بيان سبب وجود أحاديث ضعيفة في رياض الصالحين . حفظ
الشيخ : ولكن للسبب الذي ذكرته وهو انصراف جماهير المتأخرين من المحدثين عن التحقيق إلى مجرد الجمع لم ينضج هذا العلم النضج الذي يستحقه أعني بهذا حقيقة فطرية طبيعية وهي أن كل علم إذا ما بدئ به يكون غير ناضج وغير تام وكلما مضى عليه الزمن كلما تم نضجه واستقام أمره
فإذا ما وجدنا الآن مثل الإمام النووي كما ستسمعون يصرح أنه ألف هذا الكتاب وجمعه من الأحاديث الصحيحة ، إذا رأينا فيه بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي لا تدخل في الغاية التي رمى إليها والمقصد الذي قصد إليه، فيأتي الاستغراب من بعض الطلاب كيف يكون هذا وهو إنما قصد في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة ؟
الجواب : الجواب هو مما أشرت إليه أن العلماء لم يستمروا بحثاً في الأحاديث الصحيحة وتحقيقاً حتى يأخذ هذا العلم مستواه الذي يليق به وإنما كان في كل عصر وفي كل قرن ولا أقول وفي كل مصر كان يوجد الواحد والاثنان والثلاثة ممن توجهوا لهذه التصفية للأحاديث الصحيحة وتمييزها من الأحاديث الضعيفة
لهذا لا غرابة أن يمر بنا بعض الأحاديث الضعيفة وهي في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي الذي قصد فيها الأحاديث الصحيحة.