بيان حكم المعانقة عند كل لقاء؟ حفظ
الشيخ : أقول بعد الحمد لله ، كنت قديماً أتحرج من التعانق: الأخ مع أخيه في كل لقاء يلقى أحدهما الآخر ، وكنت مع ذلك أستثني التعانق بعد سفر، لأن هذا السفر ثبت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( أنهم كانوا إذا تلاقوا بعد سفر تعانقوا ).
ثم تفضل الله عز وجل علي فأوقفني على حديث زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي التيهان في نخله، ولكنه عليه السلام حينما استأذن في الدخول استقبلته زوجته فسأل عن زوجها فقالت: إنه ذهب يستقي وقريباً يعود، فلما عاد استقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعانقه، فتوسعنا بسبب هذا الحديث في التسامح بالمعانقة ولو لم يكن بعد سفر ، لكن مع ذلك لا أزال أرى أن الأصل هو المصافحة فقط عند التلاقي، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التعانق كل ما لقي أصحابه من جهة والحض عفواً .
الطالب : المصافحة .
الشيخ : ثبتت المصافحة كلما لقي عليه السلام أحداً من أصحابه كما قال -أشك الآن- هو أبو ذر أو أمامة ( ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وصافحنا ) ما لقينا إلا وصافحنا ، فنستطيع أن نقول بناء على هذا التعبير الجامع ( ما لقينا إلا وصافحنا ) نستطيع أن نقول أن المصافحة سنة مؤكدة لأنه استمر عليها ، ما لقينا إلا وصافحنا هذا فعله، وهناك قوله عليه الصلاة والسلام المعلوم إن شاء الله لديكم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجر في الخريف ) إذن فالأصل عند تلاقي المسلمين أن يصافح بعضهم بعضاً، وليس أن يعانق بعضهم بعضاً ، لكن على سبيل الندرة لا بأس من المعانقة استنباطاً لها من حديث أبي التيهان، هذا ما توصل إليه عملي ونسأل الله عز وجل أن يزيدنا وإياكم علمًا.
السائل : كيف معنى المعانقة ؟ التزام يعني ولا كيف معنى المعانقة ؟
الشيخ : هو هذا.