مناقشة في حكم لعن الكافر . حفظ
السائل : هي قريبة للمناقشة إن شاء الله ، السؤال : كنت سألتك من أسبوعين أو ثلاث تقريباً عن موضوع اللعن لعن المسلم يعينه ، فأجبتني أنت قلت لي : إذا كان المسلم الظالم يجوز لعنه بعينه فالكافر من باب أولى وكنت سألتك بالتحديد عن لعن الكافر بعينه ، استفسرت أيضاً كما علمتمونا أنتم نأخذ منكم ومن غيركم ، سألت أحد طلبة العلم من طلابكم عن هذا الموضوع فأجابني قال لي : إن اللعن يقسم إلى قسمين :
لعن أكبر بمعنى الطرد من رحمة الله تبارك وتعالى ، ولعن لا يُقصد به الطرد إنما يقصد به التوبيخ والتقريع لهذا المرتكب لهذا الخطأ الشنيع كمثل ذاك الصحابي الذي لعنه.
فكأنما كما أذكر أنك يومها أنكرت عليّ هذا التقسيم قلت لي : أنت إذا أردت أن تلعن هذا أو هذا ماذا تقول ؟ قلت لك : أقول : لعنك الله ، للمخاطب ، فقلت لي : ما دام أن الكلمة واحدة إذن واحد ، فما رأيك يا شيخنا أو شو وجهة نظركم حول يعني الكلام المعارض لكلامكم بارك الله فيكم ؟
الشيخ : ما في معارضة .
السائل : يعني أنت تؤيد مثل هذا التقسيم ؟
الشيخ : لا ما بأيد ، لكن ما في تعارض ، يعني : التعارض يكون فيما إذا قلت: يجوز لعن الظالم وهو يقول : لا يجوز ، ويكون التعارض إذا قال: هو لا تتلكم بلفظة اللعن ، وأنا أقول : تكلم بلفظة اللعن.
أما اللعن بمعنى ولعن بمعنى آخر هذا أولاً : ليس في ملك الإنسان .
ثانياً : حينما أنا احتججت على الجواز لعلك تذكر قصة ذلك الجار الذي ظلم جاره ، وشكاه إلى النبي صلى الله عليه وآله سلم ، فأمره بأن يجعل متاع داره على قارعة الطرق ففعل ، فكان الناس يمرون به ما لك يا فلان ؟ جاري ظلمني ، قاتله الله ، لعنه الله !
السائل : وهو مسلم ؟
الشيخ : وهو مسلم وأكثر من مسلم !
السائل : صحابي .
الشيخ : صحابي ، فالرجل كان يسمعها بأذنه حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت وكان ذلك سبب توبته ، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقول له : ( يا رسول الله مُر جاري يأن يعيد متاعه إلى داره فقد لعنني الناس ، فقال عليه السلام : لقد لعنك مَن في السماء قبل أن يلعنك مَن في الأرض ) فهذا التقسيم الذي أنت قلته آنفاً أيضاً يطبق على أهل السماء ؟
هذا كلام لا يقال .
السائل : هم يحتجوا شيخنا أن هذا الصحابي !
الشيخ : دعني وهم ، افهم ما أقول تستريح :
هل هذا التقسيم الذي قيل آنفاً أيضاً يقال عن أهل السماء الذين كانوا يلعنون هذا الظالم ؟ فكر ؟
السائل : والله إذا أردت أن أجيب جواب فأنا أقول: إن هذا الرجل الذي هو الصحابي كما أسلفتم ما أظن أن الملائكة تلعنه بمعنى الطرد من رحمة رب العالمين .
الشيخ : ولا ؟
السائل : إنما هي قد تلعنه !
الشيخ : ولا بمعنى إيش ؟
السائل : بمعنى الزجر والنكير على فعله .
الشيخ : في باللغة اللعن بمعنى الزجر دون اللعن ، أنت الظاهر أخشى ما أخشاه أن تكون فهمت شيئًا خلاف ما أراد صاحبك الذي أنت تشير إليه ، كلمة اللعن كلمة عامة، وتفسيرها هو : الطرد من رحمة الله ، لكن الطرد من رحمة الله لها درجات ، فقد يكون طرد من رحمة الله بحيث أنه لا يدخل الجنة أبد الآبدين ودهر الداهرين ، وقد يكون الطرد من رحمة الله أن لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين وقد وقد لا يدخل الجنة حتى يدخل النار ويحترق ويصير حمماً سوداً ، وقد ينجو بشفاعة أو بوسيلة أو ما شابه ذلك ، لكن هذا كله لعن وطرد من رحمة الله ، لكن رحمة الله على خلاف ما قال ذلك الصوفي قول عن البوصيري ، شو قال: " لعل رحمة ربي حين يقسمها *** تأتي على قدر العصيان في القسم " ، فهمته هذا البيت ؟ يمكن لعلك أول مرة بتسمعه ، لعل !
السائل : مسجد الشيخ الألباني نفسه ، طيب هاي الشيخ الألباني نفسه موجود ، هذا شيخنا لحظة بدو الشيخ الألباني نفسه ، حصل الشيخ الألباني في البيت ما وجده فجاء إلى تلميذ الشيخ ، الآن رجع للشيخ نفسه .
الشيخ : بارك الله فيك.