ما حكم الكتاب والسنة في مواجهة الصهيونية ؟ حفظ
السائل : في أحد الإخوة يسأل يقول : هل يمكن أن نخضع قضايا الأمة ممثلة في مواجهة مثلاً الصهيونية الآن للقرآن والسنة أو لمنهج القرآن والسنة ؟
الشيخ : كيف هل يمكن ؟
السائل : يعني كيف نخضع الآن قضايا الأمة الآن يعني كمثلاً مواجهة الصهيونية اليهود للكتاب والسنة وما الحكم في هذه القضية المصيرية وما هي الشروط اللازمة لتطبيق حكم القرآن والسنة في قضايانا المصيرية المتمثلة مثلاً في القضية الفلسطينية يقول نرجوا أن يكون هناك حوار حول هذه القضايا وخصوصاً أن هناك حوال حول هذه القضايا خصوصاً وأن هناك آراء تطرح إلا أننا لا نعرف أن هذه الآراء مستمدة من القرآن والسنة
الشيخ : السؤال الأول مش واضح كثير
السائل : هو يعني يقول كيف نستطيع أن نصل إلى حكم يعني حكم الله حكم القرآن والسنة وليس مجرد الرأي يعني المجرد عن الدليل في هذه القضايا المصيرية الآن اللي بتواجهنا الآن ؟
الشيخ : لا، أنا بمهني نفهم عبارته هو كيف قال نخضع إيش يعني نخضع ؟
السائل : هل تخضع قضايا الأمة ممثلة في مواجهة الصهيونية للقرآن والسنة
الشيخ : كيف تخضع يعني ؟
السائل : كيف يعني
الشيخ : كيف تخضع ؟
السائل : ... نقول صاحب السؤال ...
سائل آخر : يا شيخ يعني شو اسمه إذا كان الإجابة كل شيء يخضع للقرآن والسنة ما في شك يعني
الشيخ : طبعاً
السائل : إذا كانت الإجابة بنعم كل شيء يخضع للقرآن والسنة فما حكم القرآن والسنة في القضايا القضية المواجهة للصهيونية الحكم المستمد من القرآن والسنة هناك آراء مطروحة في الساحة إلا أنه لا نعلم إن الآراء هذه هي اجتهاد شخصي أم هي يعني مستمدة من القران والسنة ... رأيك ؟
الشيخ : والله كأنه هذا السؤال وسيلة في الحقيقة ما هو غاية لأنه معلوم لدى كل المسلمين أن الجهاد فرض مما فرضه الله على المسلمين وأن هذا الجهاد ينقسم إلى قسمين : جهاد عيني وجهاد كفائي وقد كان الاستاذ جزاه الله خيراً في خطبة الجمعة الماضية تعرض لهذا البحث بشيء من التفصيل جيد
لكنني أريد أن أقول الآن: أن وضع المسلمين اليوم أنهم كلهم مقصرون في القيام بالفرض العيني لأن أطرافاً من بلاد الإسلام العزيزة قد هاجمها العدو واحتلها بعضها في العصر الحاضر وبعضها قبل ذلك بزمن وكل ذلك الآن تحت حكم الكفار فمن الواجب يقيناً أن المسلمين وجب عليهم الجهاد العيني لإخراج هؤلاء الكفار من بلاد الإسلام وأقرب شيء بالنسبة لواقعنا المؤلم أولاً الأفغانستان وثانياً فلسطين
إذن الآيات التي جاءت تأمرنا بالجهاد في سبيل الله والأحاديث التي أكدت ذلك بل بعضها نبه على أن سبب هذا الذل الذي حل بالمسلمين هو إعراضهم عن العمل بأحكام الدين فإذن ما أظن أن هناك خلافاً بأنه يجب على المسلمين أن يجاهدوا في سبيل الله حتى يطهروا هذه البلاد الإسلامية من رجس أولئك الكفار
لكن السؤال الحقيقي كيف السبيل ؟ كيف السبيل إلى تحقيق والقيام بهذا الواجب ؟ هنا أنا أقول ما أدين الله به ، الجواب الصحيح : من أين نبدأ لأنه ما دام ما في خلاف بين كل الجماعات التي تطرح حلولاً كما قيل في السؤال ، لا خلاف بينها والحمد لله على وجوب الجهاد والجهاد العيني لكن الخلاف حقيقة هو من أين نبدأ وماذا نعمل في هذه اللحظة ؟
