ما حكم الدخول في الجيش والشرطة للملتزمين مع تحمل المفاسد المتعلقة بذلك؟ حفظ
السائل : سؤال كنت أنا سألته في أول مقدمي يعني وهو بالنسبة لدخول الجيش والشرطة ؟
الشيخ : دخول إيش ؟
السائل : الجيش والشرطة
الشيخ : أي نعم
السائل : فهو تباحثت يعني مع بعض الناس فأورد علي المسألة التي يقولها الجميع وهو أن الفتيا تكون المفروض تكون مطابقة للواقع يعني نجد حلاً عملياً فيقول مثلاً لو فرضنا أن نهينا عن دخول الجيش والشرطة عامة فخرج المصلحون وخرج الذين يبغون الجهاد ونحو ذلك وهجمت علينا إسرائيل أو أي دولة أخرى يعني ترى كيف يكون الحل؟ يعني هذا يتردد كثيراً فأنا أحببت أني أنا يعني آخذ الجواب يكون فيه علاج للواقع ؟
الشيخ : ما في إشكال العلاج للواقع، البحث هل يعالج بمعصية الله أم بطاعته؟ لا اختلاف بين اثنين أنه يجب معالجة الواقع لكن الخلاف أن يجوز معالجة الواقع بمخالفة الشرع ؟ وبعبارة أخرى: هل في الشرع ما يُعرف عند الأوروبيين عملاً وربما أيضاً كلاماً " الغاية تبرر الوسيلة " هل في الشرع مثل هذا ؟ طبعاً لا ، لا يوجد في الإسلام
... من الواقع أن الفتاة بل والفتى ... بسبب الاختلاط بين الجنسين في تلقي دروس الطبابة فما هو حل المشكلة ؟ يأتي الشبهة على نحو ما ذكرت إذا زيد من الناس المتحمس لدينه منع زوجته وعمرو من الناس منع أخته والثالث منع بنته إلى آخره من الذي سيتقدم للقيام بحل هذه المشكلة أو بعبارة أخرى فقهية للقيام بهذا الفرض الكفائي ؟
نقول لا خوف عليكم لا تتصوروا أن كل المسلمين المسلمين والملتزمين سيكونون على هذا الرأي فستجد هناك أشخاص كثيرين يقولون هذا تجمد وهذا تشدد وإذا نحن ما قدمنا نساءنا وأخواتنا وبناتنا حيتولى الأمر الفاسقات من النساء ، أنا أقول فليكن الأمر كذلك لأن الشرع الذي يحرم الاختلاط بين النساء والرجال لا يحرم اختلاط النساء الملتزمات بالمسلمات اللاتي يعصين الله في بعض المسائل ومنها هذه القضية بمعنى : إذا صار عندنا متخرجات في الطب من اللاتي أفتين بجواز الاختلاط لتحقيق الفرض الكفائي هذا تخرج عندنا عشرات بل مئات الطبيبات هؤلاء الطبيبات هم سيقومون بتعليم بناتنا ونسائنا اللي نحن نغار عليهن ولا نسمع لهن بأن يتعلمن الطب في هذا المجتمع المختلط ، نفس الكلام أحوله إلى نفس السؤال السابق إذا نحن الملتزمين بأحكام الشريعة بدقة امتنعنا من الدخول في هذه المجتمعات بحجة من الشرع واضحة لكن ليس كل المسلمين سيتبنون هذه الفكرة بل ستجد أكثر المفتيين بقول لك معليش والضرورات تبيح المحظورات وإلى آخره فسيتقدم وهذا هو الواقع الأكثر من المسلمين لتحقيق هذا الفرض الكفائي وحينئذٍ تزول المشكلة التي صورت كما لو أن المجتمع الإسلامي كله تبنى هذا الرأي وأصبح الجيش كله غير مسلم هذا كله خيال في خيال ولذلك نحن نقول في خاتمة الجواب : (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) فإذا نحن تمسكنا بعقيدتنا هذه فليس معنى ذلك أنه الآخرين أيضاً سيفعلون ذلك لكن نحن ننصح أن الغاية لا تبرر الوسيلة وأن دفع المفسدة قبل جلب المصلحة وما أظن أحد يخالف كقواعد فقهية معروفة يخالف فيها أبداً لولا غض النظر عن هذه المفاسد وتوهم أنه لا قوة للمجتمع الإسلامي إلا بالتعلم بهذه الطرق المخالفة للشريعة هذا جوابي
السائل : نعم لكن يعني أنا أنقل عن الآخرين
الشيخ : أنا عارف، وناقل الكفر ليس بكافر وناقل الخطأ ليس بمخطئ نعم
السائل : نعم هو يقول يعني يقول مثلاً أنا لو سرحت، الواقع يقول أن الجيش بوجود الإخوة الملتزمين فيه تحسن كثيراً جداً يعني أصبح الصلاة في الجيش ونحو ذلك منتشرة متفشية بدليل أن ...
