ما رأيك فيمن يقول بأن حديث الآحاد يقبل ما لم يخالف قاعدة ثابتة بالقرآن أو بإجماع المسلمين ؟ حفظ
السائل : قلت لنا قبل المحاضرة ... بمبدأ عدم الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة هذا ما إذا تعارض مع قاعدة ثابتة ثبتت بالقرآن أو بإجماع المسلمين وكان مثال على ذلك مثلاً في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكان أخذ بهذا المبدأ الشيخ محمد عبده في تفسيره ... ؟
الشيخ : حديث الآحاد سواء كان غير مخالف للقاعدة أو مطابق للقاعدة أو على الأقل لا مخالف ولا مطابق وإنما هو يحمل في طواياه أمراً جديداً ، حديث الآحاد لا يؤخذ به عند الذين أشرنا إليهم مطلقاً، لا يشترط في ترك الأخذ به أن يكون مخالفاً للقاعدة، والحديث الذي أشار إليه الأخ السائل ألا وهو حديث سحر الرسول ليس له علاقة بالعقيدة، لأن هذا خبر عن أمر واقع أن الرسول سُحر والبحث في الواقع في حديث سحر الرسول يحتاج إلى جلسة خاصة ولذلك فأنا أعطيكم خلاصة رأيي، ترى ، لا أقول سُحر الآن من باب التوضيح ، ترى مرض الرسول عليه السلام مرضاً عجز بسببه عن مقاربته لنسائه أم لا ؟ هذه قضية تاريخية ليس لها علاقة بأخبار الغيب بما كان أو سيكون فلا يصلح حديث السحر مثالاً لبحثي السابق أن حديث الآحاد لا يؤخذ به عند من قال بذلك فهذا خبر يتعلق بحياة الرسول عليه السلام وبسيرته ، مرض الرسول عليه السلام أم لم يمرض؟ نحن نقول مرض لأنه بشر ولأنه يمكن أن يجري عليه ما يجري على كل بشر إلا شيء واحد وهو أنه لا يمكن يخطئ في التبليغ ولا يمكن أن تأتيه منيته قبل أن يبلغ رسالة ربه وهذا معنى قول الله عز وجل (( والله يعصمك من الناس )) أي من أن يقتلوك قبل تبليغ الرسالة وليس معنى الآية يعصمك من الناس فلا يؤذونك ولا يضربونك ولا يشتمونك ولا يسحرونك ليس هذا هو المقصود إطلاقاً كيف وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نحن معاشر الأنبياء أشد ابتلاءً الأمثل فالأمثل )
السائل : جزاكم الله خيراً .