أنا أقول جواب مختصر وقد يكون الأمر يتطلب شيئاً أو كثيراً من التفصيل ، أقول : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) في كل شيء مما فيه عزة المسلمين في الدنيا والآخرة ، نحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بدأ يدعو الناس إلى التوحيد جوبه وعورض وقوتل وشج وو إلى آخره وقتل أصحابه وطردوا من بلادهم والرسول عليه السلام جالس في مكة لا يفعل شيئاً ، لا يضرب ولا يحارب ولا أي شيء ، وإنما يصبر صبراً جميلا ويدعو الناس بكل ما يستطيع من قوة وذلك في مدة ثلاثة عشر سنة في مكة ، ثم أذن الله تبارك وتعالى لبعض أصحابه بالهجرة بإخبار الرسول عليه السلام إياهم إلى الحبشة ، قال لهم : إن هناك رجل صالح فهاجروا إليه ، ثم هاجر عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة وبدأ هناك بتأسيس أو بوضع نواة الدولة المسلمة
إذن يجب أن يتحقق الكلمة التاريخية المعروفة التاريخ يعيد نفسه ، نحن اليوم ضعفاء نحن أذلاء وإن كنا عددنا كثيراً وكثيراً جداً ولكن هذا العدد لا يساوي قوة لأسباب كثيرة وكثيرة جداً
من أوضح هذه الأسباب تفرق المسلمين وهذا منصوص في القرآن الكريم أنه من أسباب ضعف المسلمين لأن الله عز وجل يقول
الطالب : ولا تنازعوا
الشيخ : لا (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ))
الطالب : ...
الشيخ : لا ها هي ، (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) هذه التحزبات التي يقترن بها كل حزب بما لديه فرح هو مما يوهن الأمة ويضعف شوكتها لو كانت الأمة في غير هذه القضية على الجادة السوية فما بالنا وهذه الأمة الآن منحرفة عن الإسلام انحرافات عديدة وعديدة وكثيرة وكثيرة جداً
(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) نص صريح في أن التنازع يتابعه الفشل ثم تكون ثمرته إيش ؟ الخيبة والضياع ، بالرغم أننا نكون نكون في الواقع عددنا كثير وكثير جداً وهذا ما أشار إليه الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح : ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟ قال: لا ، بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالو: وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) من ذا الذي يستطيع أن يقول منا اليوم أننا لم نصب بهذا الداء الوهن الناتج بسبب إيش؟ حب الدنيا وكراهية الموت
أكد الرسول عليه السلام أن هذا الحب للدنيا هو من الأسباب التي يستحق بها المسلمون أن يسلط عليهم الذل وهذا هو الواقع فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هذا الحديث في الواقع كنت أنا عملت فيها محاضرة طويلة في الأردن
الطالب : موجود الشريط
الشيخ : نعم
الطالب : هنا موجود الشريط
الشيخ : موجود كويس ، في الأردن ولذلك فالذي أريد أن ألفت النظر أن هذا الحديث وصف فيه الرسول عليه السلام للمسلمين الداء والدواء ، لما وصف الداء لفت نظرهم إلى ما سيكون من أثر هذا الداء إذا كان وقعوا فيه ، فقال : ( سلط الله عليكم ذلاً ) ثم وصف الدواء فقال : ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) إذن الجواب : باختصار : حل المشكلة التي يشعر بها كل مسلم ليس هو الصياح والزعاق والبكاء والصياح وإلى آخره ، وإنما هو نرجع إلى الدين ، لكن أي دين بقى نحن نرجع إليه وهنا يظهر أثر الدعوة التي نحن ندعوا الناس إليها ، نحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه الكتاب والسنة هو تفسير كلمة الدين حيثما ذكرت هذه الكلمة في آيات من آيات الله عز وجل ، هنا يقول : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) في القرآن يقول : (( إن الدين عند الله الإسلام )) وفي الآية التي ابتدأنا بها كلمتنا السابقة : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) إذن لا بد من الرجوع إلى الإسلام لكن بأي مفهوم ؟
الآن متعددة المفاهيم جداً متعددة، لأن الرسول عليه السلام من نصحه للأمة أن حذرهم بعديد من الأحاديث الصحيحة منها أن قال: ( افترقت اليهود والنصارى ) أوجز الحديث ( على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: هي الجماعة ) وفي الرواية الأخرى الموضحة المفسرة : ( قال : هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) إذن كان المسلمون اليوم مختلفين أشد الاختلاف تبعاً لهذه الفرق التي كانت في التاريخ الأول من بعد القرون الثلاثة إذا كانوا مختلفين والرسول يجعل الدواء لهذا المرض المتسلط علينا من الذل والهوان إنما هو الرجوع إلى الدين فبأي مفهوم نفهم الدين ؟ بمفهوم ما أشار إليه ( ما أنا عليه وأصحابي ) لنعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام ينبغي أن ندرس علماً يعرف بعلم الحديث وعلم الحديث له قسمان علم يتعلق بالرجال معرفة رواة الحديث هذا ثقة وهذا ضعيف وهذا كذاب وهذا وضاع إلى آخره والقسم الآخر من هذا العلم يتطلب معرفة قواعد هذا العلم التي تمكنه أو تمكن الباحث فيه من معرفة صحيح الحديث وضعيفه لاسيما ونحن الآن نعيش في تراث عظيم جداً من الروايات تعد بالألوف المؤلفة وباتفاق جميع العلماء فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع فنحن نعيش في هذا التراث الخليط نستطيع أن ننخل ذلك الخليط الخير من الشر فإذا أردنا أن نرجع إلى الدين يجب بقى أن نميز الضعيف من الصحيح ونقف عند الصحيح ونعمل به ، أين هذا العمل ؟
هذا العمل يجب أن يقوم المسلمون به من زمن طويل لكني أقول من هنا ينبغي البدء
لكن نحن نعرف أن كثيراً من الناس ذوي العواطف الجامحة التي لا يقيدونها بما يقتضيه الشرع والعقل معاً أن الرسول عليه السلام بقي ثلاثة عشر سنة تحت العذاب والإهانة ونحو ذلك هو وأصحابه حتى كان بعض الناس يطلبون من الرسول إنه يدعو لهم حتى الله يفرج عنهم فذكرهم بمن كانوا من قبلهم يؤخذون فيوضع المنشار على مفرق الرأس لكي يرتد عن دينه فيصبر حتى يصبح شقتين على وجه الأرض وقال في ذلك نزل قوله تعالى : (( الم * أحسب الناس أن )) يقولوا آمنوا وهم لا يفتنون
الطالب : أن يتركوا
الشيخ : نعم
الطالب : أن يتركوا
الشيخ : (( أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذي من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) إذن نحن إذا كنا حقيقة ينبغي أن نرجع إلى ديننا ، الخطوة الأولى أن نفهم ديننا والخطوة الثانية أو قد تكون مقرونة بالأولى العمل بهذا الدين (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) فهل نحن الآن نفهم الدين فهماً صحيحاً ؟
الجواب لا .
هل نحن نطبق الدين تطبيقاً صحيحاً ؟
الجواب لا .
