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المعروف لدى جميع الحاضرين إن شاء الله ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) هذه آداب إسلامية يجب أولاً معرفتها ثم تحقيقها والعمل بها لأن أصل كل عمل إنما هو العلم (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فالذي لا يعلم أنه لا إله إلا الله سيقع في الشرك شاء أم أبى ولذلك العلم يتقدم العمل فمن آداب المجالس ما جاء في حديث ابن عمر المذكور آنفاً ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ) فدخل الداخل وهو يستحق الإكرام فبم يُكرَم ؟ أيقوم الجالس له تعظيما ؟ الجواب : لا لكن لا أريد أيضاً الخوض في هذه الجزئية من المسألة لكن هل يقوم من مجلسه ليفرغ هذا المجلس لذاك الرجل العالم الفاضل الصالح ؟ الجواب : أيضاً لا لهذا الحديث حديث العمري هذا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ) إذن ماذا نفعل ؟ ( توسعوا ) ( تفسحوا وتوسعوا ) وهذا منصوص في القرآن الكريم (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ )) لذلك كان راوي هذا الحديث وهو عبد الله بن عمر إذا قام له الرجل لا يجلس قام من كما يقولون من جونه من وازع من نفسه مش هو أمره بأن يقوم أو أحد من الجالسين قم للشيخ ليجلس في مكانك لا لو قام بوازع من شخصه من ضميره إكراماً لهذا الداخل كان ابن عمر لا يجلس في ذلك المجلس لماذا ؟ لأنه هو الذي سمع الرسول عليه السلام يقول : ( لا يقوم الرجل للرجل من مجلسه ولكن تفسحوا وتوسعوا ) لذلك المسلم هو الذي ينظر في عواقب الأمور " من لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " فإذا كان يرى أن هناك شخصا ينبغي أن يُكرَم بإنزاله في المنزل اللائق به إعمالا لحديث هو مشهور أيضا على ألسنة الناس بل ومروي في * مقدمة صحيح الإمام المسلم * عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنزلوا الناس منازلهم ) إلا أن هذا الحديث من الناحية أو الصناعة الحديثية لا يثبت سنده ولذلك يقال بالتعبير الحديثي رُوِي عن رسول الله أنه قال : ( أنزلوا الناس منازلهم ) لأنه لم يصح إسناده وكثير من الأحاديث التي تُنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي من حيث الصناعة الحديثية لا تصح قد يكون الكثير منها معناها مقبول وصحيح وهذا منه الشيء الكثير كمثل مثلاً بعض اللوحات تزين بها الجدران مثل " رأس الحكمة مخافة الله " هذا يروى حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه من الحكمة بمكان فهل يجوز أن يُنسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام كل قول فيه حِكمة فيه عبرة فيه موعظة ؟ الجواب لا ذلك .