بيان أهمية الجمع بين الإيمان بالوحي وبين العلم التجريبي. حفظ
الشيخ : وأنا قبل أن أجيب عن تمام السؤال ألفت النظر بأنه ينبغي على الطبيب المسلم كما أنه يقدر علمه الذي اكتسبه بطريق التجربة التي سبقنا إليها مع الأسف الأوروبيون الكفار فأولى أن يقدر العلم الذي آمن به وأنه نزل من وحي السماء ، وحينذاك لا مانع للمسلم أن يجمع بين إيمانه بالوحي أو العلم الوحيي وبين إيمانه بالعلم التجربي وأنه إذا ما بدا له شيء من التعارض بينهما فليس سبيل ذلك رد أحدهما من أجل الآخر بل التوفيق بينهما ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً لأن العلم الصحيح لا ينافي أبداً التجربة الصحيحة
ولعل من المناسب أن أضرب مثلاً سريعاً : هناك حديث في صحيح البخاري ومسلم : ( لا عدوى ) فلا يجوز للمسلم أن يبادر إلى إنكار هذا الحديث لأنه ثبت عنده بالتجربة التي لا شك ولا ريب فيها أن هناك عدوى والعدوى ملموسة حتى في غير الإنسان والحيوان العدوى موجودة حتى في النباتات وفي الخضرة ونحو ذلك فالبصلة الفاسدة مثلاً تضعها بين بصلات سليمة ، سرعان ما يتسرب الفساد من هذه إلى تلك هذه حقيقة لا يمكن إنكارها فضلاً أن ينكرها وحي السماء الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فحينئذٍ إذا ما بلغنا مثل هذا الحديث ونحن درسنا في الطب أنه في عدوى وتتخذ كل الأسباب في سبيل الحيلولة بين انتقال العدوى من المصاب بها إلى السليم ، لا بد في هذه الحالة أن نفكر وأن نوجد لهذا الحديث معنى نحن فقدناه بسبب جهلنا إما بأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم ، أوحتى بلغتنا العربية التي أصبحنا ونحن العرب غرباء عنها ، فلا عدوى ممكن إنسان أن يفهم لا عدوى مطلقاً كما لو قال قائل ...
السابق فنحن نعرف مثلاً الكلمة المأثورة : " لا فتى إلا علي ، ولا سيف إلا ذو الفقار " صحيح أنه لا فتى إلا علي ؟ لا مو صحيح في فتيان كثر لكن هذه هنا " لا " لا تنفي الجنس وإنما تنفي الكمال لا فتى كاملاً في الفتوة
ترى ما معنى إذن ( لا عدوى ) هل هو على وزان قولنا : لا رجل في الدار أي لا عدوى مطلقاً ، أم هو يعني نفي عدوى بصفة مقيدة نحو الصفة التي نفهمها من قول العربي: " لا فتى إلا علي " هنا بقى البحث من الناحية الفقهية والحديثية يأتي الجواب أن الحديث لا يعارض العلم ، أي علم الطب الذي أثبت العدوى بل هو يؤكد العدوى ويثبتها في الوقت الذي يفهم البعض أنه ينفيها ، والسبب أننا أخذنا هذه الجملة من الحديث ولم نحفظ تمام الحديث ، هذا التمام الذي يساعدنا على أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً
فالحديث في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ، قال رجل : يا رسول الله إني أرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها فقال له عليه الصلاة والسلام : فمن أعدى الأول ؟ ) حينما نقرأ الحديث بهذا التمام وننظر إلى موقف الرسول عليه السلام حالاً وقالاً ، حالاً لما قال الأعرابي أنا أشاهد بعيني الجمال السليمة عندي جميلة الشكل كالذهب يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، ماذا كان موقف الرسول عليه السلام بالنسبة لهذه الدعوى التي ادعاها هذا الرجل هل أنكر عليه ورجع يقول له : لا عدوى لا عدوى ؟ لا ، وإنما كما قلت الحال هنا أنه أقره وما أنكر عليه ، لكن أتبع حاله بقال أو بقول قال له : ( من أعدى الأول ) إذن هنا نفهم أن العرب كان لهم رأي جاهلي وليس هذا بغريب عن جاهليتهم ، يعتقدون بأن العدوى تعتدي أو تنتقل بذاتها ونفسها ، وأنا أظن أن كثيراً من الأطباء لا أقول المسلمين الكفار وقد يكون مثلهم في المسلمين وقعوا في نفس هذه الجاهلية ، الأطباء يظنون أن العدوى بطبيعتها تنتقل لذلك يحذرون من مخالطة المصاب بمرض معد كل الحذر ويتخذون في سبيل ذلك كل الأسباب، الرسول صلى الله عليه وسلم هنا لفت نظر ذلك الأعرابي إلى حقيقتين اثنتين الحقيقة الأولى أن العدوى كما تراها أنت هي حقيقة واقعة لكن ليس الأمر كما تظنون أنها تعدي بنفسها بدليل إنه هذا الجمل الأول من أين تسربت إليه العدوى ؟ لا يمكن أن يقول من جمل قبله وجمل قبله لأنه يؤدي إلى التسلسل والتسلسل باطل لاسيما إذا كان الرجل مسلماً كذلك الأعرابي الذي آمن بالله ورسوله سيقول جواب قوله عليه السلام : فمن أعدى الأولى ؟ الله هو الذي أعدى الأول
