قد يشكل على البعض فيظن أن الكفر العملي ما يمس العمل فقط والكفر الاعتقادي ما يمس الاعتقد فقط , فيقول مثلاً الاستهزاء بالدين ودوس المصحف هو كفر عملي فقط , فحبذا لو يقال أن الكفر الاعتقادي قد يكون فيه عمل؟ حفظ
الطالب : أنه إذا قيل: كفر عملي طبعاً هذا اصطلاح اصطلحه العلماء ، قد يتبادر إلى الذهن هو ما ارتبط بالعمل فقط، فيكون عندهم أن الكفر الاعتقادي هو ما يمس الاعتقاد فقط ، والكفر العملي هو مس العمل ، وبالتالي ترد هنا شبهة أن ترك الصلاة عمل إذا هو ليس اعتقاد أن الاستهزاء بالدين عمل إذن ليس اعتقاد أن دوس المصحف عمل ليس باعتقاد ، فأقول حبذا لو يقال هذا مجرد اصطلاح، والكفر الاعتقادي قد يكون فيه عمل أيضاً!
الشيخ : ثلاثة عشر شوف الحديث نفسه ، نعم .
الطالب : أقول فلو يعني تضاف الكلمة هذه : أن الكفر الاعتقادي قد يكون عمل هو عمل بذاته ولعل الأخ كان يقصد هذا الكلام ما أدري هذا التعبير!
الشيخ : شوف يا أستاذ !
الطالب : أكمل يا شيخ ؟
الشيخ : تفضل .
الطالب : فعندما يظن البعض أن الكفر الاعتقادي هو ما كان في القلب فقط ولا علاقة له بالعمل هنا يرد الإشكال .
الشيخ : هذا ما أحد يقول به .
الطالب : فكما تقول أنت يا شيخ وأنا أنقل قول من يقول وليس قولي.
الشيخ : نعم.
الطالب : فكما تقول أنت يا شيخ : لا يمكن أن يتصور إنسان يدوس المصحف بقدمه أنه كما ذكر الأخ مثال آخر لذلك ، لا يمكن أن يكون قلبه ذرة من إيمان ، هناك من يقول : لا يتصور مؤمن لا يسجد لله سجدة واحدة ثم يقال عنه مؤمن ، يوردون نفس الإيراد يقولون فهل يخطر في بالك أنه ليس كفراً اعتقادياً ؟
الشيخ : لا يستويان مثلاً ، لكن على كل حال أنا أجيبك عن سؤالك : نحن حينما نتكلم عن هذه القضية نقول : كل كفر اعتقادي فهو كفر عملي ، وليس العكس ، ليس كل كفر عملي هو كفر اعتقادي ، واضح هذا الجواب ؟ يطمئن ؟
الطالب : يطمئن نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : هذا الكلام لا يذكر دائماً مثل المرة هذه فيورد الإشكال عند بعض الناس .
الشيخ : لا يذكر دائماً هذا ممكن أن يكون كذلك ، لأن نحن ما نذكر المسألة نعمل عليها محاضرة ولكن واحد يسأل سؤال فنجيبه ، أما الإحاطة بالموضوع من كل جانب فهذا يتطلب تحرير المسألة وجمع الفكر والبحث فيه، لكن الذي نحن نعتقده في قرارة قلوبنا : كل كفر اعقادي يقترن به الكفر العملي ، وليس كل كفر عملي يقترن به الكفر الاعتقادي ، ولذلك أتيت للأخ بالمنافق العملي والمنافق الاعتقادي ، فالمنافق الاعتقادي يُظهر الصلاة والصيام وإلى آخره ، لكن قد أضمروا الكفر ، بينما المسلم يصلي ويصوم لكنه يكذب ، يعد ولا يفي ، يخون إذا اؤتمن وما شابه ذلك ، فهذا إذا كان عمله خلاف اعقاده كان عمله عمل الكفار، لكن عقيدته ليست عقيدة الكفار، واضح ؟
السائل : المشايخ الذين هنا يقولون : ( من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة ) فهل تتصور أن رجلاً لا يصلي صلاة قط يقول لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه ؟ يعني ممكن يتصور حالة واحد يقول كذا ولا يصلي ثم يكون.
الشيخ : معليش ، هذا الذي قال فيه الرسول مخلصاً من قلبه دخل الجنة ابتداءً أم انتهاءً ؟
يعني دخل الجنة دون أن يمسه نصب من العذاب ؟!
الطالب : ما في تحديد من الحديث .
الشيخ : ما في تحديد لكن نسأل إيش معناه يعني مثلاً ؟
الطالب : قصدك أنت دخل الجنة دون عذاب دون أن يعني يمسه شيء من النار ؟
الشيخ : أيوا يعني من اتصف بهذه الصفة دخل الجنة كما يقال اليوم ترانزيت ، لكن من كان إخلاصه في هذه الكلمة الطيبة مناصفة أو مرابعة أو أو إلى آخره كما جاء في الحديث الذي كنا في صدده في قلبه ذرة من الإيمان، هل هذا الذي أراده الرسول في حديث مخلصاً من قلبه ، لا هذا في آخر نهاية الإخلاص.
الطالب : طيب ما الذي حملك على هذا الحمل ؟ أنت قلت من قال مخلصاً من قلبه دخل الجنة يعني مباشرة ؟
الشيخ : طبعاً .
الطالب : طيب هاي يعني مباشرة ما الذي حملنا على ترجيح أحد الاحتمالين؟
الشيخ : هو الأحاديث الأخرى.
الطالب : خلص فهمت النقطة.