لكننا شاطرين شجعان في انتقاد الحكام لماذا لا يحكمون بما أنزل الله ؟
الجواب عندي سهل ، لأننا نحن لا نحكم بما أنزل الله، والحكام مثل ما بيقولوا عندنا في الشام " دود الخل منه وفيه " ما اجونا نزلوا من المريخ أو اجوا من أوروبا وإلى آخره كلهم منا وفينا ، فإذن لما نعتب على غيرنا وننسى أنفسنا ونحن إذا أصلحنا أنفسنا بلا شك إنه ربنا عز وجل سينصرنا لأنه وعدنا بذلك ، آية كل الناس لا فرق في ذلك بين مثقفيهم وبين غير مثقفيهم ، بين علمائهم وبين أمييهم كلهم يعلمون الآية الكريمة (( إن تنصروا الله ينصركم )) وعد الله الصادق لا يتخلف إطلاقاً وكلكم يعلم أن نصرة المؤمن لله ليس هو أن يجهز جيش مشان يعاونوا على عدوه بطبيعة الحال وإنما هو العمل بشريعته التي أنزلها على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهل نحن عاملون؟ (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ))
الشيخ : كيف هل يمكن ؟
السائل : يعني كيف نخضع الآن قضايا الأمة الآن يعني كمثلاً مواجهة الصهيونية اليهود للكتاب والسنة وما الحكم في هذه القضية المصيرية وما هي الشروط اللازمة لتطبيق حكم القرآن والسنة في قضايانا المصيرية المتمثلة مثلاً في القضية الفلسطينية يقول نرجوا أن يكون هناك حوار حول هذه القضايا وخصوصاً أن هناك حوال حول هذه القضايا خصوصاً وأن هناك آراء تطرح إلا أننا لا نعرف أن هذه الآراء مستمدة من القرآن والسنة
الشيخ : السؤال الأول مش واضح كثير
السائل : هو يعني يقول كيف نستطيع أن نصل إلى حكم يعني حكم الله حكم القرآن والسنة وليس مجرد الرأي يعني المجرد عن الدليل في هذه القضايا المصيرية الآن اللي بتواجهنا الآن ؟
الشيخ : لا، أنا بمهني نفهم عبارته هو كيف قال نخضع إيش يعني نخضع ؟
السائل : هل تخضع قضايا الأمة ممثلة في مواجهة الصهيونية للقرآن والسنة
الشيخ : كيف تخضع يعني ؟
السائل : كيف يعني
الشيخ : كيف تخضع ؟
السائل : ... نقول صاحب السؤال ...
سائل آخر : يا شيخ يعني شو اسمه إذا كان الإجابة كل شيء يخضع للقرآن والسنة ما في شك يعني
الشيخ : طبعاً
السائل : إذا كانت الإجابة بنعم كل شيء يخضع للقرآن والسنة فما حكم القرآن والسنة في القضايا القضية المواجهة للصهيونية الحكم المستمد من القرآن والسنة هناك آراء مطروحة في الساحة إلا أنه لا نعلم إن الآراء هذه هي اجتهاد شخصي أم هي يعني مستمدة من القران والسنة ... رأيك ؟
الشيخ : والله كأنه هذا السؤال وسيلة في الحقيقة ما هو غاية لأنه معلوم لدى كل المسلمين أن الجهاد فرض مما فرضه الله على المسلمين وأن هذا الجهاد ينقسم إلى قسمين : جهاد عيني وجهاد كفائي وقد كان الاستاذ جزاه الله خيراً في خطبة الجمعة الماضية تعرض لهذا البحث بشيء من التفصيل جيد
لكنني أريد أن أقول الآن: أن وضع المسلمين اليوم أنهم كلهم مقصرون في القيام بالفرض العيني لأن أطرافاً من بلاد الإسلام العزيزة قد هاجمها العدو واحتلها بعضها في العصر الحاضر وبعضها قبل ذلك بزمن وكل ذلك الآن تحت حكم الكفار فمن الواجب يقيناً أن المسلمين وجب عليهم الجهاد العيني لإخراج هؤلاء الكفار من بلاد الإسلام وأقرب شيء بالنسبة لواقعنا المؤلم أولاً الأفغانستان وثانياً فلسطين
إذن الآيات التي جاءت تأمرنا بالجهاد في سبيل الله والأحاديث التي أكدت ذلك بل بعضها نبه على أن سبب هذا الذل الذي حل بالمسلمين هو إعراضهم عن العمل بأحكام الدين فإذن ما أظن أن هناك خلافاً بأنه يجب على المسلمين أن يجاهدوا في سبيل الله حتى يطهروا هذه البلاد الإسلامية من رجس أولئك الكفار
لكن السؤال الحقيقي كيف السبيل ؟ كيف السبيل إلى تحقيق والقيام بهذا الواجب ؟ هنا أنا أقول ما أدين الله به ، الجواب الصحيح : من أين نبدأ لأنه ما دام ما في خلاف بين كل الجماعات التي تطرح حلولاً كما قيل في السؤال ، لا خلاف بينها والحمد لله على وجوب الجهاد والجهاد العيني لكن الخلاف حقيقة هو من أين نبدأ وماذا نعمل في هذه اللحظة ؟