إذن الذي أعدى الأول هو الذي يعدي الثاني والثالث والمئة والألف والمليون إذن المقصود من الحديث : لا عدوى بنفسها أما بأمر الله وتقديره وإرادته فهذه حقيقة ثابتة في هذا الحديث نفسه لأنه نفى العدوى التي يزعمها العرب أنها التي تعدي بنفسها أما العدوى التي تعدي بأمر الله وإرادته فقد أثبتها الحديث بل أكد ذلك الرسول عليه السلام في غير ما حديث صحيح وهذا في الواقع من فضائل الإسلام التي تفرد بها دون كل الأديان حيث أنه جاء بحقائق طبية خاصة في الأمة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب ولم يتمكن العلماء المتخصصون في دراسة الطب لم يتمكنوا من الوصول إلى اكتشافها إلا في هذا العصر أو ما قبله بقليل
لقد قال الرسول عليه السلام في تأكيد هذا المعنى الدقيق الذي لفت النظر إليه في الحديث السابق أنه يوجد هناك عدوى بإرادة الله فقال عليه السلام في صحيح البخاري : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) هذا معناه خذ بالأسباب وتوكل على رب الأرباب ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )
ثم جاء بأمر عجب أظن أنه أيضاً حديث عهد بتعرف الأطباء على هذا الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج من المدينة غازياً إلى الشام فلما وصل إلى مكان بعد في الطريق وإذا به تأتيه الأخبار بأن الطاعون أمامكم فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن عباس أن ينادي المهاجرين وأن يجتمعوا عنده لما اجتمعوا عرض عليهم هذا الخبر أن الطاعون أمامنا فما الرأي عندكم هل نتابع مسيرتنا هذه أم نرجع إلى بلدتنا قال : " فاختلفوا عليه ، فقال وكأنه في شيء من العصبية : قوموا عني ،" لأنهم ما اتفقوا ، ثم أمر ابن عباس بأن ينادي في الأنصار فاجتمعوا أيضاً استشارهم في القضية أيضاً اختلفوا عليه قال لهم أيضاً تفرقوا عني ، ثم أمره بأن ينادي في رجال الفتح كبار قريش الذين أسلموا يوم الفتح فاجتمعوا فكان رأيهم موحداً وأجمعوا على القول بأنهم ينصحونه على أن يرجع من حيث أتى وأن لا يلقي بهؤلاء أشراف الصحابة من أصحاب الرسول عليه السلام في التهلكة ، فقرر الرجوع فوقف في طريقه رجل من أفاضل أصحاب الرسول عليه السلام بل هو من العشرة المبشرين بالجنة ألا وهو أبو عبيدة بن الجراح فقال " يا عمر أفراراً من قدر الله ؟ " قال : " نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله "، وهذه حكمة بالغة جداً وهي تنسف ضلالة القول بالجبر نسفاً
قال: " نفر من قضاء الله إلى قضاء الله " ثم قال له : " أرأيت إذا كان لك ماشية في واد بين عدوتي الوادي أكنت ترعى غنمك في الوادي المخصب في العدوة المخصبة أم في العدوى المجدبة ؟ قال لا ، في العدوى المخصبة " يعني طرفا الوادي أحد الطرفين مخضر والآخر يابس فتأخذ الشياه أو الجمال " ترعاهم في أي العدوتين في الخضراء أم اليابسة ؟ قال بداهة في العدوة الخضراء ، قال فإن رعيتها في العدوة الخضراء فبقدر الله وإن رعيتها في العدوة اليابسة فبقدر الله أيضاً " ، وما كاد ينتهي من كلامه حتى جاء عبد الرحمن بن عوف فقال " عندي خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما هو ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإذا وقع الطاعون بأرض لستم فيها لا تدخلوا إليها ) فأعلن وأمر بالانطلاق "
الشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه السلام وضع في هذا الحديث ما يسمى اليوم بالحجر الطبي وذلك من أقوى الأدلة على أن الإسلام يرى ثبوت العدوى ، فإذا سمعنا إذن قوله : ( لا عدوى ) ينبغي أن نفهمه فهماً لا يتعارض ليس مع الطب بل ومع النصوص الأخرى التي جاء الطب ماشياً معها تماماً
