لماذا لم تكن الأحاديث القدسية قرآناً يتلى , وهل هي كثيرة ؟ حفظ
الشيخ : والإعجاز الذي يعني اتصف به القرآن الكريم وهذا السؤال يشبه ما لو قال قائل لماذا لم يجعل الأحاديث النبوية العادية قرآن يتلى فنقول : هذا لحكمة والحكمة هنا واضحة أكثر من الحكمة في عدم جعله الأحاديث القدسية من القرآن الكريم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -
السائل : ...
الشيخ : الأحاديث القدسية لا فرق بينها وبين الأحاديث النبوية من هذه الحيثية ، هناك في الأحاديث القدسية الصحيح والحسن والضعيف والموضوع تماماً يعني كما هو الشأن في الأحاديث النبوية ، من ذلك مثلاً حديث مشهور مع الأسف يقولون بأن الرسول عليه السلام قال قال الله تعالى : ( من توضأ ولم يصل فقد جفاني ) أو لعل هناك قبل هذه الجملة إي ( من توضأ ولم يصل فقد جفاني ومن صلى ولم يدعني فقد جفاني ومن كذا ثم قال : ولست برب جاف ) هذا حديث موضوع ، ذكره الإمام الصاغاني في رسالته اللطيفة في الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها ، الأحاديث القدسية
السائل : كثيرة ؟
الشيخ : لا ما هي كثيرة يعني يمكن حصرها في المئات إي نعم ، يوجد منها أحاديث أوردها الإمام البخاري في آخر كتابه الصحيح في كتاب التوحيد وهو آخر كتب صحيح البخاري فهناك يذكر أحاديث تتعلق بالكلام الإلهي فبهذه المناسبة يورد بعض الأحاديث الصحيحة من هذه الأحاديث القدسية وهناك كتاب اسمه مشارق الأنوار عقد باباً خاصاً للأحاديث الصحيحة من القدسية وهذا الكتاب خاص فيما كان في الصحيحين إما على اتفاقهما على الحديث أو على افتراقهما فذكر في آخر الكتاب فصلاً في الأحاديث القدسية فيسهل هناك كل حديث قدسي مما في الصحيحين أو في أحدهما لكن العلماء في الواقع لهم عناية خاصة في تتبع الأحاديث القدسية وقد صنفها بعضهم في كتاب
فمن ذلك : الأحاديث القدسية للحافظ السندي وهي رسالة مطبوعة ، * سلسلة الأحاديث القدسية * كذلك الشيخ عبد الرؤوف المناوي له كتاب في *الأحاديث القدسية* مطبوع في بعض الطبعات على هامش كتاب الجامع الصغير لأن هذه الأحاديث القدسية رتبوها أيضاً على الحروف الهجائية ولكن فرق كبير بين الباب الذي أشرت إليه مما جاء في * مشارق الأنوار * وبين هذه الرسائل التي ألفت في الأحاديث القدسية من جهة أن هؤلاء المؤلفين لم يظهروا أية عناية في تمييز الصحيح من الضعيف من هذه الأحاديث القدسية بينما الباب الذي أشرت إليه في كتاب مشارق الأنوار هو مستقى من الصحيحين فيكون كله صحيحاً