ما حكم نقل الأعضاء من إنسان إلى آخر كنقل الكلية والدم ؟ حفظ
السائل : في سؤال ثاني عندنا هو ما حكم نقل الأعضاء من إنسان إلى آخر كنقل الكلية مثلاً ونقل الدم ؟
الشيخ : لا أرى في ذلك حرجاً إذا كان المنقول منقولاً برضى الشخص المنقول عنه ، هذا من جملة التداوي الداخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواءً علمه من علمه وجهله ومن جهله ) هذا هو الأصل ( ما أنزل الله داء إلا وأنزل له دواء ) ولكن هذا الدواء يجب استعماله على الطريقة الشرعية التي ليس فيها مخالفة لنص محرم لصورة ما
السائل : قد يكون يعني هذا بعد وفاة المريض
الشيخ : هذا بقى له جواب آخر
السائل : واحد توفي في حادث مثلاً
الشيخ : إذا كان المنقول عنه ذلك العضو نقل عنه دون وصية منه فهذا لا أشك في عدم جوازه لأنه تصرف بدون إذن منه ولاسيما بعد وفاته لأن هذا التصرف فيه هو على حد قول من قال : " استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا لك شبل الأسد " فهلا أخذوا منه كليته أو أي عضو من أعضائه في قيد حياته ؟ لا لا يتمكنون من ذلك لأنه لا يسمح به إلا في بعض الصور الخاصة كما ألمحنا إليها آنفاً
أما إذا كان المتوفى قد أوصى بشيء من أعضاء بدنه فهنا في مجال للقول بجوازه تنفيذاً لوصيته ، أقول في مجال أما أنا فلا أطمئن إليه ولا أجزم بتحريمه ، لا أطمئن إليه لما فيه من تشويه وتمثيل لبدن هذا الميت وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن التمثيل بل قال: ( إن كسر عظم الميت ككسره حياً )
وإذا كان ولا بد وأقولها صريحة لأنه إسلامي وإيماني يأمرني بذلك إذا كان ولا بد من القول بجواز النقل فلينقل من غير المسلم من جثة غير مسلم، ذلك لأن في رواية في الحديث السابق ( كسر عظم الميت المؤمن ككسره حياً ) وليس يخفى أن حرمة المؤمن لا تزال باقية ولو بعد وفاته والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى هذه الحقيقة في بعض أحاديثه كقوله عليه الصلاة والسلام ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) قد جمع هذا الحديث بين ناحيتين هامتين :
الناحية الأولى : احترام الميت بعد موته .
الناحية الأخرى : عدم المغالاة في تعظيمه إلى الأمر الأول يشير بقوله : ( لا تجلسوا على القبور ) وإلى الأمر الآخر يشير بقوله : ( ولا تصلوا إليها ) هذا ما عندي بالنسبة لذلك الملحق من السؤال
السائل : شيخ حتى لو كان ذلك بتصرف من أسرة المتوفى ؟
الشيخ : ما دام هو لم يوص فما عندي إلا ما سمعتم ، لأنه الأسرة لا تمتلك هذا التصرف رغم أنف الميت وهو في رمثه وفي قبره
السائل : ما رأيك إذا كان هذا الميت المأخوذ منه كلية سواء يهودي أو مسيحي هل يجوز نقل كليته إلى إنسان مسلم ؟
الشيخ : هذا ما أجبت به صراحة بارك الله فيك لما أوردت حديث ( كسر عظم الميت المؤمن ككسره حياً ) فخرج بهذا القيد الكافر