أنا أقول جواب مختصر وقد يكون الأمر يتطلب شيئاً أو كثيراً من التفصيل ، أقول : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) في كل شيء مما فيه عزة المسلمين في الدنيا والآخرة ، نحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بدأ يدعو الناس إلى التوحيد جوبه وعورض وقوتل وشج وو إلى آخره وقتل أصحابه وطردوا من بلادهم والرسول عليه السلام جالس في مكة لا يفعل شيئاً ، لا يضرب ولا يحارب ولا أي شيء ، وإنما يصبر صبراً جميلا ويدعو الناس بكل ما يستطيع من قوة وذلك في مدة ثلاثة عشر سنة في مكة ، ثم أذن الله تبارك وتعالى لبعض أصحابه بالهجرة بإخبار الرسول عليه السلام إياهم إلى الحبشة ، قال لهم : إن هناك رجل صالح فهاجروا إليه ، ثم هاجر عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة وبدأ هناك بتأسيس أو بوضع نواة الدولة المسلمة
إذن يجب أن يتحقق الكلمة التاريخية المعروفة التاريخ يعيد نفسه ، نحن اليوم ضعفاء نحن أذلاء وإن كنا عددنا كثيراً وكثيراً جداً ولكن هذا العدد لا يساوي قوة لأسباب كثيرة وكثيرة جداً
من أوضح هذه الأسباب تفرق المسلمين وهذا منصوص في القرآن الكريم أنه من أسباب ضعف المسلمين لأن الله عز وجل يقول
الطالب : ولا تنازعوا
الشيخ : لا (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً ))
الطالب : ...
الشيخ : لا ها هي ، (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون )) هذه التحزبات التي يقترن بها كل حزب بما لديه فرح هو مما يوهن الأمة ويضعف شوكتها لو كانت الأمة في غير هذه القضية على الجادة السوية فما بالنا وهذه الأمة الآن منحرفة عن الإسلام انحرافات عديدة وعديدة وكثيرة وكثيرة جداً
(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) نص صريح في أن التنازع يتابعه الفشل ثم تكون ثمرته إيش ؟ الخيبة والضياع ، بالرغم أننا نكون نكون في الواقع عددنا كثير وكثير جداً وهذا ما أشار إليه الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح : ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا : أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟ قال: لا ، بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالو: وما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ) من ذا الذي يستطيع أن يقول منا اليوم أننا لم نصب بهذا الداء الوهن الناتج بسبب إيش؟ حب الدنيا وكراهية الموت
أكد الرسول عليه السلام أن هذا الحب للدنيا هو من الأسباب التي يستحق بها المسلمون أن يسلط عليهم الذل وهذا هو الواقع فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هذا الحديث في الواقع كنت أنا عملت فيها محاضرة طويلة في الأردن
الطالب : موجود الشريط
الشيخ : نعم
الطالب : هنا موجود الشريط
الشيخ : موجود كويس ، في الأردن ولذلك فالذي أريد أن ألفت النظر أن هذا الحديث وصف فيه الرسول عليه السلام للمسلمين الداء والدواء ، لما وصف الداء لفت نظرهم إلى ما سيكون من أثر هذا الداء إذا كان وقعوا فيه ، فقال : ( سلط الله عليكم ذلاً ) ثم وصف الدواء فقال : ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) إذن الجواب : باختصار : حل المشكلة التي يشعر بها كل مسلم ليس هو الصياح والزعاق والبكاء والصياح وإلى آخره ، وإنما هو نرجع إلى الدين ، لكن أي دين بقى نحن نرجع إليه وهنا يظهر أثر الدعوة التي نحن ندعوا الناس إليها ، نحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه الكتاب والسنة هو تفسير كلمة الدين حيثما ذكرت هذه الكلمة في آيات من آيات الله عز وجل ، هنا يقول : ( حتى ترجعوا إلى دينكم ) في القرآن يقول : (( إن الدين عند الله الإسلام )) وفي الآية التي ابتدأنا بها كلمتنا السابقة : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) إذن لا بد من الرجوع إلى الإسلام لكن بأي مفهوم ؟
