ما قولكم فيمن يقول إن نار جهنم موجودة على الأرض ؟ حفظ
السائل : من قال من العلماء إن نار جهنم موجودة في هذه الأرض التي نعيش عليها وجعلها من متعلقات الإيمان ، لأن ظواهر النصوص القرآنية والحديثية تدل على ذلك كقوله تعالى : (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) وقوله : (( لا تفتح لهم أبواب السماء )) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض السفلى ) أقرأ السؤال ؟
الشيخ : أنا فهمت السؤال بس شو الآية التي قرأت أخيرا التي يستدلون بها على أن جهنم في الأرض ؟
السائل : نعم ذكروا آيتين ، قوله تعالى : (( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين )) وقوله تعالى : (( لا تفتح لهم أبواب السماء )) نعم والحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض السفلى ) .
الشيخ : نعم ، طيب أعيدوه إلى الأرض السفلى يعني جهنم ؟
السائل : إلى الأرض السفلى المقصود بها هذه الأرض يعني أرض الدنيا .
الشيخ : معليش ، ما أجبتني .
السائل : نعم إلى جهنم .
الشيخ : يعني الروح يعاد بها إلى جهنم ؟
السائل : نعم ...
الشيخ : خذ وأعطي معي بارك الله فيك ، أنا فهمت الاستدلال ، الحديث نصه مرة أخرى ؟
السائل : ( اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض السفلى ) .
الشيخ : فعبدي هنا المقصود به هو من كان في قيد الحياة ثم مات أم ماذا المقصود به ؟
السائل : ما في شك أنه بعد الموت .
الشيخ : يعني أنه مات ودفن ، أليس هذا هو المقصود ؟
السائل : بلى .
الشيخ : طيب فالمسلم إذا مات وكان من أهل الاستقامة فهل هو في الجنة ؟ وإذا كان فاسقا أو كافرا هل هو في النار ؟ أم هو يعذب في القبر بما يأتيه من لهيبها ودخانها ونارها ؟
السائل : الثاني .
الشيخ : طيب ، فإذا الحديث ليس له علاقة بجهنم التي سيصير إليها الفساق أو الكفار .
السائل : والآية ؟
الشيخ : معليش هل انتهينا من الحديث ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب الآية ما في الآية شيء مما يحتجون به إطلاقا إلا لو كانت الآية مفسرة فيالسنة ، وقد حاولوا أن يفسروها بهذا الحديث ، وهذا الحديث لا يتعرض أبدا لكون جهنم في الأرض السفلى ، لأنه هو يتحدث عن روح الأشقياء أي نعم ، فالآيات أو الآيتين اللتان ذكرتهما ليس فيهما أي إشعار أبدا بأن جهنم هي في الأرض ولو أنها الأرض السابعة ، ثم نحن لابد أن نستحضر بعض النصوص التي تقول : (( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار )) فهذه الأرض التي ذكرت في هذا الحديث مهما أرادوا بها فهي ستتبدل ، طيب فإذا كيف يستدل بذلك على أنها مقر جهنم ؟ ثم الأرضين السبع التي جاء ذكرها في الأحاديث الصحيحة فهي كما قال : ( ومن الأرض مثلهن ) يعني بعضها فوق بعض ، فهي في اعتقادي ذرة من جهنم (( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد )) فالأرض في الحدود المعروفة اليوم جغرافيا والمعروف بالنسبة للسنة أو للشريعة أنها طبقات بعضها فوق بعض ، نظريا لا يمكن أن تكون هي مقر جهنم ، فإذا أضفنا هذه إلى الحقيقة السابقة (( يوم تبدل الأرض غير الأرض )) لا يمكن أن تكون الأرض هي مقر جهنم ، ولذلك نخرج بنتيجة وهي أنه ليس فقط لا يجب اعتقاد هذه العقيدة بل لا يجوز اعتقادها لأنها غير قائمة على دليل شرعي ملزم ولو بحديث صحيح آحادي ، واضح ؟
السائل : واضح ، طيب ومن جعلها من متعلقات الإيمان بناء على ظواهر الآيات ؟ .