وكذلك بالنسبة للشرطة يعني عدد المصلين أصبحوا كثرة كاثرة ...
خروج هؤلاء الناس من الي هم الأعضاء الصالحين من الشرطة ومن الجيش نعم سيدخله مسلمين لكن فسقة ، فيرجى أن هؤلاء يظلون في مواقعهم يخدمون المسلمين الي هم لا يصار الى الهدف بتاعهم إلا بوجود أمثالهم فيقولون إنه المفسدة المتحققة ما هي؟ حلقة اللحية مثلاً في حالة الطوارئ أحياناً يسلطونهم على المسلمين يقبضون عليهم يقولون ما فيش أكثر من هذا، ننظر للفائدة التي تعود على المجتمع المسلم
الشيخ : ما في أكثر من هذا ؟
السائل : نعم
الشيخ : ما في منعهم من الصلاة في أوقاتها
السائل : الآن يعني
الشيخ : بل قد يحولون بينه وبين الصلاة مطلقاً
السائل : يعني هم يقولون الواقع الآن أصبحت يسيرة مش زي الأول
الشيخ : لا ، عفواً نحن هلأ ... بوضوح ، هذا الواقع الذي يقترح الدخول فيه قبل أن يعتدل هذا الاعتدال الذي أنت تلمح إليه
السائل : أي نعم
الشيخ : هذا الواقع كيف كان ؟ فقط المسألة موقوفة على حلق اللحية ؟ لا المسألة أكثر من ذلك بلا شك فكثير من الناس يشكون أنهم تفوتهم الصلاة لماذا؟ لأن الوقت الذي حدد لهم مثلاً على التمرن لا يسمح لهم بأن يؤدوا الصلاة في وقتها حتى صلاة الفجر أحياناً إلى آخره ، بس أنا على كل حال لا أخرج على كلامي السابق إلا بشيء من التوضيح ، هؤلاء الإخوة الذين يدخلون هذا المجتمع افترضهم مئة افترضهم ألف هل نتصور العصمة لهؤلاء إذا ما دخلوا هذا المجتمع وفيه تعرضهم لكثير من المخالفات التي ألمحنا إلى بعضها آنفاً هل هذا العدد سواء كان عشرة أو مئة لأنه فرضي يخرجون كلهم سالمين من هذا المجتمع ؟
السائل : لا
الشيخ : فإذن هذا الذي أنا أدندن حوله ، أنا أضن بولدي أن أدخله في هذا المجتمع ما دام أنه قائم على مخالفة الشريعة ولا أنظر إلى الخاتمة التي أنت تفترضها الآن لأني أقول هذه الخاتمة قد تقم على أكتاف غير ابني، ابني أنا لا أريد أن أعرضه لمثل هذه المفسدة كذلك بنتي لا أريد أن أعرضها لاجتماع مختلط في كليات الطبابة بحجة أنه لازم يكون في عندنا طبيبات مسلمات ، فليقم بهذا غيري ممن يتساهل أو يتسامح أو يجتهد اجتهاداً خطأً
إذن هذه الثمرة التي أنت الآن تشير إليها أنه تغير الوضع نحن ما ننكر أنه تغير الوضع ، نحن نقول مثلاً حينما نعالج بعض القضايا ولنكن واقعيين جماعة التبليغ مثلاً اليوم حينما نقول : يا أخي أنتم ماشين على طريق هذا خلاف ما طريق الرسول وخلاف ما تعلنون بين يدي محاضرتكم بعبارة صارت كأنها آية أنزلت بدل خطبة الحاجة إن الحمد لله نحمده ونستعينه إلى آخره بيقولوا عبارة من حافظها
الطالب : إن فلاحنا ونجاحنا
الشيخ : إن فلاحنا ونجاحنا إيش؟ على
الطالب : باتباع ...
