ما الحل الذي ترونه تجاه هذه المشكلة وهي أن التأصيل السائد في مسائل التكفير يتبناه المخالفون لمنهج السلف الصالح وقد كان لهذا أثر سيء على الشباب السلفي ؟ حفظ
الشيخ : تفضل
السائل : شيخنا الفاضل بارك الله فيكم على ما قدمتم قد أخبرتمونا عما ينبغي على الشباب السلفي خاصة من التمسك بهذه العصمة وأنه ما كان ما ينبغي أن يكونوا عليه كذلك من دور في تعلم السنة والتمسك بها وتبليغ الناس إياها لكن هنا إشكال يرد عند الإخوة السلفيين خاصة في هذا العصر المتأخر وهو أن قضايا التكفير هذه اللي ذكرتم أنها هي الآن تدور لا ينبغي الانشغال بها أنها الآن تؤصل تأصيلا جديدا وحديثا ويقوم على هذا الأمر أناس يحملون يعني شهادات شرعية وأنهم ... كلمتهم تكون مسموعة في هذا الزمان وقد واجهنا كثير من هذه الإشكالات خاصة في المدينة المنورة كذلك في السعودية بشكل عام حتى هنا أن سحبت أرجل كثير من الإخوة السلفيين وانجرت خلف هذه الإشكالات والسبب في ذلك أن هذا التأصيل الذي قام به أناس يزعمون السلفية أو أنهم يعني يتمثلون بالسلفية ومنهج العصمة هذا ولكن كون أن هناك لم يقم أمام مثل هذه مثل هؤلاء الأشخاص من هم جهابذة من مثل مشايخ الدعوة السلفية أو طلاب العلم ليقوموا ويؤصلوا هم بأنفسهم منهج السلف في هذا الباب جعل مثل هؤلاء يتكلمون وجعل كثير من الشباب السلفي ينجرف خلفهم خاصة أنها تعتبر حديث الساعة في هذا الزمان والشباب بعاطفتهم انجرفوا خلف هذه المسميات ما هو الحل إذا كان هناك مثلا طلاب العلم السلفية ومشايخ السلفية قد يعني لم يقفوا أمام هؤلاء بتأصيل هذه المسائل وتركنا التأصيل لأولئك القوم فكيف الحل إذن ؟
الشيخ : العلم ليس عندنا وسيلة إلا العلم إنما العلم بالتعلم .
السائل : لكن تأصيل هذه المسألة من قبل المشايخ السلفيين يعني هناك كتب هناك كتب كثيرة صنفت من قبل أولئك مثلا الذين يتبنون هذه الأفكار وكتب مجلدات أحيانا وأحيانا على شكل رسائل صغيرة .
الشيخ : مجلدتنا في نفي عذاب القبر .
السائل : نعم مثلا يعني مثل هذا الرجل الآن يتكلم في غيره بابه ولكن أولئك يتكلمون وأحيانا يحرفون النصوص الشرعية ويتعمدون هذا التحريف للوصول إلى للوصول بالناس لمنهج معين يريدونه فمثل هذا التحريف أقصد لم يكن هناك من طلاب العلم السلفية ولا من مشايخ السلفية الذين نعرفهم ليؤصلوا المنهج السلفي الصحيح في هذا الباب وبالتالي تبقى المسألة مفتوحة لا زالت كما ذكرتم يعني هذه الكتب تخرج بالكوم الآن يعني على مثلا دور النشر والشباب كثيرا انجرفت أرجلهم في هذا الباب ولا نجد لهم يعني من يعيدهم إلى الجادة .
الشيخ : والله يا أخي هذا سؤال لا يمكن الجواب هذا مثله مثل مريض كاد أن يشرف على الموت ما هي الحيلة لإنقاذه ؟ أنت تعرف قول الرسول عليه السلام : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) الأمر خرج الآن من أيدي العلماء على قلتهم في العالم الإسلامي كله خرج من أيديهم فلم يبق إلا الكلمة الطيبة يلقيها العالم بها على قلة هؤلاء العلماء وبمناسبات محدودة جدا جدا لذلك السؤال الذي أنت تسأله ما هو الحل ؟ ليس له حل إلا أن نذكر بمثل قوله تبارك وتعالى
أولا : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ))
ثانيا قوله تعالى : (( اتقوا الله ما استطعتم )) وبمعناه الحديث المعروف من قوله عليه السلام : ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) فأنا أضرب لك مثلا أنا شخص يطلب مني الكتابة في الموضوع الفلاني والموضوع الفلاني والموضوع لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنا مثلا الجانب الأكبر في علمي في خدمة السنة هذا هو الجانب الأكبر ما أخدم مثلا علم التفسير إلا بمقدار ما يتعلق بالسنة إلى آخره يجب أن يكون هناك أناس آخرون مثلي إذا ما قلت بالألوف على أقل بالمئات يخدمون نفس الخدمة ومئات إن لم أقل بالألوف يخدمون تفسير القرآن يخدمون الفقه والفقه الذي يسمى اليوم بالفقه المقارن إلى آخره إذا لم يكن مثل هؤلاء إذا لم يكن لهم وجود كيف يطالب شخص أو خمسة أو عشرة في هذا الخضم الكبير من العالم الإسلامي بحل مشكلة حلت في الزمن الحاضر الآن وبين من كانوا ينتمون كما أشرت آنفا إلى السلف الصالح لكن أنا أريد وتذكرت الآن إذا تتذكرون معي سبحان الله إذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه لما قسمت الناس إلى طلاب علم وعامة وقلنا واجب طلاب العلم إنه يعرفوا الحق بدليله من الكتاب والسنة أما عامة الناس قلنا هذا يعني له بحث خاص الآن شوف جاءت مناسبته
أنا بقول الآن عامة الناس الذين أنت تشير إليه وانجرفوا مع تيار أولئك إلى آخره هؤلاء في الحقيقة المشكلة عويصة جدا بسبب تراكم الجهل على المسلمين طيلة هذه القرون الطويلة أنا أفترض إنه يكون فيه هناك وعي عام في العالم الإسلامي كله يشترك فيه الخاصة والعامة العالم وطالب العلم وما سواه من المسلمين هذا الوعي العام مفقود تماما بين عامة المسلمين أريد أن أصل من هذه المقدمة الوجيزة إلى الحقيقة التالية
كثير من مسلمين يحارون بين عالم وطالب علم وطويلب بيقول واحد من هؤلاء الناس يا أخي والله احترنا هذا العالم بيقول المسألة الفلانية حرام هذا طالب العلم بيقول مكروه هذاك الثالث بيقول إيش ؟ جائز ضيعتونا أنا بقول هذا لو كان عنده وعي ما بيضيع لكن فقدان هذا الوعي العام هو اللي بيوصل لهذه الحيرة السبيل لدفع مثل هذه الحيرة في هذا المثال المصغر إنه هذا المحتار كيف يقابل بين عالم وما أقول بقى بين عالم وطالب علم إنما بين عالم وطويلب كيف ينصب هذا تجاه هذا ما في عنده إدراك ما في عنده عقل إنه هذا رجل عالم فاضل قضى عشرات السنين في العلم فهل يقاس عليه طويلب ينبغي أنه ما يكون مثل هذه المقابلة إطلاقا في ذهن أي مسلم ولو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب بالكاد يعرف يصلي المفروض من الصلوات عليه نرتقي - وعليكم السلام - نرتقي قليلا من مقابلة طويلب لعالم إلى طالب العلم يا أخي كمان حرام عليكم تقابلوا العالم بطالب العلم تقعوا في حيرة إي هذا العالم عم يقول كذا وفلان طالب العلم عم يقول كذا ما لازم يكون كمان هذه الحيرة وين تجي الحيرة ؟ مع ذلك لو فيه وعي وثقافة عامة أيضا ستزول الحيرة قد تكون الحيرة مقبولة نوعا ما إذا نفس عالمين شرقي غربي بلد واحد بلاد مختلفة مش مهم اختلفوا في مسألة هذا واقع هذا واقع وهذا لا يمكن الخلاص منه إطلاقا وكما قال تعالى : (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) لكن هل ينبغي على كافة المسلمين أن يظلوا في حيرة بين هدولي العالمين كمان أنا أظن أنه سوف لو أعمل ثقافته ووعيه إن كان عنده شيء منهما سوف تزول الحيرة كيف ؟ لا بد أن أحد لا بد مش ممكن تكون تجد عالمين متساويين في كل جانب من جوانب العلم من جوانب السن من جوانب الصلاح من جوانب كونه من علماء الرسوم كما يقول الغزالي رحمه الله كونه مثلا غير موظف لدى حاكم متجبر متسلط لا يمكن إنه يستوي عالمين اختلفا في مسألة كل هذه الخصال لو وجد مثل هذا بيكون هذا الإنسان معذور في حيرته مع ذلك هذه الحيرة ستزول بحديث واحد وهو قوله عليه السلام : ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ) لكن مع ذلك ستجد أحد العالمين يتميز عن الآخر بخصلة أو بأخرى لكن هات الشعب هات الأمة اللي بيناقش مسائل الخلاف بمثل هذا الميزان الدقيق أنا بعذرهم ليه ؟ نفس أهل العلم الموجودين اليوم على وجه الأرض وقبل اليوم بسنين طويلة ما ثقفوا الشعب ما ثقفوا الأمة هذه الثقافة الوعي العامة حتى يتمكن المسلم الأمي الذي لا يفقه شيئا من العلم إلا ما يقدمه إليه العالم فقدم إليه عالمان مسألة اختلفا فيها فيحار لكن هذه الحيرة تزول بمثل هذه المقايسات لو كانت هذه المقايسات مطروحة على الأمة كلها وأصبحت تقليدا عند الناس وأصبحت عادة حينئذ ستجد الشعب مرتاح مطمئن لا يحتار بينما اليوم تجد المثال السابق طويلب يعاند شيخ عالم فاضل احترنا ضيعتونا إي حق لهم أن يضيعوا لماذا ؟ لأنه الموازين التي يقيسون بها موازين ليست هي القسطاس المستقيم
فالآن أنت سؤالك بارك الله فيك أنا أعتقد أنه ليس من السهولة الإجابة عليه في هذا الزمان لأن أهل العلم كما أشرنا في الحديث السابق يعني قليلون وقليلون جدا يضاف إلى ذلك مصيبة كبرى أصبح المسلمون اليوم يشعرون بحقيقة تفرح حقيقة وهي أنه يوجد الآن ما يسمى بالصحوة الإسلامية أنا أقول هذه الصحوة أولا في أولها يعني مثل النايم اللي استيقظ لسه ما تمالك رجله تماما وما فاء إلى نفسه كما ينبغي فهو في أولها وهب أنه صحا تماما لكن هذه الصحوة لن تبدل شيئا من أخلاق هذا المجتمع أخلاق المجتمع لا يزال كما ورثناها من آبائنا وأجدادنا هل كان آباؤنا وأجدادنا عندهم صحوة علمية ؟ ما في شيء من ذلك أبدا لكن جاءت الصحوة بفضل الله عز وجل والأصل منذ نحو خمسين سنة تقريبا لكن بهذه الخمسين سنة ما تغير شيء من أخلاق المجتمع الإسلامي وهذه مصيبة كبرى ولذلك قد تجد فعلا رجل سلفي في صلاته في عبادته في عقيدته لكن أخلاقه ليست سلفية ليه ؟ لأنه هو ناشئ جديد على الدعوة هذه وتربى عليها علما لكنه ما تربى عليها سلوكا وخلقا ولريثما تثمر هذه الصحوة ثمرتها المطلوبة في العالم الإسلامي ويتخلق هذا العالم الإسلامي بالأخلاق التي تقدمها هذه الصحوة العلمية هذا في الحقيقة يحتاج إلى زمن كثير وكثير جدا
أنا لا أستبعد الآن أنه يكون ناس يدعون السلفية وهم بحق سلفيون لكن ليسوا سلفيون في الأخلاق وهذا أعني مثلا أنه هو سلفي ليش ؟ الجو ساعده على ذلك لكنه هو يريد الظهور يريد أن يصبح رأسا إي هذه الإرادة .