كيف نوفق بين كون الشر مخلوقا من الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( والشر ليس إليك ) ؟ حفظ
السائل : سؤال ثاني يختص بالقدر
الشيخ : بإيش ؟
السائل : بالقدر
الشيخ : القدر
السائل : القضاء والقدر
الشيخ : نعم
السائل : موضوع طويل وتقريباً معظمنا مش فاهمه ... الشر ليس من الله سبحانه وتعالى علماً بأن كل شيء مخلوق لله فهذا الخير مخلوق الخير مخلوق لله والشر مخلوق بحكم ... وإلا لا ؟
الشيخ : لا أحد يقول الشر ليس من الله ولا يوجد نص في الكتاب ولا في السنة أن الشر ليس من الله وإنما في السنة: ( والشر ليس إليك ) لأن الشر له تعلقات تعلق بالخالق وتعلق بالمخلوق فما يتعلق بالمخلوق مما هو شر محض فهو شر لا شك ولا إشكال فيه أما ما يتعلق بالخالق الرحمن تبارك وتعالى فهو لا يُنسب إليه الشر، لأنه ما هو شر منا ليس شراً منه لأنه هذا الشر لا ينسب إليه لأنه ما فرضه على إنسان مطلقاً وإنما قال: (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) ثم وَضع كل شيء في محله هو الحكمة وربنا عز وجل حينما يقدر على إنسان شراً وعلى آخر خيراً هذا التقدير مقرون بحكم الواقع بالعدل والحكمة لأن الله عز وجل متصف بكل صفات الكمال فالشر إذن لا تنسبه إلى الله لأنه لا ينسب إليه كما قال في الحديث : ( والشر ليس إليك ) لكن لما يصدر من إنسان فهو شر حقيقة
أحياناً ما يكون شراً أحياناً إذا صدر الشر من إنسان مع ذلك لا يكون شراً لأنه قد يكون إما أن يكون جاهلاً وإما أن يكون مجتهداً فبالرغم من أنه في الحالة الثانية وقع في الشر لكن وقع في الأجر حيث له أجر حينما يجتهد الإنسان فيخطئ فله أجر، حتى الشر المتعلق نسبته بالإنسان لا يكون دائماً شراً محضاً وضح لك هذا ؟
السائل : ... يعني الحقيقة أنه أكثر من أربع خمس مرات ...
الشيخ : طيب الآن في شيء عندك وإلا انتهى
السائل : بما أن الإنسان عمل العمل شر مثلاً لنفرض واحد أخطأ خطأ يتعلق بالشرع هذا صار بالنسبة له شر ، شره أنه هو ... فهل هذا الشر اللي هو قاده إلى الإثم، مخلوق هذا الشر طبعاً مخلوق لله
الشيخ : ... نعم
السائل : مش هيك
الشيخ : نعم
السائل : مخلوق لله
الشيخ : نعم
السائل : ولكنه هو كان يملك الاختيار
الشيخ : أي نعم
السائل : مش هيك ؟ على أن لا يعصي هذا هو اللي قاده إلى... ؟ اختياره يعني ؟ اختياره اللي قاده إلى الاثم
الشيخ : لا شك ، أنا أضرب لك مثلاً : رجل تزوج فرزق ولداً وآخر زنا فرزق ولداً العملية واحدة لكن شو الفرق ؟ الطاعة والمعصية هذا هو هذا مقدر وهذا مقدر هذا مراد لله وهذا مراد لله لكن الله عز وجل بين للناس طريق الخير وطريق الشر وأطلق لهم حرية التصرف وهذا ما يسمى عند بعض العلماء بالجزء الاختياري، فمن هنا يعني تأتي المؤاخذة وإلا العملية واحدة ، هذا قضى شهوته وهذا قضى شهوته ، هذا رزق ولداً وهذا رزق ولداً لكن الأول أطاع والآخر عصى فتختلف النتيجة من ثواب ومن عقاب نعم .