بيان أن السلف الصالح فهموا من آية : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) أن الدين كامل لا قابل للزيادة حفظ
الشيخ : قد عرف هذه الحقيقة سلفنا الصالح هذه الحقيقة التي لا مجال للتقرب إلى الله بما حدث من العبادات والأوراد والأذكار من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجد الآثار الكثيرة في أقوال هذا السلف كلها تدندن حول هذا المعنى أن الدين كامل فلا يقبل الزيادة من ذلك مثلاً ما قاله مالك رحمه الله بمناسبة الآية السابقة : " من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم خان الرسالة اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) قال : موضحاً ومبيناً فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "
بماذا صلح به أولها؟ بالاتباع وليس بالابتداع ولذلك فهذا هو المنهج الذي ينبغي على المسلمين جميعاً أن ينهجوه في تقربهم وتعبدهم لله عز وجل إنما هو في حدود ما جاء في الكتاب وما جاء في السنة لأن مالكاً يصرح في هذا بقوله : " فما لم يكن يومئذٍ دينا لا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها من الدين " أي الدين الكامل الذي لا يقبل الزيادة
يلتقي هذا مع قول ابن مسعود رضي الله عنه : " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " ولا شك أنه يعني ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والآثار في هذا المعنى كثيرة وإنما أحببت أن ألفت النظر إلى أن هذه الآية فيها نعمة كبيرة بالنسبة للمسلمين لكنهم مع الأسف إلا قليلاً منهم ما قدروها حق قدرها فزادوا في الإسلام بدعاً كثيرة جداً حتى صار هذا الإسلام بما فيه من عبادات وأوراد وأذكار حملاً ثقيلاً لا يطيقه الإنسان