الشيخ : باتباع ، وين هذا الاتباع وينه ما هو إلا دعوى إيش بيكون الرد ؟ يا شيخ أنت كأنك مانك عايش معنا كم وكم من ناس كانوا تاركين للصلاة صاروا يصلوا كم وكم من شاربي الخمر تركوا كم وكم ؟ أنا أعرف هذه الحقائق لكن نحن جاوبنا أكبر صوفي دجال على وجه الأرض يدعي ربما وحدة الوجود تجد الناس البسطاء الملتفين حوله متعبدين صالحين كانوا يفترون كانوا لا يصلون صاروا إيش ؟ يصلون هذا نحن نشاهده لكن هل ننصح بأنه أولادنا وأفلاذ أكبادنا إنه يروحوا يترددوا على هذه الجماعات لأنه في ناس كانوا فساقاً فصاروا صالحين ، لا هذا ينطبق عليه تماماً قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفي رواية ( إن الله لينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ) الآن جماعة التبليغ هاي كليشتهم الفلاح والنجاح باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح لكنهم يخالفون السنة عقيدة وسلوكا وعبادة لأنهم لا يدرسون السنة ، لكن في فائدة من جماعة التبليغ هذا لا يمكن أن ينكره أحد أبداً ، هل هذه الفائدة تبرر لهم استمرارهم على انحرافهم عن السنة ، طبعاً الجواب سيكون لا ، هذا على الأقل في فهمنا نحن ، فهم الآخرين ، لا ما دام في فائدة نحن ماضين على هذا السبيل وهكذا الجواب بالنسبة لمثل هذه القضايا تماماً ، ما دام في فائدة من دخول أفراد من ... المسلمين في أي مجتمع من هذه المجتمعات فإذن خليهم يدخلوا هذا معناه: فلنفادي نحن ببعض الأشخاص منا في سبيل تحقيق هذه الغاية ، لكن هذه الغاية يمكن تحقيقها بالسلوك على طريق الله ورسوله لكنكم قوم يستعجلون بيقولوا كيف هدولي عندهم نظم وعندهم أسلحة وإلى آخره كيف نتعلم استعمال هذه الأسلحة إذا نحن ما دخلنا ؟
الآن أنتم ترون قصة تعتبر الحقيقة جواباً عملياً، الآن الأفغانيون صمدوا أمام الروس اللي هي من أقوى الدول القائمة اليوم ، هل تظنون إنه الأفغان كشعب كانوا متمرنين على الأسلحة ؟ أبداً لكن ربنا عز وجل إذا عباده أخلصوا له في اتباع شريعته وهذا من معاني قوله تعالى : (( ولينصرن الله من ينصره )) فنحن ما نريد أن نتخذ وسائل منحرفة عن الشريعة باسم الانتصار للشريعة وكما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
هذا نهاية ما عندي من الجواب ونسأل الله أن يهدي المسلمين جميعاً لاتباع السبيل الأقوم