الآن متعددة المفاهيم جداً متعددة، لأن الرسول عليه السلام من نصحه للأمة أن حذرهم بعديد من الأحاديث الصحيحة منها أن قال: ( افترقت اليهود والنصارى ) أوجز الحديث ( على ثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: هي الجماعة ) وفي الرواية الأخرى الموضحة المفسرة : ( قال : هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) إذن كان المسلمون اليوم مختلفين أشد الاختلاف تبعاً لهذه الفرق التي كانت في التاريخ الأول من بعد القرون الثلاثة إذا كانوا مختلفين والرسول يجعل الدواء لهذا المرض المتسلط علينا من الذل والهوان إنما هو الرجوع إلى الدين فبأي مفهوم نفهم الدين ؟ بمفهوم ما أشار إليه ( ما أنا عليه وأصحابي ) لنعرف ما كان عليه الرسول عليه السلام ينبغي أن ندرس علماً يعرف بعلم الحديث وعلم الحديث له قسمان علم يتعلق بالرجال معرفة رواة الحديث هذا ثقة وهذا ضعيف وهذا كذاب وهذا وضاع إلى آخره والقسم الآخر من هذا العلم يتطلب معرفة قواعد هذا العلم التي تمكنه أو تمكن الباحث فيه من معرفة صحيح الحديث وضعيفه لاسيما ونحن الآن نعيش في تراث عظيم جداً من الروايات تعد بالألوف المؤلفة وباتفاق جميع العلماء فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع فنحن نعيش في هذا التراث الخليط نستطيع أن ننخل ذلك الخليط الخير من الشر فإذا أردنا أن نرجع إلى الدين يجب بقى أن نميز الضعيف من الصحيح ونقف عند الصحيح ونعمل به ، أين هذا العمل ؟
هذا العمل يجب أن يقوم المسلمون به من زمن طويل لكني أقول من هنا ينبغي البدء
لكن نحن نعرف أن كثيراً من الناس ذوي العواطف الجامحة التي لا يقيدونها بما يقتضيه الشرع والعقل معاً أن الرسول عليه السلام بقي ثلاثة عشر سنة تحت العذاب والإهانة ونحو ذلك هو وأصحابه حتى كان بعض الناس يطلبون من الرسول إنه يدعو لهم حتى الله يفرج عنهم فذكرهم بمن كانوا من قبلهم يؤخذون فيوضع المنشار على مفرق الرأس لكي يرتد عن دينه فيصبر حتى يصبح شقتين على وجه الأرض وقال في ذلك نزل قوله تعالى : (( الم * أحسب الناس أن )) يقولوا آمنوا وهم لا يفتنون
الطالب : أن يتركوا
الشيخ : نعم
الطالب : أن يتركوا
الشيخ : (( أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذي من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) إذن نحن إذا كنا حقيقة ينبغي أن نرجع إلى ديننا ، الخطوة الأولى أن نفهم ديننا والخطوة الثانية أو قد تكون مقرونة بالأولى العمل بهذا الدين (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) فهل نحن الآن نفهم الدين فهماً صحيحاً ؟
الجواب لا .
هل نحن نطبق الدين تطبيقاً صحيحاً ؟
الجواب لا .
لكننا شاطرين شجعان في انتقاد الحكام لماذا لا يحكمون بما أنزل الله ؟
الجواب عندي سهل ، لأننا نحن لا نحكم بما أنزل الله، والحكام مثل ما بيقولوا عندنا في الشام " دود الخل منه وفيه " ما اجونا نزلوا من المريخ أو اجوا من أوروبا وإلى آخره كلهم منا وفينا ، فإذن لما نعتب على غيرنا وننسى أنفسنا ونحن إذا أصلحنا أنفسنا بلا شك إنه ربنا عز وجل سينصرنا لأنه وعدنا بذلك ، آية كل الناس لا فرق في ذلك بين مثقفيهم وبين غير مثقفيهم ، بين علمائهم وبين أمييهم كلهم يعلمون الآية الكريمة (( إن تنصروا الله ينصركم )) وعد الله الصادق لا يتخلف إطلاقاً وكلكم يعلم أن نصرة المؤمن لله ليس هو أن يجهز جيش مشان يعاونوا على عدوه بطبيعة الحال وإنما هو العمل بشريعته التي أنزلها على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهل نحن عاملون؟ (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ))