هل يمكن أن نقارن بين أحد من العلماء المعاصرين مع بعض أئمة المذاهب المعتبرة ؟ حفظ
السائل : هذا متصور لعله يكون متصور في علماء لو كانوا مثلا على قيد الحياة لكن لو جاء نقارن مثلا بين أحد العلماء المعاصرين مع مثلا بعض أئمة المذاهب فهذا قد يكون مثلا ضابط إنه النظر في المستويات لأهل العلم وكذا قد يكون فيه يعني شيء من عدم الموازنة كونه مثلا رجل انسان يريد أن يرجع إلى الإمام الشافعي أو الإمام أحمد مثل هؤلاء .
الشيخ : بلى .
السائل : مع عالم معاصر فكيف يكون تطبيق هذا المثال على هذه الحالة .
الشيخ : هذا يمكن تطبيقه أولا : إذا كانت الأئمة الأربعة اختلفوا في المسألة أو اتفقوا المسألة تختلف تماما إذا كان الأئمة الأربعة اختلفوا ليس من الشرع بل ولا من العقل أن يقال إنه قول الإمام الشافعي خير من هذا الإمام المعاصر قد يقال عنه إنه إمام ليه ؟ لأن هذا إذا كان فعلا عالما فهذا اطلع على قول الإمام الشافعي وبقية الأقوال الأخرى وعمل مراجحة بينها سواء من الناحية الحديثية صحيح ضعيف حسن إلى آخره أو من الناحية الفقهية عام وخاص مطلق مقيد ناسخ ومنسوخ إلى آخره عمل مراجحة بين هذه الأقوال وأخذ القول الأقرب إلى الصحة وإلى الصواب .
السائل : هنا يكون متبع .
الشيخ : آه .
السائل : هنا يكن متبع في هذه الحالة .
الشيخ : من الذي يكون ؟
السائل : الذي يفعل هذا يراجح بين الأقوال والأدلة .
الشيخ : لا هذا العالم أنا أتكلم عن العالم الذي يتبعه المتبع
السائل : نعم
الشيخ : أنا بتكلم عن العالم الذي يتبعه المتبع أما إذا كانت المسألة متفق عليها بين العلماء الأربعة وكان هناك قول آخر لعلماء مثلا غير مشهورين عند جماهير المسلمين كالإمام الأوزاعي مثلا الذي كان بزمانه إمام أهل الشام وسفيان الثوري اللي كان بزمن يعني أبي حنيفة وأمثاله جاء من بعد منو بقليل والأئمة والحمد لله عبد الله بن مبارك كثر وكثر جدا لكن ما كتب لهم أن يكون لهم أتباع وأنصار كما قدر للأئمة الأربعة هنا أيضا يظهر إذا كان السائل يعرف قيمة هذا العالم في العصر الحاضر هل هو وصل علمه إلى أن يدرك أيضا أقوال الأئمة الآخرين ويشوف مثلا خالفوا الأئمة الأربعة وإلا وافقوا ؟ وأقرب لك مثلا أو أقرب المسألة بمثل الأئمة الأربعة متفقون على أنه الطلاق بلفظ الثلاث ثلاث إذا قال الرجل لزوجته طلقتك ثلاثا أو أنت طالق ثلاثا فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فيه هناك علماء قدامى كابن عباس وغيره وتبناه فتواه بعض العلماء المتأخرين الذين اطلعوا على المذاهب الأربعة وعلى قولهم الموافق لقول عمر في زمانه كابن تيمية وابن حزم وابن القيم وما شابه ذلك فإذا كان هذا العالم المعاصر عنده أيضا عند السائل عنده من ... والاطلاع والعلم أنه اطلع على أقوال الأئمة الأربعة ومن قبله ومن بعده إلى آخره واختار قول يخالف قول الأئمة الأربعة وذكر الدليل في ذلك هنا لا يرد ما قلته آنفا بالنسبة إنه كل إمام من الأئمة نحن نشهد بهذا أعلم من أي إمام في آخر الزمان بلا شك لكن نحن نقول شيئا وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها هم كانوا بلا شك أعلم وأتقى ممن يأتي من بعدهم لكن الذين جاءوا من بعدهم بسبب أنهم جمعوا علومهم صاروا أعلم من كل واحد منهم لكن ليس بفضله وإنما بفضلهم هم إي هذا يساعد هذا العالم في العصر الحاضر أنه ما يأخذ بكلام الإمام الشافعي أو غيره من الأئمة الأربعة حتى لو اتفقوا إذا كان هناك له سلف تقدم على هؤلاء الأئمة الأربعة كما ضربنا مثلا بالطلاق فأخذ به والدليل معه في * صحيح مسلم * وما شابه ذلك يعني الموضوع ليس من السهولة بحيث إنه يمكن لإنسان أن يعطي جوابا حاسما بالنسبة لكل فرد من الأفراد لأنه هذا يختلف من شخص إلى آخر لكن الميزان الضابطة هو كما ذكرت آنفا ولا بد من ذلك أبدا لكن إنسان لا يعرف الشيخ فلان في العصر الحاضر لكن يعرف الشيخ الشافعي أو الإمام أبو حنيفة أو إلى آخره
نحن نقول له اتبع الإمام الذي أنت تعرفه حتى أنا قلت وإخوانا الذين يحضرون مجالسنا أنا أقول خلاف ما يشاع عن السلفيين بلغ أنا أعتقد إنه كل من يريد أن يطلب العلم في البلاد الإسلامية لا بد له من أن يدرس الفقه على مذهب من المذاهب الأربعة إلا لو كان في مجتمع يشبه المجتمع الأول المجتمع السلفي هذا أي إن ذاك المجتمع لا يفتي إلا بالكتاب والسنة هذا ما نقول له لا بد أن تقرأ المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي أو الحنبلي لكن هذا لا وجود له في هذا الزمان حتى في أقرب البلاد إلى الدعوة السلفية الغالب عليها المذهبية
فأنا أقول الذي يريد أن يتفقه إذا لم يكن له ذلك الجو السلفي فعليه أن يتفقه بمذهب من المذاهب لكن بشرط أنه إذا تبين له الحق في المذهب الآخر أن يتبعه ولا يقول أنا مذهبي شافعي .