فإذن إذا كان هناك بعض الأحوال يعني نضطر أن نقول بمعالجتها فيجب أن ننظر أن تكون المعالجة بطريقة تطابق الشريعة ولا تخالفها لأننا لا نزال كما قال تبارك وتعالى بل ولا نزال عند قوله تعالى : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ))
ولعل من المناسب أن أضرب مثلاً سريعاً : هناك حديث في صحيح البخاري ومسلم : ( لا عدوى ) فلا يجوز للمسلم أن يبادر إلى إنكار هذا الحديث لأنه ثبت عنده بالتجربة التي لا شك ولا ريب فيها أن هناك عدوى والعدوى ملموسة حتى في غير الإنسان والحيوان العدوى موجودة حتى في النباتات وفي الخضرة ونحو ذلك فالبصلة الفاسدة مثلاً تضعها بين بصلات سليمة ، سرعان ما يتسرب الفساد من هذه إلى تلك هذه حقيقة لا يمكن إنكارها فضلاً أن ينكرها وحي السماء الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فحينئذٍ إذا ما بلغنا مثل هذا الحديث ونحن درسنا في الطب أنه في عدوى وتتخذ كل الأسباب في سبيل الحيلولة بين انتقال العدوى من المصاب بها إلى السليم ، لا بد في هذه الحالة أن نفكر وأن نوجد لهذا الحديث معنى نحن فقدناه بسبب جهلنا إما بأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم ، أوحتى بلغتنا العربية التي أصبحنا ونحن العرب غرباء عنها ، فلا عدوى ممكن إنسان أن يفهم لا عدوى مطلقاً كما لو قال قائل ...
السابق فنحن نعرف مثلاً الكلمة المأثورة : " لا فتى إلا علي ، ولا سيف إلا ذو الفقار " صحيح أنه لا فتى إلا علي ؟ لا مو صحيح في فتيان كثر لكن هذه هنا " لا " لا تنفي الجنس وإنما تنفي الكمال لا فتى كاملاً في الفتوة
ترى ما معنى إذن ( لا عدوى ) هل هو على وزان قولنا : لا رجل في الدار أي لا عدوى مطلقاً ، أم هو يعني نفي عدوى بصفة مقيدة نحو الصفة التي نفهمها من قول العربي: " لا فتى إلا علي " هنا بقى البحث من الناحية الفقهية والحديثية يأتي الجواب أن الحديث لا يعارض العلم ، أي علم الطب الذي أثبت العدوى بل هو يؤكد العدوى ويثبتها في الوقت الذي يفهم البعض أنه ينفيها ، والسبب أننا أخذنا هذه الجملة من الحديث ولم نحفظ تمام الحديث ، هذا التمام الذي يساعدنا على أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً
فالحديث في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ، قال رجل : يا رسول الله إني أرى الجمال السليمة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها فقال له عليه الصلاة والسلام : فمن أعدى الأول ؟ ) حينما نقرأ الحديث بهذا التمام وننظر إلى موقف الرسول عليه السلام حالاً وقالاً ، حالاً لما قال الأعرابي أنا أشاهد بعيني الجمال السليمة عندي جميلة الشكل كالذهب يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، ماذا كان موقف الرسول عليه السلام بالنسبة لهذه الدعوى التي ادعاها هذا الرجل هل أنكر عليه ورجع يقول له : لا عدوى لا عدوى ؟ لا ، وإنما كما قلت الحال هنا أنه أقره وما أنكر عليه ، لكن أتبع حاله بقال أو بقول قال له : ( من أعدى الأول ) إذن هنا نفهم أن العرب كان لهم رأي جاهلي وليس هذا بغريب عن جاهليتهم ، يعتقدون بأن العدوى تعتدي أو تنتقل بذاتها ونفسها ، وأنا أظن أن كثيراً من الأطباء لا أقول المسلمين الكفار وقد يكون مثلهم في المسلمين وقعوا في نفس هذه الجاهلية ، الأطباء يظنون أن العدوى بطبيعتها تنتقل لذلك يحذرون من مخالطة المصاب بمرض معد كل الحذر ويتخذون في سبيل ذلك كل الأسباب، الرسول صلى الله عليه وسلم هنا لفت نظر ذلك الأعرابي إلى حقيقتين اثنتين الحقيقة الأولى أن العدوى كما تراها أنت هي حقيقة واقعة لكن ليس الأمر كما تظنون أنها تعدي بنفسها بدليل إنه هذا الجمل الأول من أين تسربت إليه العدوى ؟ لا يمكن أن يقول من جمل قبله وجمل قبله لأنه يؤدي إلى التسلسل والتسلسل باطل لاسيما إذا كان الرجل مسلماً كذلك الأعرابي الذي آمن بالله ورسوله سيقول جواب قوله عليه السلام : فمن أعدى الأولى ؟ الله هو الذي أعدى الأول
إذن الذي أعدى الأول هو الذي يعدي الثاني والثالث والمئة والألف والمليون إذن المقصود من الحديث : لا عدوى بنفسها أما بأمر الله وتقديره وإرادته فهذه حقيقة ثابتة في هذا الحديث نفسه لأنه نفى العدوى التي يزعمها العرب أنها التي تعدي بنفسها أما العدوى التي تعدي بأمر الله وإرادته فقد أثبتها الحديث بل أكد ذلك الرسول عليه السلام في غير ما حديث صحيح وهذا في الواقع من فضائل الإسلام التي تفرد بها دون كل الأديان حيث أنه جاء بحقائق طبية خاصة في الأمة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب ولم يتمكن العلماء المتخصصون في دراسة الطب لم يتمكنوا من الوصول إلى اكتشافها إلا في هذا العصر أو ما قبله بقليل
لقد قال الرسول عليه السلام في تأكيد هذا المعنى الدقيق الذي لفت النظر إليه في الحديث السابق أنه يوجد هناك عدوى بإرادة الله فقال عليه السلام في صحيح البخاري : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) هذا معناه خذ بالأسباب وتوكل على رب الأرباب ( فر من المجذوم فرارك من الأسد )
ثم جاء بأمر عجب أظن أنه أيضاً حديث عهد بتعرف الأطباء على هذا الأمر حيث قال عليه الصلاة والسلام في حديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج من المدينة غازياً إلى الشام فلما وصل إلى مكان بعد في الطريق وإذا به تأتيه الأخبار بأن الطاعون أمامكم فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن عباس أن ينادي المهاجرين وأن يجتمعوا عنده لما اجتمعوا عرض عليهم هذا الخبر أن الطاعون أمامنا فما الرأي عندكم هل نتابع مسيرتنا هذه أم نرجع إلى بلدتنا قال : " فاختلفوا عليه ، فقال وكأنه في شيء من العصبية : قوموا عني ،" لأنهم ما اتفقوا ، ثم أمر ابن عباس بأن ينادي في الأنصار فاجتمعوا أيضاً استشارهم في القضية أيضاً اختلفوا عليه قال لهم أيضاً تفرقوا عني ، ثم أمره بأن ينادي في رجال الفتح كبار قريش الذين أسلموا يوم الفتح فاجتمعوا فكان رأيهم موحداً وأجمعوا على القول بأنهم ينصحونه على أن يرجع من حيث أتى وأن لا يلقي بهؤلاء أشراف الصحابة من أصحاب الرسول عليه السلام في التهلكة ، فقرر الرجوع فوقف في طريقه رجل من أفاضل أصحاب الرسول عليه السلام بل هو من العشرة المبشرين بالجنة ألا وهو أبو عبيدة بن الجراح فقال " يا عمر أفراراً من قدر الله ؟ " قال : " نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله "، وهذه حكمة بالغة جداً وهي تنسف ضلالة القول بالجبر نسفاً
قال: " نفر من قضاء الله إلى قضاء الله " ثم قال له : " أرأيت إذا كان لك ماشية في واد بين عدوتي الوادي أكنت ترعى غنمك في الوادي المخصب في العدوة المخصبة أم في العدوى المجدبة ؟ قال لا ، في العدوى المخصبة " يعني طرفا الوادي أحد الطرفين مخضر والآخر يابس فتأخذ الشياه أو الجمال " ترعاهم في أي العدوتين في الخضراء أم اليابسة ؟ قال بداهة في العدوة الخضراء ، قال فإن رعيتها في العدوة الخضراء فبقدر الله وإن رعيتها في العدوة اليابسة فبقدر الله أيضاً " ، وما كاد ينتهي من كلامه حتى جاء عبد الرحمن بن عوف فقال " عندي خبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما هو ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإذا وقع الطاعون بأرض لستم فيها لا تدخلوا إليها ) فأعلن وأمر بالانطلاق "
الشاهد من هذا الحديث أن الرسول عليه السلام وضع في هذا الحديث ما يسمى اليوم بالحجر الطبي وذلك من أقوى الأدلة على أن الإسلام يرى ثبوت العدوى ، فإذا سمعنا إذن قوله : ( لا عدوى ) ينبغي أن نفهمه فهماً لا يتعارض ليس مع الطب بل ومع النصوص الأخرى التي جاء الطب ماشياً معها تماماً
فإذن إذا كان هناك بعض الأحوال يعني نضطر أن نقول بمعالجتها فيجب أن ننظر أن تكون المعالجة بطريقة تطابق الشريعة ولا تخالفها لأننا لا نزال كما قال تبارك وتعالى بل ولا نزال عند قوله تعالى : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ))