بيان مكانة السنة من الكتاب، وبيان أهمية دراستها ومنزلتها. حفظ
الشيخ : ما يجب عليه من العلم العيني فحينئذ سوف يسألون عن مسائل تعرض بالآخرين ولا يجدون لهم من يجيبهم من أهل العلم لأنهم ما توسعوا في دراسة العلم إذ الأمر كذلك فوجب على طائفة من المسلمين أن يتوسعوا في معرفة العلم حتى يكونوا مهيئين للإجابة عن كل ما يتوجه إليهم من الأسئلة التي تعرض لبعض الأفراد من الأمة إذن بعد أن عرفنا أن العلم قسمين فرض عين وفرض كفاية فما هو هذا العلم الذي يجب على الوجهين وعلى النوعين المذكورين هذا هو الذي لا يشك فيه مسلم عارف بالكتاب وبالسنة أنه ليس إلا ما جاء في هذين المصدرين من الكتاب ومن السنة وأكرر السنة الصحيحة لأن هناك أحاديث كثيرة مع الأسف هي غير صحيحة عند أهل العلم بنقل الأحاديث وبيان صحيحها وضعيفها ومع ذلك فهي منتشرة ليس فقط على ألسنة بعض الخطباء والوعاظ والمرشدين بل وهي مسطورة في كثير من الكتب المتداولة حتى اليوم بين أيدي طلاب العلم بل وعلمائهم ولذلك فالعالم حقا لا يكون إلا إذا استقى علمه من الكتاب والسنة وبالقيد السابق ذكره السنة الصحيحة أما أن العلم ليس إلا الكتاب والسنة فذلك لأن الناس كانوا كما نعلم جميعا وهذه من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة كما يقول الفقهاء كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء ولستم بحاجة إلى أن نذكركم ببعض تلك الجاهلية ثم بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مبشرا ونذيرا ومعلما ومربيا بماذا بعثه بهذين المصدرين بالكتاب والسنة كما قال (( وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا )) (( ما آتاكم الرسول فخذوه )) سواء كان كتابا أو كان سنة لأن الله عز وجل يقول (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم )) تحكيم الرسول عليه السلام في الخلافات التي كانت تنشأ أحيانا بين بعض المسلمين هو بيان للقرآن الكريم وهذا منصوص في نفس القرآن الكريم وذلك قول رب العالمين تبارك وتعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( وأنزلنا إليك الذكر )) أي القرآن الكريم بدليل قوله عز وجل في الآية الأخرى (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) (( وأنزلنا إليك الذكر )) أي القرآن المحفوظ لتبين للناس ما نزل إليهم فهذه الآية نص صريح على أن الله عز وجل حينما أنزل كتابه الكريم على قلب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم كلفه أن يتولى بيانه للناس أجمعين إذن في هذه الآية شيئان اثنان وأرجو الانتباه لهذا الأول فيه مبين وفيه مبين أو في هذه الآية شيء مبين وشيء آخر مبين لهذا المبين (( وأنزلنا إليك الذكر )) هو المبين (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) هو الرسول هو المبين بماذا كان يبين وهذه مسألة أيضا يجب الانتباه لها بيانه عليه الصلاة والسلام ينقسم إلى ثلاثة أنواع تارة يكون بيانه بقوله عليه الصلاة والسلام وهو الحديث وتارة يكون بفعله وتارة أخرى وأخيرة يكون بتقريره يرى شيئا فيقره ولا ينكره فهذين النوعين الأخيرين البيان بالفعل وبالتقرير هو السنة أما قوله عليه السلام فهو الحديث فالسنة حينما تطلق أعم دلالة من الحديث السنة تشمل القول والفعل والتقرير وإن كان بعض العلماء يطلقون الحديث أحيانا على ما يطلقون السنة عليه أي كما أن السنة تطلق على قوله وعلى فعله وعلى تقريره كذلك أيضا أحيانا يطلقون لفظة الحديث على قوله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره إذا كان الله عز وجل أنزل القرآن على نبيه ليتولى بيانه فإذن لا يستطيع مسلم أن يكون مسلما حقا إلا بأن يعض على هذين الأصلين الذي فهمناه آنفا من هذه الآية الكريمة القرآن المبين والسنة المبينة هذان المصدران هما أساس الإسلام باتفاق جميع علماء المسلمين لكن هذه السنة أؤكد وألح في التأكيد قد دخل فيها ما لم يكن منها لا قولا ولا فعلا ولا تقريرا ولذلك فيجب على طلاب العلم أن ينتبهوا لهذه الحقيقة إذا ما رجعوا إلى التمسك بالكتاب والسنة وهذا هو الواجب فيجب أيضا أن يلاحظوا معنا أن في السنة ما لا يجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك فقوله عليه الصلاة والسلام جاء قوله عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) عرفنا الآن ما هي السنة ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) أي يجب أن لا يتفرقا أي يجب على المكلفين أن لا يفرقوا بين الكتاب والسنة أن لا يفرقوا بين الله ورسوله لأن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما وصف بحق في القرآن الكريم (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))