بيان أن إحياء البدع إماتة للسنن حفظ
الشيخ : ونحن نعلم جميعاً أن الله عز وجل من القواعد التي أسسها في كتابه قوله تبارك وتعالى فيه : (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) وهذا معناه أن الله عز وجل حينما كلف عباده بعديد من الطاعات المختلفة الهيئات والأشكال والأذكار والعبادات إنما كلفهم وحملهم ما يطيقون لأنه هكذا أخبرنا بأنه لا يكلفنا بما لا طاقة لنا به وإنما يكلفنا بما نطيق فإذا جاء بعض الناس بعد أن أكمل الله عز وجل علينا النعمة بإتمامه للدين فشرعوا للناس كثيراً من العبادات المختلفة فأخذ بعض الناس بها فسوف يصرفهم ذلك عن القيام بمثلها مما جاء في الكتاب والسنة ضرورة أنه لا يمكن للإنسان مهما كان متعبداً أن يجمع بين كل العبادات التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بالإضافة إلى ذلك يقوم بما ابتدع بعده عليه السلام من عبادات أخرى لا يمكن أن يجمع بين السنة وبين البدعة لأن طاقته لا تتحمل ذلك ولهذا فتكون النتيجة الطبيعية أن المسلم بقدر ما يتمسك بمحدثات الأمور فبمقدار ذلك سينصرف عن ما كان مشروعاً من الأمور
قد لاحظ هذا الأمر الطبيعي أن الإنسان لا يستطيع الجمع بين ما كُلف به شرعاً وما كلف به ابتداعاً السلف الصالح حينما قالوا : " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة " " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة " ما هو السبب ؟ لأن هذه البدعة هي عبادة زائدة عن العبادة المشروعة التي يطيقها الإنسان فإذن هو حينما يأخذ بهذه البدعة فسينصرف عن مثلها من السنة
فكان إذن واجباً ولزاماً علينا أولاً أن نقدر هذه النعمة التي امتن الله علينا بها وثانياً أن نتجاوب معها ولا نتقرب إلى الله تبارك وتعالى بشيء مما أحدثه الناس من بعد ذلك بغض النظر عن مقاصدهم ونواياهم ونتجاوب مع قول الرسول عليه السلام في خطبه يوم الجمعة وفي غيرها : ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) هذا ما عن في البال الكليل أن أقدمه إليكم في هذه الليلة المباركة إن شاء الله .
الطالب : الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وبعد : نشكر الشيخ على هذه المقدمة وعندنا أسئلة إن شاء الله سنقدمها في بعضها أسئلة كدا شوية منهجية بالنسبة لإخواننا الأطباء، وبعدين ندخل في أسئلة أخرى إن شاء الله في نواحي شتى موجودة أمامنا الآن