الكلام على أن المتأخرين لم يجتهد الكثير منهم في تمييز الصحيح من الضعيف حفظ
الشيخ : وهنا أقف معكم قليلاً : كان المفروض أن يكون المشتغلون بتمييز الصحيح من الضعيف من هؤلاء المتأخرين أكثر إنتاجاً وإثماراً من المتقدمين، ذلك لأن همة المتقدمين حتى الذين ميزوا الصحيح من الضعيف كالإمامين المذكورين كانت متوجهةً لهذا الجمع الذي لا سبيل إليه إلا بطريق الرواية وبطريق الإسناد كما هو معلوم أن يقول أحدهم حدثني فلان قال حدثني فلان
وأما المتأخرون فقد كفاهم الله تبارك وتعالى أن يفرغوا وأن يشغلوا وقتهم بجمع الحديث من صدور الرجال فقد جمعت هذه الأحاديث من أولئك الأئمة كالإمام أحمد في ذلك الكتاب العظيم كما ذكرنا فلم يبق لهؤلاء المتأخرين إلا أن يتوجهوا إلى هذه الكتب ويعملوا فيها علمهم ووقتهم تمييزاً وتحقيقاً فصلاً للصحيح عن الضعيف أن يوضع كل منهما في كتاب ولكن مع الأسف إن أكثر المتأخرين لم يتوجهوا لمثل هذا الواجب أقول هذا واجب بلا شك لأن الغاية من جمع الحديث هو معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان من الواقع وهو أمر يجب أن نعترف به لأنه أمر واقع ما له من دافع أنه دخل في حديث الرسول عليه السلام ما ليس منه فبدهي جداً أن يكون تمييز الصحيح من كلام الرسول عليه السلام عما لم يصح عنه فرض الواجب على جماعة من علماء المسلمين بحيث يسهل - يرحمك الله - يسهل على كل طالب علم أن يعرف الصحيح من الضعيف كان هذا هو الواجب ولكن لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى مضى على المسلمين أكثر من عشرة قرون وهم لم يفعلوا شيئاً يذكر تجاه القيام بهذا الواجب واجب التمييز بين صحيح الحديث وضعيف الحديث ، وكان من آثار ذلك أنه كلما تأخر الزمن كلما انتشرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة مختلطة بالأحاديث الصحيحة والثابتة ثم يكون عاقبة ذلك أن تضيع الأحاديث الصحيحة والحسنة في غمرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيعيش المسلمون في جهل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام باختلاط الحابل بالنابل كما يقال
لم يقم جماهير هؤلاء المحدثين المتأخرين بهذا الواجب إلا قليلاً منهم وكان من هذا القليل مؤلفنا الإمام النووي لهذا الكتاب الذي رأينا أن نقرأه عليكم ألا وهو كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
وأما المتأخرون فقد كفاهم الله تبارك وتعالى أن يفرغوا وأن يشغلوا وقتهم بجمع الحديث من صدور الرجال فقد جمعت هذه الأحاديث من أولئك الأئمة كالإمام أحمد في ذلك الكتاب العظيم كما ذكرنا فلم يبق لهؤلاء المتأخرين إلا أن يتوجهوا إلى هذه الكتب ويعملوا فيها علمهم ووقتهم تمييزاً وتحقيقاً فصلاً للصحيح عن الضعيف أن يوضع كل منهما في كتاب ولكن مع الأسف إن أكثر المتأخرين لم يتوجهوا لمثل هذا الواجب أقول هذا واجب بلا شك لأن الغاية من جمع الحديث هو معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان من الواقع وهو أمر يجب أن نعترف به لأنه أمر واقع ما له من دافع أنه دخل في حديث الرسول عليه السلام ما ليس منه فبدهي جداً أن يكون تمييز الصحيح من كلام الرسول عليه السلام عما لم يصح عنه فرض الواجب على جماعة من علماء المسلمين بحيث يسهل - يرحمك الله - يسهل على كل طالب علم أن يعرف الصحيح من الضعيف كان هذا هو الواجب ولكن لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى مضى على المسلمين أكثر من عشرة قرون وهم لم يفعلوا شيئاً يذكر تجاه القيام بهذا الواجب واجب التمييز بين صحيح الحديث وضعيف الحديث ، وكان من آثار ذلك أنه كلما تأخر الزمن كلما انتشرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة مختلطة بالأحاديث الصحيحة والثابتة ثم يكون عاقبة ذلك أن تضيع الأحاديث الصحيحة والحسنة في غمرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيعيش المسلمون في جهل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام باختلاط الحابل بالنابل كما يقال
لم يقم جماهير هؤلاء المحدثين المتأخرين بهذا الواجب إلا قليلاً منهم وكان من هذا القليل مؤلفنا الإمام النووي لهذا الكتاب الذي رأينا أن نقرأه عليكم ألا وهو كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين