ما حكم اجهاض الأطباء الجنين في الأشهر الأولى للعيوب الخلقية ؟ حفظ
السائل : يعمد الأطباء الآن إلى إجهاض الحامل في الأشهر الأولى للحمل وذلك لاعتبارات مثلا منها : أن يتأكدوا من وجود عيوب خلقية في الجنين مثلاً ينزل مشوه برأسين أو بأربع أيادي أو نحو هذا فهل يجوز مثل هذا الشيء ؟
الشيخ : في الشهر الأول ؟
السائل : في الأشهر الأولى
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : إذا كان قبل نفخ الروح - وعليكم السلام - إذا كانت هذه العملية تجرى قبل نفخ الروح فالأمر سهل لأن هذا جائز في الأصل مع الكراهة ما دام أن الروح لم تنفخ فيه ، وهو أجوز حينما يحكم الأطباء سواء قطعوا بذلك أو ظنوا ظناً غالباً أن هذا سيأتي خلقاً مشوهاً ، أما بعد نفخ الروح فلا يجوز الإسقاط وإجراء العملية لما في ذلك من قتل النفس بغير حق بل أولاً بظن قد يكون ظناً غالباً
وثانياً فيه تغيير لخلق الله عز وجل الذي وصف في قوله تبارك وتعالى: (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) أريد أن أقول إن وجود الاختلاف في خلق الناس من رب الناس ليس عبثاً وهذا من معاني الآية السابقة (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) فإذا كان هناك إنسان قصير أو طويل أو أسمر أو أسود أو أبرص أو ما شابه ذلك كل هذا الخلق ما خلقه الله عبثاً بل خلقه لحكمة بالغة ومن ذلك كما قال عز وجل في اختلاف الناس في اختلاف ألسنتهم (( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم )) ونحن نعلم البلاد التي يغلب عليها بياض البشرة أن السواد يعني قبيح لاسيما السواد الفاحم قبيح جداً ومن الغريب أنني أسمع أن الزنوج أنفسهم ينظرون إلى البيض أمثالنا نفس النظرة التي نحن ننظر بها إليهم إذن هنا الطبائع تختلف وإذا كان الأمر كذلك وهذا أمر راجع إلى اختيار الله عز وجل حينما يقول سبحانه وتعالى : (( ما كان لهم الخيرة )) شو أول الآية سبحانه وتعالى عما يشركون
الطالب : والله يخلق ما يشاء ويختار
طالب آخر : (( وربك يخلق ما يشاء ))
الشيخ : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) وربك يخلق ما يشاء ويختار ، من ذا الذي يستطيع أن يقول أن هذا الجنين بعد أن نفخ فيه الروح ما خلقه الله ؟ لا أحد ، هذا من خلق الله ، ثم من ذا الذي يستطيع أن يقول : أن هذا المخلوق الذي يظن الأطباء أنه حينما يولد يكون فيه علة ما من ذا الذي يقول أن هذا ليس من اختيار الله وهو يقول : (( ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) لذلك فأنا أعتقد أن من تمام الاستسلام لأحكام الله عز وجل هو الرضا بما يقدر وهذا لا ينافي اتخاذ الأسباب الشرعية التي قد تخفف من تشوه هذا الإنسان إذا ما خلق أن تتخذ الأسباب الممكنة وهو في بطن أمه أو نحو ذلك ، فلا بد من الاستسلام لخلق الله لأنه قائم على علم وعلى حكمة بالغة
وهذا في الواقع يجرنا إلى مسألة خلق الله عز وجل الذكر والأنثى وقد أشار إلى أن ذلك من آياته الكبرى حيث قال سبحانه وتعالى : (( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والأنثى * إن سعيكم لشتى )) فخلقه للذكر والأنثى من الواضح جداً جداً أن فيه حكمة بالغة وكل إنسان يعرف ذلك لولا هذا لما استمرت الحياة في هذه الأرض ولما تناسل البشر فقد يكون هناك من الحكم ما لا يتنبه لها الإنسان في كثير مما يخلق الله عز وجل فكذلك حينما نرى ربنا عز وجل يخلق رجلاً له لحية كثيفة جداً شعر متداخل جداً جداً ونجد إنسانا كوسجاً ليس له لحية أو له لحية على صفة الصينيين تجد شعرات هنا وقد تطول بينما الخدين ليس فيه شيء من أمر الشعر وتجد ما بين ذاك وهذا من الصور ما لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى هذا خلق الله وهذا ليس عبثاً مطلقاً لذلك يجب على المسلم أن يرضى بهذا الواقع ولا يغير وبالمقابل نجد أن الله عز وجل خلق المرأة بغير لحية فكل من الرجل عليه أن يرضى بما خلقه الله رجلاً ذا لحية كثة أو رجلاً ذا لحية كوسجة أو رجلاً ما بين ذلك فكل هذه الأجناس إذا وقفت أمام المرآة فعليها أن تستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول كل جنس من هذه الأجناس : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خُلقي )، كيفما كان ، إن كان أسمر أبيض أسود أمرد كوسج إلى آخره لا بد لكل من هؤلاء أن يقول وهو يرى صفته في المرآة : ( اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي )، هذا هو معنى الاستسلام لخلق الله عز وجل وعدم اشراكنا أنفسنا في التصرف فيما خلق الله ، في مخالفة شرع الله تبارك وتعالى
الشيخ : في الشهر الأول ؟
السائل : في الأشهر الأولى
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : إذا كان قبل نفخ الروح - وعليكم السلام - إذا كانت هذه العملية تجرى قبل نفخ الروح فالأمر سهل لأن هذا جائز في الأصل مع الكراهة ما دام أن الروح لم تنفخ فيه ، وهو أجوز حينما يحكم الأطباء سواء قطعوا بذلك أو ظنوا ظناً غالباً أن هذا سيأتي خلقاً مشوهاً ، أما بعد نفخ الروح فلا يجوز الإسقاط وإجراء العملية لما في ذلك من قتل النفس بغير حق بل أولاً بظن قد يكون ظناً غالباً
وثانياً فيه تغيير لخلق الله عز وجل الذي وصف في قوله تبارك وتعالى: (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) أريد أن أقول إن وجود الاختلاف في خلق الناس من رب الناس ليس عبثاً وهذا من معاني الآية السابقة (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) فإذا كان هناك إنسان قصير أو طويل أو أسمر أو أسود أو أبرص أو ما شابه ذلك كل هذا الخلق ما خلقه الله عبثاً بل خلقه لحكمة بالغة ومن ذلك كما قال عز وجل في اختلاف الناس في اختلاف ألسنتهم (( ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم )) ونحن نعلم البلاد التي يغلب عليها بياض البشرة أن السواد يعني قبيح لاسيما السواد الفاحم قبيح جداً ومن الغريب أنني أسمع أن الزنوج أنفسهم ينظرون إلى البيض أمثالنا نفس النظرة التي نحن ننظر بها إليهم إذن هنا الطبائع تختلف وإذا كان الأمر كذلك وهذا أمر راجع إلى اختيار الله عز وجل حينما يقول سبحانه وتعالى : (( ما كان لهم الخيرة )) شو أول الآية سبحانه وتعالى عما يشركون
الطالب : والله يخلق ما يشاء ويختار
طالب آخر : (( وربك يخلق ما يشاء ))
الشيخ : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) وربك يخلق ما يشاء ويختار ، من ذا الذي يستطيع أن يقول أن هذا الجنين بعد أن نفخ فيه الروح ما خلقه الله ؟ لا أحد ، هذا من خلق الله ، ثم من ذا الذي يستطيع أن يقول : أن هذا المخلوق الذي يظن الأطباء أنه حينما يولد يكون فيه علة ما من ذا الذي يقول أن هذا ليس من اختيار الله وهو يقول : (( ما كان لهم الخيرة سبحانه وتعالى عما يشركون )) لذلك فأنا أعتقد أن من تمام الاستسلام لأحكام الله عز وجل هو الرضا بما يقدر وهذا لا ينافي اتخاذ الأسباب الشرعية التي قد تخفف من تشوه هذا الإنسان إذا ما خلق أن تتخذ الأسباب الممكنة وهو في بطن أمه أو نحو ذلك ، فلا بد من الاستسلام لخلق الله لأنه قائم على علم وعلى حكمة بالغة
وهذا في الواقع يجرنا إلى مسألة خلق الله عز وجل الذكر والأنثى وقد أشار إلى أن ذلك من آياته الكبرى حيث قال سبحانه وتعالى : (( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والأنثى * إن سعيكم لشتى )) فخلقه للذكر والأنثى من الواضح جداً جداً أن فيه حكمة بالغة وكل إنسان يعرف ذلك لولا هذا لما استمرت الحياة في هذه الأرض ولما تناسل البشر فقد يكون هناك من الحكم ما لا يتنبه لها الإنسان في كثير مما يخلق الله عز وجل فكذلك حينما نرى ربنا عز وجل يخلق رجلاً له لحية كثيفة جداً شعر متداخل جداً جداً ونجد إنسانا كوسجاً ليس له لحية أو له لحية على صفة الصينيين تجد شعرات هنا وقد تطول بينما الخدين ليس فيه شيء من أمر الشعر وتجد ما بين ذاك وهذا من الصور ما لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى هذا خلق الله وهذا ليس عبثاً مطلقاً لذلك يجب على المسلم أن يرضى بهذا الواقع ولا يغير وبالمقابل نجد أن الله عز وجل خلق المرأة بغير لحية فكل من الرجل عليه أن يرضى بما خلقه الله رجلاً ذا لحية كثة أو رجلاً ذا لحية كوسجة أو رجلاً ما بين ذلك فكل هذه الأجناس إذا وقفت أمام المرآة فعليها أن تستن بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول كل جنس من هذه الأجناس : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خُلقي )، كيفما كان ، إن كان أسمر أبيض أسود أمرد كوسج إلى آخره لا بد لكل من هؤلاء أن يقول وهو يرى صفته في المرآة : ( اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي )، هذا هو معنى الاستسلام لخلق الله عز وجل وعدم اشراكنا أنفسنا في التصرف فيما خلق الله ، في مخالفة شرع الله تبارك وتعالى