ما هي نصيحة الشيخ للإخوة السلفين من الواجب عليهم في أخلاقهم ودعوتهم الخلق للحق ؟ حفظ
الشيخ : ربنا عز وجل يقول (( إنا أعطيناك الكوثر )) عفوا يقول : (( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق ، وتواصوا بالصبر )) تواصوا بالحق : الحق هو ما جاءت به الشريعة ، وتواصوا بالصبر : الصبر على القيام بأحكام الشريعة ، ومما يلزمنا نحن معشر أهل السنة والمنتمين إلى السلف الصالح رضي الله عنهم يلزمنا كل اللزوم أن نتذكر هذا الذي هو من شيمة ومن طبيعة الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنهم يتواصون بالحق ويتواصون بالصبر ، فمن الحق أننا نحن معشر أهل السنة كما قلنا أنه يلزمنا أن نتخلق بالأخلاق الإسلامية وهي بلا شك كثيرة وكثيرة جدا لا مجال الآن للخوض فيها تفصيلا ، إنما أريد أن أذكّر بخصلة واحدة وهي أن لا يغلب علينا الجدل، والجدل خاصة بجهل ولا أقول بالباطل لأني لا أعتقد إن شاء الله أن فينا من يجادل بالباطل وهو يعلم أنه مبطل ولكن فينا من يجادل بغير علم ، هذه حقيقة قد يشعر بمرارتها بعض منا أو كثير منا أو أحدنا لكنها هي الحقيقة ، عندنا في كثير من الأحيان يجادل بعضنا بعضا لا أقول بالباطل وهو يعلم أنه باطل ، ولكن أقول جازما إن كثيرا منا يجادل بعضنا بعضا بالجهل وهو لا يعلم ، فكثير من إخواننا الناشئين والمنتمين إلى الدعوة السلفية من قرب وهم لمّا يتعلموا بعد شيئا من ضروريات العلم والفقه والحديث يأخذ فينصب نفسه مجادلا وهو يجادل بغير علم ، وهذا ليس من طبيعة المسلمين فضلا عن أن يكون من طبيعة خاصة المسلمين ألا وهم أهل السنة الذين ينتمون إلى اتباع الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، والأخرى من التواصي، التواصي بالصبر ، فعلينا نحن أن نصبر على دعوتنا ، وذلك يستلزم أمورا شتى ، أولها : أن نحمل أنفسنا على العمل بأحكام شريعتنا على ضوء مذهبنا من الكتاب والسنة وأن لا نتأثر بالجماهير من الناس الذين يعيشون على قيل وقال وكثرة السؤال ، فإذا رأينا الناس وقد خالفوا الحق الذي ندين الله به صبرنا وعملنا بهذا الحق ولم نبال بالناس جميعا الشيء الآخر أننا بسبب ثباتنا على هذا الحق الذي هدانا إليه ربنا عز وجل ، سنجد معارضات كثيرة وكثيرة جدا من الأبعدين ومن الأقربين على سواء لا فرق ، سنجد معارضات من آبائنا ومن أمهاتنا ومن أعمامنا وأخوالنا وو إلى آخره ، فلا ينبغي أن يصدنا ذلك عن التمسك وعن البقاء على هذا الحق ، لكن مقابل هذا يجب أن يكون أسلوبنا مع هؤلاء المعارضين والمخالفين لنا في دعوتهم إلى ما نحن عليه أن يكون كما قال ربنا عز وجل في محكم كتابه (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) أعود فأصحح (( وجادلهم بالتي هي أحسن )) فعلينا إن جادلنا أن نجادل بخصلتين اثنتين : أن نجادل بعلم وليس بجهل ، وأن نجادل مقرونا بالعلم بالحكمة والموعظة الحسنة والسلام عليكم
السائل : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم