الحث على الاتباع وترك التقليد حفظ
الشيخ : كنت مغمض هيك الإمام قال بس ، يا ترى قول هذا الإمام أصح أم قول الإمام الشافعي ؟ ما أدري ، لكن الآن علمت ودريت فأنا أعتقد أن وضعي الآن خير من سابق الزمان ولكن بعض الناس لا يكاد أن يستلزم من مثل هذا التبصر في الدين المأمورين به في القرآن الكريم أن فيه غمزاً للأئمة ... أبداً هذا وهم أنصح الشباب المسلم أن يطهر نفسه منه لأن أي مسلم خاصة هذا المسلم الذي يتبصر في الدين هو يعرف قدر أئمة المسلمين أكثر من مقلديهم هذه حقيقة أنا أعرف يوم كنت حنفياً لا أعرف علم الشافعي ومالك وأحمد ، لكن يوم اقتديت بقول الإمام كأصل من أصوله " إذا صح الحديث فهو مذهبي " عرفت أن عند الأئمة الآخرين علماً لا يقل عن علم الإمام الذي قلدته لا لشيء إلا لأن أبي وجدي كان حنفيا فإذن من أين جاء وهم أن معنى هذا إيجاد مذهب خامس
ثم يا أخي هل أنت تملك أن لا يوجد مذهب خامس مثلاً يعني إذا كان إيجاد مذهب خامس هو ضلال وقد سمعت قريباً وبعيداً قول الرسول عليه السلام أن الأمة الإسلامية ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة ، فقولك أنه حيوجد مذهب خامس يا أخي موجود مذهب خمسين فخايف يعني يصير واحد وخمسين أو أكثر أو أقل أنت لا تخشى الزيادة أن تسمى مذهب جديد بقدر ما ينبغي عليك أن تخشى أن تنحرف عن اتباع الكتاب والسنة الذي هو موضع اتفاق بين جميع الأئمة ، ليس هناك موضع اتفاق بين الأئمة يجب أن تكون حنفياً يجب أن تكون شافعياً مالكياً أو حنبلياً قبل ... الوارد بل هذا مما نهوا عنه وقالوا : خذوا من حيث أخذنا
كل ما في الأمر وهذا شيء ندين الله به إما أن تستطيع أن تكون تابعاً غير مقلد تمشي على غير بصيرة ، إما أن تستطيع أن تمشي على بصيرة في دينك وذلك بأن تعرف مبدئياً ولو مسألة واحدة ودليلها ثم مع الزمن القريب أو البعيد تعرف مسألة أخرى بدليلها وهكذا تزداد بصيرة مع الأيام
إما أن تستطيع أن تكون كما قال تعالى لنبيه : (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) إما أن تستطيع أن تكون من أتباع الرسول عليه السلام وذلك أن تكون على بصيرة من دينك فالحمد لله ، وإن قلت لا تستطيع فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، فلا خوف على أي مسلم ينتقل من المرتبة الدنيا ألا وهو التقليد الأعمى إلى مرتبة تليها وهي اتباع العالم بمعرفة دليله ثم مرتبة أخرى أن تبحث أنت مثقف عندك علم باللغة العربية وآدابها عندك شيء من علم الحديث ومصطلحه عندك شيء من الفقه وأصوله تبحث بقدر ما أوتيت وفي النهاية ستصل إلى أن تقول قولاً سبقت إليه شئت أم أبيت رغم أنفك لأنه لا مجال للزيادة في الأقوال الآن والآراء ، قد قيل أكثر مما يلزم فسوف لا تستطيع كما يشهد به الواقع أن تأتي بقول جديد
فأنت حينما تجتهد أصبت أو أخطأت وأعني بالاجتهاد ولا يسبق إلى البال ما لا أقصد الاجتهاد الجزئي ، مهما اجتهدت ومهما قلت وتبنيت من قول فأنت مسبوق إليه ولو كان عندنا مجال لطلبنا من كل واحد منكم أن يأتي برأي جديد في الأحكام العملية وفي العبادات وفي الأذكار والعقائد قد قال بها بعض المتأخرين ممن يتبنون مذهب السلف الصالح وأنا أعني ما أقول يتبنون مذهب السلف الصالح سوف لا يجد أحداً يقول إلا بما قد قيل سابقاً ورجح هذا القول لأدلة ظهرت له ، أقول ممن يتبنون مذهب السلف الصالح لأننا في هذا العصر بلينا بفتاوى تخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة سلفاً وخلفاً هؤلاء نحن مع الأسف لا نقيم لعلمهم وزناً لأنهم لم يجروا في علمهم على أصول علم أنفسهم ولاعلى الكتاب والسنة ولو بأصول من عندهم .